العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 20-08-10, 02:45 am   رقم المشاركة : 1
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً
Lightbulb مشاهِد | من أرضِ المدينة المنورة .. ( متجدّد )




.
.

| المشهد الأول ..

وعندما دخلت الحَرم أنا وصاحبي .. رأيناه يكتظ بالبشر الصائمين .. وصفوف الاستعدادات قد امتلأت .. وسفر الإفطار قد حوت مجموع قليل من الأطعمة .. وشعرت أن كل من جلس قد وُضع له فطوره أمامه .. فلا يحق لأحد أن يقعد ويأكل من حق الغير ! .. فأحسست بثقل الموقف قليلاً .. قلت لصاحبي : لعلنا نقعد في أي مكان ولا نلتف هكذا ، قال : حسناً .. وجلسنا على أحدها فما لبثنا جزء من الثانية حتى وُضعت أمامنا الأطباق .. وسُكبت المشروبات في الأكواب .. وسُررت وسَعد صَاحبي .. وكأنهم ينتظرون جلوسنا .. ليسوا كلهم عرب .. وليسوا كلهم يفهمون الحديث .. إلا بالإشارة والتحية .. ولكن الدين يجمعهم وكلمة التوحيد تحتويهم ..

على صعيدٍ طيب .. كنت هناك أتبادل مع نسائم الإيمان قليلاً منها ما يُنير صدري ويُرسل النور إلى مساحاتي ، وأحاول أن أبعثر ذنوبي حتى لا تجتمع مرة أخرى ، ووجدت أني كلما أدخل هذا المبنى الإيماني العظيم يخرج من قلبي ما يخالف هذه الأجواء ..

كلما أعبر من مكان يتكون أمامي مشهد ، وكلما أترك مكان أحمل معي مشهد .. فهل تتحملوني بمشاهدي تلك ؟








التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس
قديم 20-08-10, 02:53 am   رقم المشاركة : 2
سراج اللوذه
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سراج اللوذه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سراج اللوذه غير متواجد حالياً

اقتباس:
كلما أعبر من مكان يتكون أمامي مشهد ، وكلما أترك مكان أحمل معي مشهد .. فهل تتحملوني بمشاهدي تلك ؟


[align=right]لعل الله يمد في عمرك لترى بعين الأديب الأريب وتنقل المشاهد بأسلوبك الجميل الراقي فليس كل ذا بصر بصير فأكتب وأكتب حتى نقرأ مالا نرى وكأننا نراه .. بارك الله فيك ..

أسعدتني صداقتك بالفيسبوك [/align]






التوقيع

الرجل المثقف..الذي وجد شيئا أكثر إثارة من النساء..!!

رد مع اقتباس
قديم 20-08-10, 03:01 am   رقم المشاركة : 3
صوت
عضو محترف
 
الصورة الرمزية صوت





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : صوت غير متواجد حالياً

[align=right]د/ماسنجر
بانتظار قلمك ولا تنسى الروافض وسيطرتهم على المباني المحيطة بالحرم ..!
غرد ببنانك لا عدمناه وأنت ..!
تحياتي لك


صوت[/align]







التوقيع



لا اله الا الله وحده لا شريك له
استغفر الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 20-08-10, 06:08 am   رقم المشاركة : 4
جلوي العتيبي
----
 
الصورة الرمزية جلوي العتيبي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جلوي العتيبي غير متواجد حالياً

المكان والظروف جميله وممتعه ومشوقه

ونحن نشتاق لطرحك بشكل عام فكيف به وهو يصف هذه الحاله

دمت راقياً







التوقيع

الحمدلله... الحمد لله ..الحمد لله

رد مع اقتباس
قديم 20-08-10, 06:27 am   رقم المشاركة : 5
جبل السكر
ورده مدينيه
عضوة قديرة
 
الصورة الرمزية جبل السكر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جبل السكر غير متواجد حالياً

مااجمل هذه الأجواء بديار طيبه
وماأجمل وصف تلك المشاهد بقلمك الزاكي

كالعاده نشتاق لكتاباتك
تشتاق لك الجنه يارب
فلا تحرمنا الإستمتاع بها




تحيتي






التوقيع

و إن طال شوق العالمين لبعضَهم ،،، فالشوق نحوك لا يُحاط مداهُ !

