يقول الحكيم توها
خرج الضب ذات صباح .. واخذ يجول في البراري بعد سقوط الامطار ..
ظن ان الارض خاليه من الاعداء .. فأنهمك في الاكل والشرب ..
وكان والده يحذره دائما من البيات .. ويأمره بالحذر ..
ويقول له ان عدوك اذا اظهر اسنانه فهو لايبسم .. وانما يستعد
لافتراسك .. ولا يغرك ملمس الحيه .. فلها انياب سامه ..
واحذر من هجوم الليل بظلامه .. فالنهار يكشف لك عدوك ..
ظن الضب الغر الغرير ان كلام والده
سوالف الكبار .. الى عفى عليها لزمان .. واكلها الدهر ..
وظن ان الناس كلهم اصدقائه .. وغفل عن طبيعة الحياة
التى يختلط فيها العدو بالصديق
انتصف النهار وهو منهمك في الاكل والشرب .. يظن ان الدنياء
اكل ومرعى .. وليست غابه فيها القوي والضعيف ..
ظن ان قانون العدل والانصاف يجري في كل مكان وفي كل ارض ..
ونسى ان هذا القانون اندر من الكبريت الاحمر ..
كان الثعلب يجول في البر بحثا عن لقمة يسد بها جوعه
رأى الضب .. ففرح به وشهق ..
قرب منه الثعلب وناده .. فهرب منه الى حجره واختباء فيه ..
قال له وقد اظهر الحيله .. اين انت ايها الصديق .. اني احبك
دعنا نكون اصدقاء .. لنكون احباب ونمسح تاريخ العدواه التى
كانت بين اجدادنا .. فنحن جيل جديد .. يحتاج الى فجر جديده
قال له الضب
ايها الماكر .. ان الحيه لا تتغير ولو فسخت جلدها .. وان العدو عدو
ولو طوقته بالذهب .. ولن يجتمع الليل والنهار .. والسماء والارض
والماء والنار .. والضب والثعلب ..
قال الثعلب وقد ابداي اسنانه ضاحكا
تلك امة قد خلت .. الحيونات اختلفت .. والامور تبدلت ..
نحن في عصر العولمه .. ووقت الانفتاح .. فلا مكان للعدوات
والاحقاد الدفينه .. اليوم رقص الفأر والقط .. والذئب والشاه ..
دعينا نلعب ولنفتح صفحة جديده
صدق الضب الغرير .. وخرج من جحره ..
واخذ الثعلب يلعب معه .. حتى امنه
وفجأه هجم عليه واكله ..
يقول الحكيم توها
ان العدو عدو .. ولو لبس لك الجديد ..
وان الصديق صديق .. ولو اظهر لك الوجه الحديد
ومن اختلط عليه اعدائه بأصدقائه .. ولم يميز بين عدوه من صديقه
عاش بين الناس بنفسيه الارانب التى قال فيها اجددنا
شرما منهوبه ..
والشرما ..هي الارنب لان شفتها مشرومه اي مشقوقه
ومنهوبه... اي كل يطمع فيها الانسان والذئب والصقر والكلب .. الخ
العرض العادي
