[align=justify]
ماشاء الله تبارك الله , جعله الله قرة عين لوالديه , يتربى بعزك إن شاء الله , آمين جزاك الله خير ، ( وش سميتوه ؟ ) سميناه ( دحيم ) ، عاشت الأسامي ، الله يهديه ويصلحه .
أقول يا ( أبودحيم ) تقل أسمع ( حمار ينهق ) عسى ما عندك بالبيت حمير !؟ ، ( أبودحيم والعرق يتقاطر من جبهته ) الله يهديك بس وش حميره ..!؟ هذا صياح ولدي ( دحيم ) !! ( أبو صالح من الفشيله ) يالله يا ( أبودحيم ) أستئذنك تصدق نسيت الولد بالمدرسة !! في أمان الله .
( أبودحيم ) ( مستغرب ) ما خبرت عند ( أبو صالح ) عيال يدرسون !!؟
كانت هذه بداية معاناة ( أبودحيم ) مع ابنه ( دحيم ) الذي كان يفوق أقرانه بالجسم والهيئة وكان ( أبودحيم ) عندما يلقي بنظرة لابنه ذي الأربعة شهور والذي جاء بعد إنتظار طويل دام لأكثر من عشر سنوات يقول في نفسه والألم يعتصر قلبه ( ما نقصك إلا شنب !! ) .
كان ( أبودحيم ) يحلم بطفل صغير يداعبه ويحمله على كتفه إلا أنه أضطر لشراء بعض الحبال لتعليقها بسقف الغرفة حتى يستطيع ربط ( دحيم ) ومن ثم دفعه الى الأمام تارة و الى الخلف تارة أخرى , بدلا من أن يجهد كاهله الضعيف.
مضت الأيام و ( أبودحيم ) يقاسى الضغوط من الديون التي تراكمت عليه بسبب استهلاك ( دحيم ) لكميات ضخمة من الحليب والسيريلاك ، حتى أنه أبرم عدة عقود مع الكثير من المصانع لتوفير الحليب اللازم ، بالإضافة الى استئجاره صهريج ( وايت ) ( للحالات الطارئه ) وقد حاز ( أبودحيم ) على جوائز وشهادة تقدير من تلك المصانع لأنه يعد أكبر مستهلك لمنتجاتهم في الشرق الأوسط !
وما أن كبر ( دحيم ) قليلا حتى كبرت معه مشاكله ومصائبه التي تنصب دائما على رأس والده المسكين ، ففي إحدى المرات طلب ( دحيم ) من أبيه أن يبتاع له ( سيكل أبو ثلاث كفرات ) ، وكاد الأب أن يطير فرحا بهذا الطلب الذي سيريحه من ( دحيم ) ولو لبعض الوقت ! والسبب أن دحيم لا يفارق ( أم دحيم ) ليلا ولا نهارا ولا سرا ولا جهارا ، مما تسبب في أزمة نفسية ( لأبو دحيم ) ، أسرع الأب الى السوق باحثا عن طلب أبنه والذي لم يفلح في الحصول عليه ! والسبب أن جميع ( السياكل ) التي أحظرها لا تتسع لقدم ( دحيم ) فضلا عن بقية جسمه ، وأشتد بكاء ( دحيم ) وتصدعت جدران منزلهم وظن من يمر جوار منزل ( أبودحيم ) أن ( غولة ) تسكن مع أهل ذلك البيت وأن هذا صراخها !
اقترح أحد أقرباء ( أبودحيم ) أن يرسل ( طلبية ) الى مصنع في الصين و يزودهم بالمقاسات التي تتسع لجسم ( دحيم ) ، وأن يحظر له ( حراثة ) المزرعة ريثما يصل ( السيكل ) من الصين ، استحسن ( أبودحيم ) الاقتراح ، وبالفعل سارع بإرسال طلب الى إحدى المصانع في الصين إلا أنهم اشترطوا موافقة هيئة المواصفات والمقاييس والتي لم تتأخر عن رفض طلب ( أبودحيم ) بل أنه دخل في تحقيق مطول عما إذا كان يريد استخدام هذا ( السيكل ) في عمليات إجرامية أو تخريبية !
( أم دحيم ) كانت هي المستفيد الأول من ( دحيم ) فهو بالنسبة لها درع بشري وحارس شخصي تسلطه على العجائز الائي يشاركنها ( مباسط سوق الحريم ) كيف لا ، وهي لا تزال تتذكر تلك العجوز الشمطاء صاحبت العين النافذة في كل شيء يقف أمامها ( نحوته ) والتي أصيبت بالعور والغر غرينا بسبب أنها حاولت ( نحت ) ( دحيم ) ولكن ( دحيم ) كان لها بالمرصاد ! ولقد باءت محاولتها بالفشل و ارتدت حيلتها عليها ، ففقدت عينيها التي كانت تهدد بهم كل من حولها ، ليس هذا فقط بل أن جارة ( أم دحيم ) السورية ـ زوجة ( أبودحيم ) الثانية ـ كانت تحتال لكف أذى ( دحيم ) عنها ، فلقد كانت توفر له ( جركلين حمص وقدر تبولة ) وبهذا ينشغل ( دحيم ) بالتهامها ويبقى بعيدا عن أذيتها ، إلا أنها لم تسلم من كلمات ( دحيم ) الجارحة ، فلقد كان يصفها دائم بقوله ( يا أم عيون تقل طب ) .
