[align=justify]عندما تتكلم هي عن آمالها المحطمة ، ودموعها تسبق أنفاسها ، فهذا أمر يوحي بخيبة أمل ..
وخيبة الأمل تلك ، هي حال إحداهن عندما تكلمت عن نهاية مأساوية لحلمها على يد ( الادعاء بطرق سبيل النظام ) والاكتشاف لاحقاً بان( الواو فوقه ) حيث قالت : ( لم أكن أهتم بما أعانيه من السهر ، فقد علموني أن من طلب العلا سهر الليالي ، فأنهيت الثانوية العامة بتقدير 90% ، وأردت أن أواصل الزرع لمساحة أكبر ، فتقدمت لكلية التربية وتم قبولي بقسم التاريخ ، وهو ما لم يكن متوقعا ..! لعدم ميلي لهذا التخصص ، فطلبت التحويل لتخصص آخر ليقابل طلبي بالرفض وذلك بحجة أن المعدل لا يسمح ، وأنه لا يمكنك التحويل قبل مرور سنة دراسية متوجةً بالتقدير العالي ..! فشكوت الأمر إلى الله وانتظمت بالدراسة أنا وزميلتي - التي أنهت دراستها الثانوية بنفس التقدير إلا أنها كانت من ثانوية أهلية وتم قبولها على نظام الانتساب - وماهي إلا أيام حتى أخبرتني زميلتي وصديقتي عن الأحداث التي حصلت لها .. فأخبرتني بأن ( الواو ) قد حولتها إلى منتظمة بدلا من الانتساب ، و نقلتها إلى القسم الذي رفضوا نقلي إليه بحجة معدلي )..!
تلك هي حالة مفردة من حالات متعددة لطالبات ترتطم آمالهن بوهم النظام ، وتتهاوى قواهن على أعتاب الجامعة الرازحة تحت وطأة ( الواو ) . وتحت عناوين الاستسلام للأنظمة تذوب أحلامهن في شرايين الإفلاس ، وتذوب الورود تحت أشعة شمس ( الواو ) الحارقة ..
عندما تشيب الأم في سبيل تمهيد المستقبل لبناتها ، وتتجدد معاناتها في كل صباح باكر ، و يزيد قلقها حتى عودة بنتها من المدرسة ، عندما ينهك ( الاستشوار ) شعر الطالبات المتهدل على أكتافهن , ويدوم كل ذلك 12 سنة , عندما تتغير نظارة الوجه على مدى هذه السنين الطويلة ، فتراه شاحبا مصفرا ,عندما يتم التخطيط لصنع ابتسامة دائمة تقتلها الامتحانات بكل قسوة .
كل ذلك ألا يستحق مكافأة تتمثل في قبولها في الجامعة ..؟
حينما ينادي المربون بإعطاء الطالب أو الطالبة كامل الحريه في التوجه الدراسي ، ويكررون أن ذلك سبيل النجاح , فأن كلية التربية للبنات ( جامعة القصيم حاليا) لها رأي آخر, فهي تجهز على التطلعات ، وتأد الأحلام ، و تتخذ من ( المعدل ) عصا تجلد فيه رغبات الطالبات ، وتخلق منه قبرا يدفن فيه جثمان الحلم ..!
أمن المعقول أن معدل (90% ) لايمكن الطالبة من اختيار قسم ترغب فيه ..؟
ماذا عسانا أن نقول عن ذوات المعدلات المتوسطة والضعيفة (90% - 60%)..؟
وهل سيكون الجلوس في البيت هو حياتهن القادمة ؟ أم المشي في الأسواق ؟ أم منادمة الخواطر والأفكار؟
ماذنب تلك الطالبات في هذه المعدلات والتعليم المتهالك لدينا هو المتسبب في خلق هذا الضعف؟
مالفائدة من استمرارية فتح باب القبول في تخصصات توقفت الحاجة إليها ..؟ وأصبح خريجاتها يقبعن في دورهن ..
ألسنا بحاجة أن نبني مستقبلنا ؟
ألسنا مطالبين بأن نشارك في صنع لبنات وطننا ؟
أليست الطالبات في الكليات يشتكين من ظلم الأساتذة (ذكورا وإناثا) وخاصة الوافدين ؟
أليست الحاجة تتطلب سرعة تأهيل بديل لهن؟
أليست المرأة شريكة الرجل؟
وتستحق ما يستحق ..؟
رغم أن المشكلة عامة وطامة ..!
الا اننا نتساءل كيف ستكون أمالنا وتطلعاتنا في أمهات المستقبل ونحن نرى اجتثاث إرادتهن بكل عنف؟
[/align]