[align=center][tabletext="width:80%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أكثر الناس استخداماً لكلمة ( العدل ) أكثرهم ظلما ! كيف ولماذا ؟! لأنهم محترفين متمكنين يفهمون في العدل أكثر من غيرهم وعليه يبتكرون أساليب الظلم ويطبقونها على الناس من دون أن يشعر أو يحتج أحد من أولئك المساكين الذين يموتون مبتسمين وكأنه لم يقع عليهم أي أذى ! إن الظلم كلمة ممجوجة كريهة يخافها الناس أجمعين ولا يود أحد سماعها وينفرون من ذاكريها ومستخدميها ومطبقيها ، لهذا دائماً يكون العدل شعاراً يتخذه الظالم لنفسه ليلتف الناس من حوله ، وليس كل مستخدمي هذا الشعار ظلمه وطغاة ولكن كل الطغاة والظلمة يستخدمونه ! هل لاحظتم ذلك ؟! الإنسان بطبيعته يميل إلى القوة ويتبعها ويسعى لتقليد الأقوياء دون النظر إلى تلك القوة من أين أتت وكيف وعلى أي أساس قامت ، ولو قلبتم صفحات التاريخ وفتشتم في ما دوِّن عن القادة في عصورهم لما وجدتم إلا الكلام في العدل وإحقاق الحق إلخ ..إلى أن تصلوا لمن جاء من بعدهم فتقرؤوا ما لذ وطاب من الشتائم التي تنال من ذاك العادل الآفل !
ما سبق ليس إدعاء مني أني أفهم في العدل أكثر من غيري لا سمح الله ولكني أزعم أني قادر على التفكير والتفحص والتحليل على الأقل بمستوى يجعلني لا أهتف خلف كل من يدعي نصرتي وحمايتي ودعمي ، وهذا يجعلني متصالح مع نفسي أكثر من غيري وأحكم على الأمور بعقلي لا بعاطفتي ، ولهذا حسنات تجنى كثيرة أبرزها وأهمها شعوري الذاتي بأني حر غير مقيد، فلا أنقاد خلف شيء ما لم أقتنع به قناعة ذاتيه وباستقلالية تامة غير متأثرة أو مؤثر عليها ..
إن أشد ما قد يقع على الإنسان من ظلم هو قتل مشاعره الطبيعية تجاه نفسه وجعله يرضى عن ذاته ويمارس حياته بسعادة دون أن يدرك أنه منقوص منزوع القيم الإنسانية أو بعضها ، ولعل تغييب الفرد عن كثير من القيم الحقيقية أو إفهامه إياها بشكل مغلوط أسهل الطرق لظلمة من دون أن يشعر ! وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكركم على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align][/cell][/tabletext][/align]