( لماذا يسكتون؟)

[الـراصد]

[align=center]نسمع ونقرأ كثيرا ممن يتجاسر النيل من أهل العلم بأنهم يسكتون وبأنهم لا يوضحون بعض المسائل ، وهذا المُتحمّس لو رجع في الحقيقة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح لوجد أنه من الحكمة أحيانا السكوت .. وإخفاء بعض العلم ..

فمما يُميّز أكابر أهل العلم تصوّرهم للواقع ولنفسيّات المُخاطَبين ، فهم يُعطون المُستفتي ما يحتاج ، ويسكتون عن أشياء قد تؤدي إلى المفسدة وإلى الضرر ..

لذلك بوّب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ : ( باب : من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) . وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( لولا حدثان قومك بكفر ؛ لهدمتُ الكعبة ، ولبنيتها على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين ) . لاحظ أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر كان في وقت تمكُّنٍ للمسلمين وفي وقت انتصار وحالة مدّ إسلامي في المنطقة ، ومع ذلك ترك هذا الأمر ( مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) كما قال البخاري ـ رحمه الله ـ .
إذا تبيّن ذلك علمنا أن مراعاة حال المُخاطبين مطلوبة وإن لزمَ الأمرُ إرجاء وتأخير بعض البيان .
لذلك يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : ( حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين : أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا الحلقوم ) رواه البخاري في كتاب العلم . فهو لم يُظهر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لمصلحة يراها راجحة ولدفعِ مفسدة ، خاصّة وأن الوقت كان زمن فتنة ، فهل نتّهم هذا الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أنه من علماء السلطان أو من المثبطين أو من المُخذلين وغيرها من اتهامات يُطلقها المتهورون المُتهوّكون في حق أهل العلم !! أم نقول أنه راعى المصالح والمفاسد فرأى من المصلحة السكوت عن بعض البيان وقت الفتنة .

وحذيفة ـ رضي الله عنه ـ قبل ذلك كتم بعض أحاديث الفتن ؛ لأنها قد تؤدي إلى مفاسد ولا تحقق المصالح المرجوّة .
ويقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم : ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) . فالناس يختلفون في استيعابهم وفي تقديرهم للأمور وفي تحليلاتهم ، كذلك أجواء الفتنة لها خصوصيتها ولها اعتبارها . وقد ثبتَ أن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال لابنه حين حدّثَ في القيام ببعض الأمر في الفتنة : ( يا هذا .. أتريد أن أكون رأسا في الفتنة ؟! لا ، لا والله ) . وقال عبدالرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ : ( لا يكون الرجل إماما يُقتدى به حتى يُمسك عن بعضِ ما سمع ) أخرجه مسلم في المقدمة . والإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة في زمانه كره التحديث بالأحاديث التي فيها الخروج على السلطان وأمر أن تُشطب من مسنده وقال : لا خير في الفتنة ولا خير في الخروج . [/align]

[الوطني]

فمما يُميّز أكابر أهل العلم تصوّرهم للواقع ولنفسيّات المُخاطَبين ، فهم يُعطون المُستفتي ما يحتاج ، ويسكتون عن أشياء قد تؤدي إلى المفسدة وإلى الضرر ..
----------------------------------------

نعم اخي الراصد ... الفتنه نائمه ولعن الله من ايقضها ...

