السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ملؤها المودة أزفها لكم ,
وأسأل الله أن يعتق رقابنا ووالدينا وأحبابنا من النار في هذا الشهر الفضيل .
فطر الله الإنسان على حب الأشياء الجميلة , والنهايات المكللة بالسعادة ,
و حبب لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الفأل ,
وهو التفاؤل بالأمور والنظر لها بإيجابية و إبعاد النظرة السلبية عنها ,
لكن حالياً أجد الكثير ينظر للأمور بنظرة سوداوية حالكة ,
متجاهلين أن كل أمر في الدنيا كلها له جانب إيجابي مشرق ,
مادعاني لكتابة الموضوع أمر مضحك ,
كنت في أحد الأماكن النسائية , و جلست بجواري امرأة وأخذت تحادثني وتعرفنا على بعضنا قليلاً وأخذنا بالتدرج بالحديث ,
قالت لي أنا متزوجة منذ فترة و زوجي ليس بمقتدر مالياً نوعاً ما
دخل في أحد الأمور التجارية وقدر الله له أن يكسب و يغتني ,
همست تلقائياً الحمدلله الله يزيدكم ,
فقالت الله لايزيدنا !
تعالت على وجهي علامات استفهام وسألتها لماذا ؟!
قالت بالحرف الواحد " ياختي كل ماكثرت فلوسه كل ما حن قلبه للزواج "
كان تفكيرها بالأمر فقط من الجانب سلبي ,
وأبعدت أن حالهم أصبح أفضل ومن الممكن أن يمتلكون منزلاً ويعيشون عيشة رغيدة هانئة .
ليس هي فقط من تمتلك نظرة سلبية للأمور , هناك الكثير مثلها من ينظر للأمور بمنظار سلبي ,
هكذا أيضاً عندما نرى سلوك سيء من شخص , نختم على الشخص كله سيء وغفلنا أنه يمتلك الكثير من الأمور الجميلة والرائعة , التي لو أمعنا النظر فيه لوجدناها .
كذلك نظرتك لنفسك لابد أن تكون نظرة إيجابية واثقة , من حيث الإيمان بقدراتك و إمكاناتك و تطويرها بشكل جيد ويخدم ذاتك ,
فإذا نظرت لنفسك على أنك ناجح و إيجابي ومتفائل فهذا سينعكس عليك و على تصرفاتك وحياتك , والعكس صحيح .
كذلك المصائب , الكثير منا يعتقد أنها سيئة و يتعوذ با لله منها ,
وهي خلاف ذلك ,
فلو علمنا كم من الأجر يأتينا عند أي مصيبة لتمنينا أن تكون حياتنا كلها مصائب ,
وليست المصائب مقتصره على الموت أو المرض او شيء مثل هذا
لا بل هي أي شيء يكرهه الإنسان
قال صلى الله عليه وسلم " لا يصيب المسلم نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه "
حتى الشوكة يشاكها !
انظروا لبساطة الألم ومقدار الأجر !
لذا فلنفكر بإيجابية و لننظر للأمور بشكل جيد وحسن , ولنتفائل فأن ذلك سيرتد علينا ,
فـ كلما نظرنا للأمور من الجانب الجيد كلما أصبحت حياتنا كذلك جيدة وممتعه ومليئة بالإيجابية , .
عذراً على الأطالة .
وفقكم الله .
~
العرض الشجري