كان ( دحيم ) يغضب عندما يعايره أولاد ( الحاره ) بـ ( دحيم الدلخ ) وسرعان ما يهربون ويتفرقون هنا وهناك لأن ( دحيم الدلخ ) لا يستطيع أن يلحق بهم لثقل وزنه وحركته ، ولكن عندما يقع أحدهم في قبضة يده فالكل ينتظر سيارة الإسعاف من أي شارع ستخرج ، ولقد طلب أهل الحي من رئيس المركز الطبي بتغيير وجهة ( الكراج ) الخاص بسيارة الإسعاف ، بحيث يكون متجه مباشرة صوب ( حيهم ) لسرعة إنقاذ الجرحى وإخلاء المصابين في أقصر وقت ممكن ، وقد كان المتضرر الأول هو ( خور شيد ) ـ هندي البقالة ـ والذي يلفت انتباه كل من يدخل عليه فجأة وذلك بوضع يده على وجهه ورجوعه الى الخلف ! وعند سؤاله عن السبب ؟ ذكر أن ( دحيم الدلخ ) يطارد الأولاد في الشارع فعندما يعجز عن المساك بهم يسارع الى ( البقالة ) ويسدد إليه صفعة على وجهه ترن لها الأذان وتشخص من هولها الأبصار ..!
وفي يوم من الأيام دخل ( دحيم الدلخ ) الى البيت وشاهد أبوه يصعد السلم لإصلاح ( لمبات ) الغرفة وتبديلها ، فأمسك له السلم خشية أن يقع على الأرض ، وبينما الأب غارق في توصيل الأسلاك خطرة في بال ( دحيم الدلخ ) فكرة ، وهي أن يفاجئ أبيه بتشغيل مفتاح الكهرباء والذي أغلقه الأب حتى يفرغ من عمله ، وبالفعل سارع بإعادة الكهرباء ، وعندما رفع رأسه الى الأعلى شاهد أبيه وهو يهتز بفعل التيار الكهربائي فلم يتأخر ( دحيم الدلخ ) عن التطبيل والغناء بصوت مرتفع ( دحيم طالع على أبوه ) ظنا منه أن أبيه يتراقص طربا ومعجبا بابنه ( الذهين ) .! إلا أنه تفاجئ بسقوط أبيه أرضا , فقال متعجبا ( أفى كل هالزار بك وأنا ما أدري !! )
أمسى الأب تلك الليلة طريح الفراش من الألم والغم الذي جثم على قلبه من أسباب أفعال ابنه ( دحيم الدلخ ) وبينما هو غارقا بالتفكير ، إذ صرخ في وجهه ( دحيم ) قائلا ( ودي اشتغل معك في الورشة ) قال الأب في نفسه ( والله فكرة على الأقل أستريح منك ) ، وفي الصباح الباكر أصطحب الأب ابنه ( دحيم الدلخ ) الى الورشة وأتى بأحد العاملين فيها وأوصاه على تعليمه وتدريبه .
وأثناء فترة تدريب ( دحيم الدلخ ) كان لا يستخدم المفاتيح لفك قطعة أو تركيبها ، بل كان يستخدم يديه في ربطها أو فكها أو كسرها إن لزم الأمر ! وقد كان قبيل الغداء ( يتمضمض ) بالبنزين أو قليلا من الزيت ! والسبب في ذلك لأنه مشغول طوال اليوم بأكل الشحم الخاص بالمكائن والآلات وذلك حبا للفول السوداني الذي يشارك الشحم بالشكل واللون بالإضافة أنه الأكلة المفضلة لدى ( دحيم الدلخ ) !
فكر ( أبودحيم ) بالتخلص من إبنه ( دحيم الدلخ ) وأبعاده عن الورشة قدر المستطاع فاحتال عليه وقال له ( إسمع أنا وأبوك فيه عميل عندنا محتاج قطعة موجودة في الدولة الفلانية بعطيك التريلة وتروح تجيبه من هناك ) وافق ( دحيم الدلخ ) على طلب والده وهو لم يتجاوز في حياته عتبة باب منزلهم , وفي صباح ذلك اليوم إنطلق متجها الى تلك الدولة ، وبينما هو في الطريق وقد ركن شاحنته في إحدى المحطات شاهده أحد معارف أبيه وقال ( والله إن كان ذاك اللي يمشي آدمي فهو دحيم الدلخ ) وعندما إقترب منه عرفه ، وقال له على وين يا ( دحيم ) فرد عليه قائلا ( والله رايح للـ ( .... ) ) فقال له ذلك الرجل ( فيه مكان هناك أسمه بار أنتبه لا تدخله ) .
مضى الرجل في حال سبيله , و ترك ( دحيم الدلخ ) وقد أتعبه التفكير في ماذا يكون ( البار ) ؟
إنتظروا الحلقة القادمة مع قصة ( دحيم الدلخ ) .
تأليف و سيناريو : أبوشهد
في الحلقة القادمة :
( دحيم الدلخ ) والسيقان الناعمة ومشكلته مع ( الشطوب ) .
( السائل الأصفر ) والبقرة التي تطير .
( دحيم الدلخ ) على الهواء مباشرة .
العودة الى أرض الوطن .[/align]