من كلامك اخي الكريم نجد انه بالفعل هناك جزء من العلم يتم كتمانه نتيجة هذه التقديرات الخاصه ببعض المسلمين ومنهم الصحابي الجليل أبو هريره رضي الله عنه .. ويبدو لي ان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو معلم البشريه لم يكتم أي شئ من امور الدين والا لما وصلتنا ..ولكنه راعى هذه المسألة فقط في في حالة الانسان بين الاسلام والكفر والتي نراعيها حاليا اقتداء به في عدم التطرق لبعض الاحكام مثل الختان عن المسلمين الجدد الى أن يعو ذلك من انفسهم او الى ان يترسخ الايمان في قلوبهم ... اما ونحن ومسلمين ومؤمنين بأن الاسلام لن يأتي الا بخير وان القرآن والسنه هما حبل الله المتين الذي لن نضل ان تمسكنا به ابدا ... كيف يحق للعلماء خاصه الدعاة والوعاظ .. ان يتبنو هذه المسألة ويكتمو كثيرا من العلم في الوقت الذي يبنغي عليهم تنوير عامة المسلمين بأمور دينهم وتبيينه لهم لتبلغه عقولهم وبالتالي لاينطبق عليهم كلام ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم : ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) ..

نحن اخي الكريم معك في هذا الكلام فيما يخص المفتي .. لما في فتاواه اثاره وردود افعال ممن لم تبلغ عقولهم بعض الاحاديث ..

اما العلماء الدعاة و الوعاظ واصحاب المنابر نطالبهم بتوضيح كل مااطعلوا عليه من العلم لجميع المسلمين خاصة اننا نحن ابناء اسلام نعلم ان ارادة الله ودينه وسنة نبيه كلها خير وأن السمع والطاعه لله ولرسوله ... بالدرجه التي لن يثنينا فيها كلامك هنا من أن نفصح بل نصرخ ونقول أن بعض الدعاة والوعاظ للأسف أن كتموا بعض العلم فهو ليس من هذا الباب بقدر ماهو من باب الانسب لهم ولتقديراتهم .. بما يبرزونه من بعض نواحي الدين على حساب النواحي الآخرى التي تبين مدى شموليته لكل زمان ومكان وصلاحيته وتوافقه مع كل الناس وظروفهم على مختلف اجناسهم .. بحكم توافقه مع فطرة الانسان السليمه التي لاينقص اعمالها الحسنه في كثير من الاحيان وفي كثير من المجتمعات على هذه الارض الا النيه والاخلاص لله رب العالمين ..

[الـراصد]

الأستاذ الفاضل : الوطني ..

أتفق معك ، فنحن نطالب العلماء والدعاة والخطباء بإيضاح أمور الدين ..
وكذلك نطالبهم أن يحدثوا الناس على قدر عقولهم ، وعلى قدر استطاعتهم ، وما يحتاجونه ..
فليس كل الكلام ولا كل الإيضاح محمودا ..
وليس كل السكوت كذلك محمودا ..
وسد الذرائع من مقاصد الشريعة .
والله يرعاك ويحفظك .

[الرمادي]

أخي العزيز الراصد

في كلامك منطقية كبيرة

ولكن اعتقد بأننا في زمن يصعب فيه إخفاء مثل هذا العلم

وإذا لم يبادر ( أكابر ) العلماء بإظهاره وتوضيحه بالصورة الصحيحة فإن غيرهم سيظهره كيفما بدأ له وبالصورة التي يحقق من خلالها أهدافه

أتمنى أن نتجاوز مرحلة الكلام عن عامة الناس ونتكلم على أساس أن هؤلاء العامه هم من بيدهم مصائر كثير من الأمور فإن لم تصلهم تلك الفتاوي والشروحات بالشكل الصحيح فستصلهم بشكل خاطئ


تقبل خالص تحياتي ,,

[الـراصد]

أخي الرمادي
إضافاتك مهمة وتستحق العناية
فالوضع الآن خطير خاصة وسهولة نقل المعلومة والفتوى
فقد رأينا وقرأنا لمن يفتي في مسائل كبيرة كالدماء والجهاد بل ويفتي في إسلام أو كفر الناس وهو صاحب بضاعة علمية متواضعة
ولأن فتواه حماسية
وتوافق هوى بعض الناس يطيروه بها وتبلغ الآفاق
ويتركون العلماء لأن كلامهم لا يوافق أهدافهم
أكرر شكري لك
والله يرعاك