فقدت المملكة العربية السعودية
والعالمين العربي والإسلامي بل العالم كله
رجل ليس كغيره من الرجال
رجل عظيم في عقله وفكره شامخ في مكانته
راقي في تعامله
كبير في بساطته وتسامحه
فريد في ابتسامته
إنه سلطان بن عبدا لعزيز
ذلك الإنسان الرائع بحضوره في حياته
وفي قلوب الناس قبل وبعد مماته
كان رحمه الله
دائما يردد أن الدنيا فانية
وان الإنسان ذكر بعد وفاته
فأين سلطان اليوم ليته يسمع عباد الله كلهم
يذكرونه بالخير
وليته يسمع عباد الله داخل المملكة وخارجها
كلهم يثنون عليه وكلهم يدعون له
منهم من يعرفه حق المعرفة ومنهم من طالة خيره
ومنهم من سمع عنه
كيف لا وقد عم صيته قاصي الأرض ودانيها
فأحبه الناس جميعا
وما خروج خادم الحرمين الشريفين إلى المطار رغم مرضه
ورغم نصح الأطباء له
ومشورة إخوانه والمقربين منه بعدم الخروج خوفا عليه إلا تأكيدا لذلك
رغب حفظه الله أن يكون أول المستقبلين
فأعانه الله وكان له ما أراد
من رأى ذلك المنضر أيقن بمحبة سلطان وأيقن باللحمة بين الإخوان
وأيقن أن من صدق مع الله أبعد عنه الشيطان
حطت الطائرة
وعيون خادم الحرمين تلاحقها
ولسان حاله يقول بالأمس كنا نستقبل سلطان
لنعانقه ونفرح برؤيته
واليوم نستقبله لنودعه ولكنها إرادة الله
والحمد لله على قضائه وقدره
توقفت الطائرة وانزل جثمان الأمير سلطان
واستقبله قادة المملكة ومواطنوها
يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين
استقبلوه بعيون دامعة وقلوب باكية وأيدي ممدودة تتمنى مصافحته
ولكنهم احتسبوه لله ودعوا لله أن يتقبله ويدخله
في رحمته
جاء وقت الصلاة ووضع الجثمان الطاهر أمام المصلين
وبدأ الناس بالدعاء والتضرع إلى الله
أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته
وانتهت الصلاة فحمل النعش على أكتاف الرجال
ونظرات خادم الحرمين تتابعه وقلبه معه
وقتها
بكى ملك الإنسانية فبكينا
وحمل نايف نعش أخيه فعجبنا
وتواضعت الجنازة فآمنا بالله ورضينا
وحزن الناس على فقد سلطان فتواتروا جميعا
إلى بيوت الله في كافة مدن المملكة وقراها
لتؤدي صلاة الغائب على سلطان
اسأل الله أن يقبل منهم ما دعوا
بتلك اللحمة العظيمة
وذاك الألتفاف الكبير بين القيادة والشعب
ودعت القلوب سلطان الخير والمحبة والعطاء
ودعته القلوب في مشهد عظيم
مشهد أذهل العالم بتواضعه
ليعلموا أنه الإيمان وانه القبول والرضاء
بقضاء الرحمن
فمن الله والى الله أنت يا سلطان
وكلنا لله وكلنا إليه راجعون
ذهبت يا سلطان إلى ربك فمن نعزي فيك
كلنا يقدم العزاء وكلنا يقبل العزاء
فإلى خادم الحرمين الشريفين أقدم عزائي والى سمو الأمير نايف بن عبدا لعزيز وإخوانه الكرام
وكافة الأسرة المالكة
وعموم الشعب السعودي العظيم
رحم الله سلطان
العرض الشجري