[justify]
[a7la1=#333030]
مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ ؟ *********أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ
لي فيكَ ـ ياليلُ ـ آهاتٌ أردِّدُها*********أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه!
لا تحسبَنِّي محبًّا يشتكى وَصباً*********أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه!
إنى تذكرتُ ـ والذكرى مُؤَرِّقةٌ ـ*********مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد********* تجدْهُ ـ كالطير ـ مقصوصاً جناحاه
ويحَ العروبة! كان الكونُ مسرحها********* فأصبَحت تتوارى في زواياه
كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها *********وبات يملكنا شعبٌ ملكناه
كم بالعراق، وكم بالـهند ذو شجنٍ *********شكا؛ فردَّدَت الـأهرامُ شكواه!!
بنى العمومةِ إن القُرحَ مسّكموا *********ومسَّنا نحن في الآلام أشباه!
يا أهل يثرب أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ *********بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه
الدينُ والضادُ من مغناكم انبعثا*********فطبَّقا الشرقَ : أقصاه، وأدناه
لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً ********* لكنما هو دَيْن ما قضيناه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق*********شق الوجود، وليلُ الجهل يغشاه؟
سل الحضارة ـ ماضيها وحاضرها ـ*********هل كان يتصلُ العهدان لولاه؟
هي الحنيفةُ عينُ اللـه تكلؤها *********فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
هل تطلبون من المختار معجزةً؟ *********يكفيه: شعبٌ من الـأجداث أحياه
مَنْ وحد العرب حتى كان واترهم*********إذا رأى ولَدَ الموتور آخاه ؟
وكيف كانوا يداً في الحرب واحدة *********مَن خاضها باع دنياه بأخراه ؟
وكيف ساس رعاةُ الإبْل مملكة *********ما ساسَهَا قيصرٌ من قبلُ أو شاه ؟
وكيف كان لـهم علم وفلسفة؟ *********وكيف كانت لـهم سُفْن وأمواه ؟
سنُّوا المساواة: لا عُرْبٌ، ولا عجَمٌ *********ما لامرىء شرفٌ إلا بتقواه
وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم*********فليس للفرد فيها ما تمناه
ورحبَّ الناسُ بالإسلام حين رأوْا*********أنَّ السلام وأن العدل مغزاه
يا من رأى عُمراً: تكسوه بردتُه *********والزيتُ أدْمٌ لـه والكوخُ مأواه ؟
يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقاً *********من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه ؟
سل المعاليَ عنا إننا عَرَبٌ *********شعارُنا: المجدُ يهوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به *********فالشرق، والضاد، والإسلام معناه
استرشد الغربُ بالماضي، فأرشده********* ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه
إنا مشَيْنا وَرَاءَ الغرب نقبس من *********ضيائه فأصابتنا شظاياه
باللـه، سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ*********بالـأمس كانوا هنا، واليوم قد تاهوا!
فإن تراءتْ لك الحمراء عن كَثَب ********* فسائل الصرحَ: أين العز والجاه؟
وانزلْ دمشق، وسائل صخر مسجدها*********عمن بناه، لعل الصخر ينعاه
وطُف ببغداد وابحث في مقابرها*********علَّ أمرأ من بنى العباس تلقاه
هذى معالم خرسٌ كلُّ واحدة ********* منهنَّ قامت خطيباٍ فاغراً فاه
إنى لـأَشْعُرُ ـ إذ أغشى معالِمَهم ـ *********كأنني راهبٌ يغشى مُصلاه
اللـه يعلم ما قلَّبتُ سيرتَهُمْ ********* يوماً وأخطأ دمعُ العين مجراه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به *********فحين جاوز بغداداً تحداه؟
ملْكٌ كملك بنى التاميز ما غَرَبت *********شمسُ عليه، ولا برقُ تخطاه
ماضٍ تعيش على أنقاضه أمَمٌ ********* وتستمدُّ القوى من وحى ذكراه
لا در درُّ امرىء يُطرى أوائلـه *********فخراً، ويُطرق إن ساءلته: ما هو؟
ما بال شمل شعوبِ الضاد منصدعا؟ ********* رباهُ، أدركْ شعوب الضاد، رباه!
عهد الخلافة في البسفور قد درست *********آثارُه، طيب الرحمن مثواه!
تاج أغرّ على الـأتراك تعرضه ********* ما بالنا نجد الـأتراك تأباه؟
ألم يروْ : كيف فدّاه معاويةٌ *********وكيف راح عليٌّ من ضحاياه؟
غالَ ابنَ بنت رسول اللـه ثم عدا *********على ابن بنتِ أبى بكر فأرداه
لما ابتغى يدَها السفاحُ أمهرها *********نهراً من الدم فوق الـأرض أجراه
ما للْخلافة ذنبٌ عند شانئها *********قد يظلم السيفَ من خانته كفاه
الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحة *********ومن يرمُهْ بحد السيف أعياه
يا ربَّ مولى لـه الـأعناقُ خاضعةٌ *********وراهبُ الدَّير باسم الدين مولاه
إنى لـأعتبرُ الإسلام جامعةً ********* للشرق لا محضَ ، دين سنهُ اللـه
أرواحنا تتلاقى فيه خافقةً *********كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
دستورهُ الوحي والمختارُ عاهلـهُ *********والمسلمون ـ وإن شتوا ـ رعاياه
لا هُمَّ، قد أصبحت أهواؤنا شيعا*********فامنُنْ علينا براع أنت ترضاه!
راع يعيد إلى الإسلام سيرتَهُ *********يرعى بنيه وعينُ اللـه ترعاه
[/a7la1]
[/justify]