رد مع اقتباس
قديم 20-08-10, 08:40 am   رقم المشاركة : 6
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً




.
.

| المشهد الثاني ..

خرَجت من مسجد القبلتين .. وما كنت أفكر إلا في صوت إمامه الذي صعد بروحي إلى الغيوم وكأنها تُمسك بالمصحف وتتمعن به كلمةً كلمة وآيةً آية ، نزلت من عتبات الخروج وإذا بآخر عتبة من تلك .. تجلس طفلة صغيرة متكئة على حديد بوابة الدخول .. ثنَت رجليها على بعضهما ولا أظن إلا أن شعرها قد جمعته ثم ربطته بذلك الخيط البالي منذ أيام ذهبت .. تركت الدنيا في عينيها حلما مستحيلاً ضائعاً .. وظلت تجري خلف عقباته حتى مكثت هُنا .. ولو رأيت مقلتيها عن قرب ! لوجدت أنها تنادي وتصرخ لا الصراخ الذي نسمع ولا النداء الذي نعرف .. وبين أهدابها أناخ الفقر ركائبه .. ومازالت تنتظر تلك اللحظة التي يُبعدها عنها .. ووجنتيها قد تبدلت رائحتها من رائحة الزَهرة اليانعة الأنيقة إلى رائحة الدراهم التي تلوكها الأيدي وترسلها فيما بينها .. وخشيت أن أفتح يديها لأتمعن بطفولتها فأرى أن أرقام الورقات قد التصقت بها وذهبت النعومة أدراج الطريق .. ما وضعت تحتها قماشاً ولكنها جلست على خطوات الغادين والسائرين .. وأوساخ الأحذية تتعلق بثيابها كلما ساروا بالقربِ منها .. وغبار الأرض قد ترك أثره في قدميها .. مررت من جانبها فإذا بها تعد " الريالات " وتحتضن العشرات خوفاً من أن يذهب بها الريح ورغبة في معرفة ما خرجت بهِ لتلك الليلة ..

أضعت مسيري وأنا أنظر إليها .. وذهبت بي نفسي بعيداً حسبت أنها لن تعود .. ما الذي أرى ؟ أهي طفلة على هيئة فقر .. أم فقر على هيئة طفلة ؟! .. أتكون عاصفة الألم قد هبّت حولها ولطختها بشيء من كوارثها ثم تركتها تلهث هكذا ؟! أم أن بقايا العيش قد سكبت عليها وظلت تسبح في ماءٍ تظن أنه حلواً ؟! .. وما ذنبها إلا أنها طفلة صغيرة قيل لها افعلي كذا وكذا حتى نأتيكِ .. وحَسِبَت أن هذا هو العيش وتلك هي الحياة .. ولا تدري أن خلف هذا المسجد حديقة نائية .. هي مكانها وهي حلمها وهي طفولتها .. على الأرجوحة تضحك وتلهو .. وبين كتل الرمل تعبث بنعومتها ثم تنام على ضجيج تلك النزهة .. لا أن تبكي على فقرها وتنفض وسخ الدنيا من يديها .. ثم تنام على رائحة الأحذية .. !

تأملت .. ووجدت أن تلك الصورة تتكرر في كثير من الأماكن ، والمدن ..
وأيقنت .. أن نظرتها الأخيرة التي بعثرتني .. كانت تمتلئ بالحديث الذي لا يفهمه إلا إياي ..
وذَهَبْت ..








التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس
قديم 22-08-10, 09:14 am   رقم المشاركة : 7
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً


.
.

| المشهد الثالث ..


