السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل
الجنة ) ...
و الكثير منا يعلم أن هذه الكلمة سهله النطق ، ونستطيع ترديدها كثيراً ولكن من
يستطيع نطقها عندما تصل الروح الحلقوم ؟؟؟ عندما تتنازع الروح وملك الموت
تكون هذه الكلمة أثقل من الجبال على لسان العاصي و أخف من الريشة على
لسان العبد الصالح ، يذكر دكتور استشاري أمراض القلب في المستشفى
العسكري بالرياض قصتين حصلتا أمام ناظريه تثبت عظمه تلك الكلمة و على من
تكون سهلة .
فيقول : كنت مناوباً في أحد الأيام وتم استدعائي إلى الإسعاف ، فإذا بشاب
في 16 أو 17 من عمره يصارع الموت ، و الذين أتوا به يقولون انه كان يقرأ
القرآن في المسجد في انتظار أقامه الصلاة فلما أقيمت رد المصحف لمكانه
ونهض ليقف في الصف فإذا به يخر على الأرض ، كنا نحاول إسعافه لكنه كان
مغشياً عليه فأتينا به إلى هنا ، تم الكشف علية و إذا به مصاب بجلطة قوية في
القلب وحالته خطيرة جداً ، أوقفت طبيب الإسعاف عنده وذهبت لأحضر بعض
الأشياء ، رجعت بعد دقائق فرأيت الشاب ممسكاً بيد طبيب الإسعاف و الطبيب
واضعاً إذنه عند فم ذلك الشاب يهمس بإذن الطبيب ، لحظات و أطلق ذلك الشاب
يد الطبيب ثم أخذ يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله
ورددها إلى أن فارقت روحة الحياة ... أخذ طبيب الإسعاف بالبكاء ، تعجبنا من
بكائه و قلنا له هل هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها متوفيا أو محتضراً ؟!
فلم يجب ، وعندما سألناه ماذا كان يقول لك الشاب وما يبكيك ؟ قال : لما رآك
يا دكتور تأمر و تنهي وتذهب وتأتي عرف أنك الدكتور المسؤول عن حالته
فناداني وقال لي ( الشاب ) : قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فوالله إني ميت
ميت ، و الله إني لأرى الحور العين و أرى مكاني بالجنة الآن ثم أطلق يدي …
أما الحادثة الثانية فيقول :
تم استدعائي لحاله طارئة بأحد الأقسام ، المريض فلان في حالة سيئة ، ذهبت
لأراه ... النبض ضعيف ، قمنا بالتدليك وتنشيط القلب طلبت من الممرضة تغيير
المغذي ، فجأة سمعت صوت المريض يقول : ما فيه داعي يا دكتور أنا ميت ،
فقلت له لا أنت بخير وستعيش بإذن الله فقال لي: لا تتعب نفسك أنا ميت ميت ،
قلت : كل ما في الأمر أن النبض ضعيف ونحاول إسعافه ، فرد علي مستهزئاً : لا
تسوون شيء أنا ميت ميت ، فقلت له : أنت تتوهم كل شيء طبيعي وستعيش
بإذن الله ... ثم أخذ بالنظر بالنظر إلى السقف و يقول : ( لا تتعبون أنفسكم أنا
ميت ميت أنا أشوف شيء ما تشوفونه أنا أشوف ملائكة العذاب ) و أخذ
بالبكاء و ما هي إلا لحظات ومات ... انتهى
فلنأخذ من هؤلاء العبرة و العظة و لنختم بالصالحات أعمالنا ، فالدنيا زائلة
وفانية و الآخرة هي دار القرار ...
.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم امين