الشائعات على الإنترنت أبرز قشور العولمة
خالد الشثري … اضطروه إلى نفي وفاته
فهد سعود من الرياض: تيار العولمة الحديث أصاب العالم بنوعين من الهوس، النوع الأول محاولة مجاراة التقنية الحديثة واللحاق بركب التكنولوجيا المتسارع في تطوره والذي لا يتوقف عند أي استراحة في سبيل الوصول إلى آفاق أوسع من الغوص في مجاهل العلوم والتكنولوجيا . أما النوع الثاني فهو الذي لم يأخذ من العولمة سوى القشور ليصير الإنترنت وسيلة لإضاعة الوقت والفضائح، والأهم من ذلك مسرحاً عربياً لإطلاق الشائعات عشوائياَ، ونحن في مجتمعنا نتعايش مع هذا النوع من الُممسكين بذيل العولمة، ممن يفقدون أبسط مفاهيم بناء الحضارات.
ويوم أمس تأكد ذلك الشي في ما حدث مع رجل الأعمال السعودي والاقتصادي المعروف خالد الشثري، عندما انطلقت شائعة تؤكد وفاته مما تسبب في إطلاق موجة من الحُزن والصدمة اتسعت بعدها العيون في دهشة بعد تأكيد تكذيب هذا الخبر لنستفسر بعدها بدهشة، ما السر وراء ذلك الخبر، ومن المستفيد الأوحد من إطلاق مثل هذه الشائعة
في هذا المجال لا تأخذ "إيلاف" الخبر ممن يتزاحمون حول طاولات المقاهي وهم يرفعون فناجينهم ويجعلون حياة الناس موضوعاً لنكهة حلوياتهم مع دخان سجائرهم وأرجيلاتهم. ولم يكن أمامنا عناء لمعرفة الحقيقة إلا أن نتصل بالميّت الحي، خالد الشثري نفسه.ومع رجل الأعمال خالد الشثري، كان لنا هذا الحديث حول ما مرّ به من جرّاء تلك الإشاعة.
ولأن الموقف كان عصيباً، وتجربة مؤكد أنها مختلفة تماما، سألنا خالد الشثري عن الشعور الذي اعتراه حينما سمع بالخبر، فأجاب : "بصراحة كان الموضوع مربكا كثيرا لي، خصوصا مع وصول اتصالات من أناس لم أتعود أن يهاتفوني في ذلك الوقت المتأخر( بعد منتصف ليل البارحه ) ،كما اشتركت تلك المكالمات مع رسائل جوال غزيرة لم تتوقف منذ منتصف الليل وحتى السابعة صباحا مما جعلني اقدّر حالة الهلع والصدمة التي عصفت بكل من حولي ومن يعرفونني سواء في حياتي العملية أو الأسرية". وأضاف الشثري: "الموت حق علينا.، وكلنا على الدرب، ولكن استغرب سر عجلة بعض الناس وتلهفهم على استباق الإحداث والمواقف والأقدار"
وعن رأيه فيمن روّج هذه الإشاعة وأسبابه، قال الشثري: " الشائعات موجودة ومألوفة في الكثير من المجتمعات، وطبعا دائما الشر هو الذي يعم لذلك نجد أن الشائعات المغرضة هي التي تروّج وتستفحل دوما، ولا ادري قد يكون الأمر من باب العبث بمصائر ومشاعر الآخرين خصوصا وأن السمة الفعلية لمطلق هذه الإشاعة لابد أن يكون خارج نطاق الإنسانية أو المسؤولية".
وأكد الشثري أنه لا يعرف مصدر هذه االشائعة وإن كان يرجو من هذا العابث أو مجموعة العابثين قبل إطلاق مقولتهم أن يفكروا بالضرر الذي سيحيق بأسرة المعني ومعارفه من جراء هذا التصرف غير المسؤول وقال: " كان الأولى به أن يضع نفسه في مكان أسرتي وأولادي ومعارفي قبل هذا كله، فنحن بصدد أمر خارج العمل وخارج التنافس الإداري وغيره. نحن بصدد الحديث عن حياة إنسان ومصير أسرته التي عانت من تلك الأكذوبة الكثير منذ البارحه".
وعن رد الفعل المصاحب لما حدث، من الأهل والأقارب، قال خالد الشثري: " طبعا رد فعل الأهل متوقع ، بالأحرى لم انتظر حتى يصل إليهم الخبر ليكون وقعه سيئا عليهم، بل بادرت بالاتصال بهم خصوصا والدتي حتى أنهم استغربوا اتصالي في وقت لم يعتادوا أن أبادر بالاتصال بهم ، لكنني كنت أخشى جداً على وقع الخبر، خصوصا على والدتي وهذا موقف لا تتحمله أي أم في الدنيا... والحمد لله إنني تداركت الموقف وتمكنت من احتواء الموضوع قبل أن يصل إليهم بشكل مغاير".
وختم الشثري بالقول لإيلاف أنه يستنكر "هذه الأفعال التي لا تحمل أدنى قدر من المسؤولية والإنسانية، وأن مثل هذه التصرفات كفيلة دائماً بإثارة حفيظة المجتمع والتسبب بالكثير من الألم والأحزان التي لا يفقه بعضهم نتائجها الوخيمة على الأسر والناس، في مجتمع مثل مجتمعنا يُسجل أولى خطواته نحو مستقبل مشرق".
إيلاف
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Polit...5/12/110038.htm
__________________