أولئك الذين إن تحدثت معهم عن الحلال والحرام وقفوا بوجهك،
وإن تحدثت عن الغيبة والنميمة ثاروا عليك ،
وإن تحدثت لهم عن الكذب وآثاره أقاموا الدنيا وأقعدوها محاربةً ضدك ظناً منهم أنك تقصدهم..
لا يريدونك أن تتحدث عن السلبيات الموجودة في المجتمع لأنهم يحملون جزءً منها إن لم يكن أغلبها.
يلتحفون ثياباً بيضاء ظاهرها الصلاح وتبطن قلوبهم سواد نياتهم ويتضح لك ذلك من تعاملاتهم مع المجتمع.
يحاربونك لمجرد أنك تقول إن المسلم الصادق لا يكذب ، والمسلم الصادق لا يغش إخوانه ولا يحقد عليهم
أو يحسدهم فيما هم فيه من خير ٍ ونعمة أعطاها إياهم مقسم الأرزاق وخالق الخلق من تراب.
وهم كذلك لمجرد أنك تذب عن عرض أخيك الذي قبل قليل كان جالساً بينهم وما برحوا يمدحونه حتى إذا
ما ترك المجلس وانصرف انهالت كلمات التجريح والسب فإنا لله وإنا إليه راجعون من حالهم.
يحاربونك لمجرد أنك صريح وليس لديك مجاملة ولا تزلف فهم لا يريدونك إنما يريدون من على شاكلتهم
حيث المجاملة فيما بينهم وهم يعلمون بذلك ولكن لسان حال كل واحدٍ منهم يقول :" ألعب عليه – أستغفله ".
إذاً
لماذا لا نكن صرحاء مع أنفسنا أولاً ومع المجتمع المحيط بنا ثانياً ؟
لماذا نكذب – نجامل - ننافق ومن ثم ندعي الكمال ولا نريد من أحد أن ينتقدنا ؟
والغريب في الأمر أن بعضهم ينطبق عليه قول المثل القائل :
لا تجادل الأحمق.. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما..!
فبمجرد استحضارك لهذا المثل لا تملك إلا أن تلتزم الصمت فهو أفضل لك بكثير من حديث ليس من
وراءه إلا ضياع الوقت مع أناس يعتبرون في نظري من – سقـط المتــاع – .
ومما لا ريب فيه إنك متى حاورت جاهلاً ظن لجهله أن الحق معه وحصل له ضرر تكون أنت سببه.
حكمة /
لئن تجادل ألف عالم خيرٌ لك من مجادلة جاهلٍ واحد .
لأن العالم لو أتيت له بالحجة والبرهان اقتنع بها، أما الجاهل فكلما أتيت له بحجة غالطك فيها لجهلة .!
دمتــم بــود،،،
فهــــد
الجمعة 18 / 1 /1432هــ