أخي العصامي , مرورك تشريف , وبعد :
عقيدة مذهب السلف الصالح واضحة في هذا , حيث لا يجوز الخروج على الإمام ما أقام فينا الصلاة , وأن الخارج على الإمام والحالة هذه فإنه كافر يقتل , ( فاقتلوه كائنًا من كان ) .
كثرة الخارجين لا يعني بطلان الحكم , وتجويز الفعل بضده , ونفي الوعيد , وتحويل الحرمة إلى الإباحة , فالشرع لا يتبدل مهما كثر العصاة والمقارفون للذنب , والأحكام لا تتبدل بتبدل الأزمان , وهذه قاعدة عن الفقهاء .
كان المقال في الشيخ حصرًا , ولو كنتَ شريكًا لقلمي لأضفت غيره , ولكن قلمي وما أصنع به , فإني أكتب ما أريد لا ما يرد القارئ , وليس من المعيب أن يكون المقال مقتصرًا على أنموذج اختاره الكاتب لينطبق على من شاكله , ولو كنت مستقصيًا لما وسع هذا المنتدى كثرة الخارجين .
الملك عبد العزيز هو خارج وفق منهج السلف وقاعدتهم , وإن حاججت في الشيخ وفعله ؛ شمل قولك كل من ذكرتهم من الدولة العباسية وغيرها من الدول حتى العثمانية نفسها ؛ ذلك لأن الحديث يقول ( ولو تأمر عليكم ) أي غلبكم بقوة السيف , فالواجب السمع والطاعة له , ومرده إلى الله .
لعل في الشيخ أمر قلما وجدته في غيره , فهو عالم ديني , فكيف خوَّل نفسه بأن يجاهد ويقاتل , ويجمع الغنائم في ظل خلافة قائمة غير راضية عنه , قد يكون مقبولاً من طامع في السلطة , لكنه غير مقبول من عالم .
إنني أتنمى عليك أن تقرأ بداية الدعوة والبيعة على النصرة حين كان يقول الشيخ لمن بايعه وهو أمير الدرعية حين خاف الأمير على قلة المال من الأمراء الأصدقاء ( يعوضك الله بالغنائم ) , وزوجة الأمير ( موضي ) تقول ( إنه غنيمة وفرصة لك فاظفر بها ) .
الرأي عندي أنه عالم بخطورة ما يفعل , ولكنه تغافل عن ذلك , بل نراه لم يرد على تلك الشبهة على كثرة ردوده ورسائله وتواليفه للكتب .
لو خرج أحد علينا هنا وهو يدعو إلى إزالة البنوك الربوية , والقضاء على الغناء والمجلات الهابطة والأفلام الخليعة , و الأقراص اللاقطة الإباحية. . . هل نقول إن خروجه من أجل إعلاء كلمة الله فهو محق ويجوز له الخروج على إمام المسلمين ؟ . . . لا أظنك توافقني , فالعلماء عندنا يستنكرون مثل هذا , ويفتون بقتل الخارج , بينما لا يعودون إلى تحقيق فعل الشيخ , بل يرون أنه لم يخرج , والسبب معروف .
أشكر لك جهدك عزيزي .