(ياهلا يا سعيد الفال.. ربي وربك الله.. لا إله إلا الله)

[المجمعة ديرتي]

ياهلال.. يا سعيد الفال
محمد الشهري


مشهد درة الملاعب ليلة تتويج الزعيم بكأس الغالي صاحب السمو ولي العهد الأمين (حفظه الله) التي تحولت ليلتها إلى لوحة بديعة هي واحدة من سلسلة ماركات مسجلة فقط باسم الزعيم.. حيث امتزجت الألوان البيضاء الناصعة.. بالزرقاء الزاهية بكل تناسقاتها وبهائها وروعتها.. وبكل ما تعنيه في علم النفس وعلم الألوان والفن.
مشهد مهيب تكونت ملامحه من قيمة وقامة (فارس العرب) عبدالله بن عبدالعزيز.. ومن هيبة وعنفوان زعيم دانت له آسيا قاطبة فكان سيدها المطاع.. ولا يعنيه ان كان اتحادها القاري يعي أو لا يعي هذه الحقيقة.. فما عليه سوى تسطير الملاحم وتركيع التاريخ.. وعلى من يعنيهم الأمر أن يثبتوا للعالم أنهم في مستوى هذا العملاق أو العكس.
** أعادني ذلك المشهد البديع الذي لا يجيد رسم خطوطه بكل تفاصيلها وأبعادها الهندسية والفنية سوى الزعيم وعشاق الزعيم.
** أعادني إلى ذكرى مشهد مضى عليه أكثر من خمسين عاماً خلت.. حين كنت طفلاً برفقة والدي (رحمه الله) في قريتنا الجنوبية الوادعة الجميلة.. وكان الوقت حينئذ ما بين المغرب والعشاء.. فجأة توقف والدي عن السير ونظر إلى السماء الصافية ثم قال (ياهلا يا سعيد الفال.. ربي وربك الله.. لا إله إلا الله).. بضع كلمات اختزنتها ذاكرة طفل قروي بسيط، أدرك مع مرور الوقت ان تلك الكلمات البسيطة في نطقها، والعميقة في معانيها الروحانية، إنما هي متداولة ومتوارثة بين الناس هناك عند كل مشاهدة لتلك الآية العظمى من آيات الله.. رغم أن الأمية كانت آنذاك تضرب أطنابها في كل بيت.
** أعود للحديث عن هلال الزعامة فأقول: إذا انصفك من المحايدين رجال بقامة وهامة كل من محمد البكر وأحمد الشمراني ووليد الفراج وغيرهم من الإعلاميين المحايدين.. على اعتبار إن كان واحد من هؤلاء يمثل (قبيلة) من الكتاب العمالقة الشرفاء.
** فلا تلتفت لما يردده طابور (التنابلة) ممن أدمنوا رذيلة التعامل بالغش والتزوير والكذب، لأنهم يعبرون عن أنفسهم.. وقد قالت العرب قديماً (الشيء من معدنه لا يستغرب) فدعهم في مستنقعاتهم يخوضون.. وبصحافتهم يفرحون.
غفلة الياقوت
** أحترم في شخص الرئيس القدساوي الاستاذ جاسم الياقوت سمات الوقار التي تعلو ملامحه واحترمه أكثر عندما تقترن أفعاله وأقواله بشيء من تلك السمات.. وقبل ذلك كله أحترم فيه المواطن المتمرس والمجرب والخلوق.
** وقد أعجبني كثيراً خلال ردة فعله على ما آلت إليه نتيجة نهائي كأس سمو ولي العهد.. الذي كان فريق القادسية طرفاً فيه.. فلم تأخذه العزة بالإثم، والاستمرار في ركوب موجة الاندفاع والحماس الذي مارسه كحق مشروع يرى أنه يخدم أهدافه منذ أن تأكدت لديه هوية الطرف الآخر المتأهل لذلك النهائي الكبير.. بل كان في قمة الموضوعية والواقعية.. ولن أتحدث عن تصريحه الأخير تحت عنوان (بطل الصدفة) ويقصد الهلال.. فربما كان بداعي المجاملة لبعض الناس وحفاظاً على بعض الروابط والمصالح المشتركة؟!.
** مأخذي الكبير على أستاذنا الياقوت يدور حول مضمون أحد تصريحاته الصحافية المتعددة التي سبقت اللقاء المرتقب.. والذي أثار استغرابي واستوقفني كثيراً؟!.
** ففي غمرة استعراضه لقائمة طويلة من العوامل المتوافرة والمميزة، والكفيلة أيضاً من وجهة نظره بتفوق قدساوي منطلقه اتفاقية مسبقة مع العجلاني ومجموعة الفريق عنوانها هزيمة الهلال.. ولم يقل الحصول على الكأس؟!.
** وتحت عنوان (سارة قالت لي ستهزمون الهلال) قال بالحرف (ابنتي الصغيرة سارة أيضاً رأت في منامها أنني عائد للخبر والكأس معي).
** وبالعودة إلى ما استعرضه في ذلك التصريح من جملة مقومات التفوق القدساوي.. التي كان من أبرزها (رؤيا) سارة.. يتضح أنه لم يذكر كلمة (ان شاء الله) تمشياً مع نص الآية (22) و(23) من سورة الكهف؟!
** بالتأكيد هي (الغفلة) وقد وقع الرجل الوقور في حبائلها نتيجة زحمة الكلام والأضواء والاندفاع وليس أكثر من ذلك (ان شاء الله).