إبن عرويل والشهراني والحافي
تركوا الغزل وحولوا أمسيتهم الشعرية إلى تقييم وضعالوطن العربي وهموم المجتمع السعودي
حول فرسان الأمسية الشعرية التي أقيمت ضمن الملتقى الدعوي الثاني والذينظمه مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة بريدة ، الشعراء نايف بن عرويلوفهد الشهراني وسعود الحافي ، حولوا أمسيتهم لساحة عراك الحروف نحو هموم أمتناالعربية وهموم مجتمعنا السعودي الذي تتضارب فيه القيم والمفاهيم ، فهم يرون من خلالقصائدهم التي ألهبت الحضور أن هم الوطن العربي تحول إلى هم بديل عن الذات المسحوقةفي قمم الحرمان، فجاءت التعابير موجعة وأليمة .
فقد واصل فرسان الأمسية بناء عمارتهم الشعرية بروية وهدوء باحثين خلف العبارة المباشرة عن دلالات أخرى وتأويلات كثيرة، وفي بحثهم هذا لا نراه ينحو اتجاه لغة متقعرة، بل تظل مفرداتهم الشعرية التي تشكل أساس جملهم أقرب إلى السهل الممتنع المحمل بكثير من نضارة الحياة اليومية ونداوة الصور الشعرية الملتقطة من أرض الواقع لتتحول في متن القصيدة إلى أشبه بجوهرة نادرة أو حجر كريم .
فكل شاعر لعب لعبة الانتظار المفتوحة على احتمالات كثيرة فكل منهم يعشق الترقب والمصادفات غير المنتظرة، حيث يمكن لكل حادثة حدثت في أيام الربيع العربي أن تفجر في داخله قصيدة مليئة بالحرائق والاشتعالات ، بل وكأنه يريد الإيضاح أن قصيدته لا تولد من العادي والمتوقع، بل هي الإبنة الشرعية للاحتمالات المفتوحة على أقصاها حين يتحول الشاعر صياد اللحظات الهاربة والمفاجآت الجميلة المدهشة ، فكل مايعانيه المجتمع العربي وكل ما يدور رحاه في المملكة من اختلاف الرؤى حول بعض القضايا الاجتماعية كان بمثابة قصيدة تنافس عليها الشعراء ، وتفاعل معها الحضور فصفق بحرارة وأشاد بما سمع من خلال صراخه المهيب .
في حين كان عريف الأمسية الشاعر عبدالكريم اليوسف قائدا لتلك المعارك متميزا بقدرته في جمع تلك القامات الشعرية في هذه الامسية من خلال جهوده وتنسيقه الذي نال إعجاب الحضور والجهة المنظمة للملتقى.
العرض المتطور
