[frame="1 80"]
كثيرة هي سوالف جدي، والأكثر منها سوالف جدتي
بطبعي الذكوري ميال لسواليف جدي، خصوصًا عندما يبدأ بالهجوم والحديث عن جدتي أو "خالات أبوي". . أو النساء جميعًا
ساخر هو من الدرجة الأولى، . بل من الدرجة المتجمدة تحت الصفر، لأنه يتمثل السخرية بالجد، فتكون حقيقة تراها رأي العين!
رغم ذلك كله: أقسم بالله العظيم وعلى كتابه الكريم. . أنه عاشق، وأن قلبه ممتلئ بالمقاعد الشاغرة نظرًا لاتساعه رغم الزوجات الثلاث
يحبهن جميعًا، والشوق بِرُ اليمين.
يقسم أنه لم يخطب إلا جدتي. . الأولى منهن، ويؤكد بقية زوجاته هذه المعلومة، ولكن يضفن: زوجَ اتقاءً لشره وعينه التي تدخل البيوت دون استئذان
ألم أقل لكم أنه عاشق؟
وصاحب قلب أكبر من أن يكتفي بواحدة؟
--
فاصل:
أحدهم بعد المولد الأول عتب على زوجته قائلاً: ألاحظ قلة إنتاج الحب بعد المولود الأول! فأجابته بذكاء: لم يقل الإنتاج، ولكن كان هناك وفرة في الإنتاج وسوء في التصريف
أما اليوم فهناك وفرة في الإنتاج، وحسن في التصريف.
--
سألته يومًا عن (سوير) آخر زوجاته وأشبهن، وأقربهن إلى قلبه بعد وفاة جدتي، خصوصًا أنها يتيم وعقيم. . وأتته على حين كبر منهما
فبدأ يتهكم ويسخر وهو يرفع صوته لتسمع، وهي تشيح في لا مبالاة لا يمكن للنساء اصطناعها أبدًا، ونبرة المحب لا تخونه وإن خوَّنَ الحرف، غاية ما يجده في كلامه عنها: أنها بنت النيدو، وهي ليست كذلك، تعبير مجازي اتخذه واتخذه مِنْ بعده مَنْ حولها
بدأ يقص عليَّ رافعًا صوته:
ذيك السنة أول ما أخذت سوير، جيت لمهم بددسن، عاد سوير ما تبي إلا إل وأبوها يعاونها على الشر، يقول لها يا بنية الحلال أركبي، ويغمز لها بعينه اليسر ويعض بريطمه
عاد أنا انتبهت وسوالف هالشيبان ما تمشي علي ـ والكلام لجدي ـ، فقلت له: نسيت يا بو سليمان هكالسنة يوم نحجعلى قعوس؟
قال: وشلون؟. . قلت: ما شالنا إلا رجيلاتنا وما وطينا من الحيوانات إلا القعوس!
فأسقط في يده وأمر البنت بالركوب
.
.
.
ومضت السنين، وسوير تشمت بجدي بحجة "القعوس" ويشاء الله أن يذهبوا للحج عام 1398هـ، وكان الوفد يضم جدي وزوجتيه وثلاثة من أعمامي وابن عم لي، وتتعطل السيارة وتضطر سوير أن تتنقل بين المشاعر على "قعس".
:
جميلة تلك الحياة البسيطة، هل تصدقون أن جدتي ولدت إحدى ضراتها؟
سألت جدي يومًا. . كعادة الأسئلة الطفولية التي لا تعرف زمامًا ولا مناسبة
لو استقبلت من أمرك ما استدبرت. . هل ستعدد؟
فأجاب بحزم. . كعادة الأجوبة الرجولية التي لاتعرف هي الأخرى الزمام والخطام
لو استقبلت من أمري ما استدبرت فسأتزوج الأربع مبكرًا وسأطلقهن حين يتجاوزن الخامسة والثلاثين لأستبدلهن بغيرهن
لا شيء يدعوني للنقاش. . فليس ثمة أنثى تسمع كلامي في تلك اللحظة لأتجمل أمامها
--
أحيانًا. . أحيانًا، والأحيان في ظني أنها لا تعبر عن كثرة وقلة
أحيانًا أفكر بتفكير جدي، غير أن مطلب "السكن" بمفهومه الشامل يقف أمام تلك الأفكار
فالإنسان محتاج إلى امرأة يسكن إليها
وهل المنزل بذلك الثمن الزهيد أن تغيره بتلك الطريقة؟
--
رحم الله جدتي. . لا أذكرها، ولكنني أعلم أنها "حلوة البسمتي" كما يردد أخي الصغير. . والصغير جدًا
--
أدري ماهوب هرج، بس بنفسي أكتب، وما بالي فكرة سوى سوير، الله يخليه لجدي. . فلم يبق له بعد هذا العمر سواها
--
تحذير رسمي: التدخين مضر بالصحة، وهو سبب رئيس في مرض السراطان[/frame]
(ذكريات الطفولة 2/...) ذيك السنة. . يو تحج سوير على قعس!!
[/align]
العرض العادي
