[align=center]قالت له: وقد أغضى صوتها, وراح يغيب في ثنايا الكلمات, متعثرة أحرفها على شفاهها , يبدو أنني سأنسحب الآن كما تعرف لابد أن أنام الليلة مبكرة لارتباطي بمواعيد امتحانات الطالبات غدا . ثم صمتت منتظره منه أن يقول لها ابقي قليلا . كان سيكفيها لو أنه قالها حتى ولو كانت متضمخة بتعب يومه الذي لم يفيق إلا على صوتها ولم يؤنس غربته سواه...لكن ثمة ابتسامة خفيه تعرفها النساء ظلت شامخة في صوته الذي يرفعه عاليا ليسمع ذاته ربما وهو يقول أنتي دائما تراوغين الا تعرفين اذا أني احب ؟! مالذي تريدينه كل مره تسأليني عن امرأه تلمحينها في قصة من القصص التي اكتبها نعم انا احب ألم تقرأيها في عيني وصوتي في مرايا الحديث عنها .....وراح يتابع وقد عاد صوته ليطمئن الى أن صوتي معه صوتي الذي راح يندس في صدري بعيدّ بعيدّ كقط وليد مغمض .يريد احد انتزاعه.
أنت حتما يابسمه تعرفين بأنني أحب حتى والدتي أخبرتها عن ذلك ....ولكن هذا هو الزمن وأقداره. قدرك ان تحبين من لايحبك وحتما هنالك اخرون مثلك . الا تعرفين ان تركي مثلا يطارد خيالك ويتمنى ان يحظى منك ببعض هذا الأهتمام الذي تقدميه لي . وصمت بعدها لدقيقه وكأنه يتمنى لو سمع بكائي . لكني آثرت ان اقول : استأذنك فطالباتي ينتظرن مني أن اكون مبكره قبلهن في المدرسه . لم يرضيه هذا الأنسحاب , كان يتخيل حرقه الجرح الذي يخيل لكنه يصر على ان يسمع بكائي ...يستجدي مرارتي ان تنضح ربما لتدفعه الليلة لكتابة قصة جديده لمجموعته التي ينوي جمع مادتها ....
حملت القلم وراحت تكتب :
أهاذا عزاوئك لي. إن هنالك من هم مثلي .؟!
نعم وهنالك من هم مثلك لم يتعلموا سوى أن يفتح اكفهم لهزيمة القلب الذي سيج جنائنه لهم وحرم عواطفهم مذاقا وطعما ورائحة وكيانا وصورة لهم .
لماذا تصر ياعبدالله على هزيمتي ؟!
هل ظننت إني بكيت بعد ان أغلقت هاتفك الليلي ذاك , أبدا كما تغلق كتاب صرت إلى صفحته الأخيرة وشعرت عندها انه لم يكن يستحق ان تقتنيه .
هبطت علي بلادة غريبة ورحت أدوم ذاكرتي في الأيام القريبة البعيدة التي أهديتك فيها أحساسي وذاكرتي وبعت عليك دون عوض كل غرف القلب وكل الحب ورحت أطير لك حمائم اهتمامي , تغضب فألهث وراء رضاك . تجرحني فأسارع الى تهدئة الجرح وكمكممة فاه الألم واعود أسرع إليك , كلمات ذكرتك رحت ابتسم لصورتك التي تشق القلب كوادي على روافده سعادتي .
أنا لا اطلب إن تحبني مادام ذلك أمر مستحيل و عسير عليك . ولكن ارحم ضعفي وقنوتي عند حبك , أرجوك ارحم كبريائي ومكابرتي وهمي , أرجوك ....دعني أصوم عنك بهدوء.
كن هنالك عند باب حبك بين المدن التي تسكنها المرأه الأخرى بين إحساسك بها . فقط دعني ....دعني .....لا أتذكرك .
لا تصر على الظهور في الصورة التي كسرتها ذات حزن على ليلي ودعني , وصدقني ان الأحزان تولد بالملايين و تموت بالآلاف .....
وستأتي بعد وقت لتجدني وقد أصبحت اقوي حتى إني سأنظر في بحر عينيك فلا اذهب لأكثر من رؤية الإرهاق البادي على وجهاك وأنت تسهر لتكتب مجموعتك القصصية الجديدة .
وأعدك ان تذكرني .
كتبتها بعناية ووضعته في المظروف الملون وبريقها المرّ , ارادت ان تضعها في حقيبة يدها فشعرت به بين ثناياعطرها ومرائتها . حملتها برفق فوضعتها بين ثنايا كتاب شعر واراحته على قصيده ( لاتعود )
ونامت تلك الليلة عميقا قبل ان تفيق في الصباح وهي تضع المظروف امام مكتبه متوسلة للسكرتير ان يجعله اول امر يراه هذا الصباح .
لين الباحوث [/align]