ثمة ترقب يجتاح معظم الشارع السعودي منذ إقفال السوق الأربعاء الماضي على تراجع حاد. المستثمرون العائدون من «نكبة فبراير»، رجعوا بعد التدخل الشخصي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غير مرة لتصحيح أوضاع السوق، باحثين هذه المرة عن طوق أسهم الدولة لإنقاذهم في فترة وصفت بـ «الاختبار الصعب» لهيئة السوق المالية.
التغيير الذي حدث في السوق طاول مقعد رئيس الهيئة، الذي جلس عليه الدكتور عبدالرحمن التويجري وهو يدرك تماماً أن هذا المقعد لا يصنع النجوم من اللحظة الأولى من الجلوس عليه فحسب، بل يحمل في يده حقيبة تحوي ما يقارب 1.5 تريليون ريال، يشارك في ملكيتها أكثر من ثلاثة ملايين مواطن، ينتظرون بفارغ الصبر عودة أموالهم.
المرحلة الجديدة لـ «هيئة السوق» افتتحت بألف نقطة، وبقي السوق في حال تأرجح، وصفه المراقبون بالمعقول صعوداً ونزولاً، وسط رضا جماعي بدرجة الشفافية التي خرج بها رئيس الهيئة الجديد الى الناس، وتحدثه الى وسائل الاعلام، وهو ما حسب انجازاً على عكس سلفه.
بقاء المؤشر فوق 10 آلاف نقطة خلق ارتياحاً وترقباً، بأن السوق في مناطق خضراء، ويستعد بسبب معطيات فنية للثوران نحو مناطق اكثر اخضراراً، تعيد خسائر الربع الاول، الا ان خيبة الامل الاولى سجلت بعد نزول سهم «إعمار» بأسعار مخالفة للتوقعات.
ومع اعلان توحيد فترة التداول عاد اللغط الى مجالس المتداولين، وسط جعجعة اقفلت «الهيئة» اذنيها عنها ليخرج طحين المتدولين مراً، بقيادة «هوامير السوق»، أو كما يفضلون وصفهم بـ «صناع السوق»، ما أعاد صغار المستثمرين لعض النواجذ بعد ان اكتووا بنار الخسارة.
المحللون الفنيون والماليون لسوق الاسهم، امتنعوا عن الحديث في هذه الاوقات، خشية الدخول في نفق إلقاء اللوم، واستخدام اساليب مختلفة، إما إقفال هواتفهم او الاعتذار بإجازة نهاية الاسبوع، او النشر من دون الاشارة الى الاسم.
واكتفى احد المحللين الفنيين بأن «القاع المنتظر لسوق الاسهم بحسب دراسة السوق سيكون 8494 نقطة، بناء على نسب فيبوناتشي، المطلوب من الهيئة التدخل كي لا يتحول الوضع من تصحيح الى انهيار».
وطالب الهيئة بالتدخل قائلاً
:» مثلما تتدخل الهيئة عندما يكون هناك هبوط غير مبرر، من المفروض ان تتدخل اذا كان العكس موجوداً، يوجد متلاعبون في انخفاض الاسعار، ويجب ان تتدخل اسهم الدولة كحل ولو موقت».
يقول المستثمر في سوق الاسهم راشد الوقيان: «لم نختلف كثيراً مع هيئة سوق المال طيلة الفترة الماضية، الا اننا في هذه اللحظات الحرجة نعتبر موقف الهيئة غير مقنع، هذا هو المحك الحقيقي، نحن لم نعد الى السوق، إلا بعد مستوى الشفافية الذي لم يواز طموحاتنا، ولكن كان معقولاً».
ويذهب الوقيان بالقول :»مضارباتنا اليومية اعادة لنا بعض اموالنا، وكنا نحمل الكثير من التفاؤل في ظل تنامي الاقتصاد السعودي وتقارير الموازنة المتوقعة، وارتفاع اسعار النفط، وزيادة عدد الشركات الداخلة إلى السوق، ولكن نحن الان في تخوف لا نخفيه ابداً، ونطالب بتدخل اسهم الدولة لأنها اسهم استثمارية ولا خوف عليها».
ويكتفي المحلل الفني للسوق محمد السالم بالحديث من ناحية فنية مختصرة بحسب تعبيره :»نحن الآن في الموجة الثانية، وهناك نقطة معينة من المفترض أن يصل إليها السوق، بناء على معطيات معروفة مسبقاً، والتخوف الحالي، أن تأتي متغيرات طارئة تؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة، والموجه الثالثة ستكون العودة الحقيقية للسوق السعودية».
ينتظر حامل كل ريال في سوق الأسهم السعودية طيلة ساعات اليوم، خروج أي مسؤول في هيئة السوق المال، لـ «يضع مخدراً، موقتاً على جرح السوق، الذي دخل العناية المركزة بالنسبة إلى الخاسرين».
00000000
الحياة