أخي العزيز عبد الله الحلوة :
فكرتك جيدة بل ورائعة , وتدل على فكر نير , وإبداع منقطع النظير , لكن المشكلة أخي العزيز أنها فكرة قائمة على الاستفادة من أموال ربوية , وها أنت تسميها في العنوان ( جمعية ربوية ) فهل ترى أنه يجوز شرعاً استخدام الأموال الربوية في المصالح العامة ؟
وهل هذا هو الحل لها ؟
إن تحويل أموال الربا للمصالح العامة معناه إقرار هذه الأموال , وأنها يمكن ان تخدم البلد , وحينئذ يحصل تنافس بين البنوك لتحصيل الأموال من ورائها , ونحن الذين نرجو أن تتخلص بنوكنا من المعاملات الربوية في وقت انتشرت فيه المصرفية الإسلامية .
أخي العزيز :
بناء الجسور والطرقات والجمعيات من أموال ربوية معناه تأسيسها من مال يحارب الله فيه , وهو مال خبيث , فأي بركة وأي خير يرجى من ورائها .
قال تعالى : {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (109) سورة التوبة
وتحويل الفوائد الربوية إلى مال يخدم الصالح العام فيه تحايل على الشرع , ومع الوقت ينسى الناس انها ربا فتستاغ , والرسول صلى الله عليه وسلم لعن بني إسرائيل لاحتيالهم بصيد السمك يوم السمك , ولاحتيالهم باستخدام الشحوم بإذابتها كما جاء ذلك في الصحيحين وغيرهما .
أخي العزيز : أنا لستُ مفتيا شرعيا لكن الأمر في نظري واضح فمادام أن الربا محرم فاستخدامه محرم حتى ولو كان للصالح العام , وما بني على باطل فهو باطل , ولك أن تسأل أهل العلم فهم أخبر وأعلم .
أرجو أن تتقبل نقدي بصدر رحب , ولك شكري وتقديري .