على أحدِ صفوف الإفطار كنا ، وإذا بأحدهم لم يتبين لي وجهه .. وقف عن يساري وأبعد بيدهِ قطعتين من الخبز وعلبة من تلك العلب وتمرات المُفطرين يريد أن يعبر ليجلس أمامي ولكنه لا يُريد أن تعتلي قدمه تلك النعمة التي وهبها الله إياه وإيانا ..

جَلس - بعد أن رفع يده بهدوء ليُلقي السلام علينا - ثم رفع قدمه اليمنى وثناها إلى صدرهِ .. وثنى قدمه اليسرى إلى الخلف على الأرض .. ولم أر ابتسامته ولا ملامح السعادة التي تغمر الصائمين وتلوح على شفاههم ومحياهم .. شاب وضع على رأسه غترة بيضاء لفّ طرفها على رقبته وكأنه ينوي إخفاء وجهه .. لبس ثوباً ناصع البياض ، وشعر بين الكثافة والقلة يظهر على ذقنه .. هدأ قليلاً وسكَن .. ثم لف ببصره حول سقف الحَرم .. كأنه يُهدر تأمله في ألوانهِ وزخرفتهِ .. قليلاً حتى جمَع عضلات وجهه ثم هزّ رأسه ببطء .. رفع يديه ووضعهما على ركبته اليُمنى ثم بدأ بالدعاء .. وحسبي أنه يدعي بينه وبين قلبهِ ، لا شفتان تتحرك ولا لسان يتضرع .. إنما هي جوارحه التي تتألم وتقرع الباب عل أمنيات إيمانية يستجيبها الله في تلك الساعة .. ولا يزال هكذا حتى جمع يديه على ركبتهِ ثم أنزل جبينه عليها .. كأنه يعصر الوجع ليستخرجه من قلبه ويلفظه لفظاً .. مكث على حاله قرابة الدقيقة حتى شعرت أن الألم يَخرج من قلبه ويُرسل على الناظرين إليه كلّ بقدرِ شعوره ..

شُرع الآذان .. واستقرت الله أكبر على آذاننا .. وانساقت جملهُ حتى فَتَحت قلوبنا وشَرَحت صدورنا وهيأت لنا جواً نقياً صافياً لنتذوق السماع ونتلذذ بالإفطار ..

أكل بضع تمرات : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت .. ما كان أكلاً كأكل الناس ولا عجلة كعجلتِهم .. بل تأنياً وخفة .. يُمسك بالتمرةِ ويخرج نواتها ثم يأكلها ويسرح في طعمها مغمضاً عينيه لثوانٍ .. هكذا كَان .. ثم فتح " الزبادي " ومسح بالملعقةِ ما تعلق منه على الورقة التي تُغطيه .. وكأنه يقول : هذه البقية هي جزء من هذا كلها نعمة إنما هذه قد انفصلت عن بقيتها .. وأخذ قطعة خبز وفتّتها عليهِ ثم صب قليلاً من الماءِ .. وخلطه حتى تبدل لونه .. إلى أن انتهى من طعامه وفطوره .. أقيمت الصلاة ومد يده لتنظيف المكانِ وهو يتأنى في حملِ الطعامِ تقديراً له ..

من بداية جلوسهِ حتى ذهابه .. وطيور الحزن ترفرف فوق رأسه لتنغص عليه لحظته وهناءه .. تبدّلت ملامحه من نظرة الشبابِ إلى من بلغ أشدّه .. عينه بنقائها ! كأنها جمال من جمال .. ونفحة من نفحات الصفاء التي لا تتشوّه .. تحسّستها ! فإذا بها لسعة من لسعات الحزن الطويل .. وكدمة من كدمات الألم التي لن تزول .. تخيّلت محياه وهو يَضحك ! ونطَقت ملامحه نطقاً صامتاً : يَضحك ! وهل هناك حياة تزفهُ إلى ذلك ؟ تتخيله يضحك ؟ وأنا أتخيل السعادة كيف تزوره وهو على هذهِ الحَال ؟ ، كانت هذه الملامح .. فكيف بقلبهِ ولواعجه ؟! ..

نظَرت إليه قبل أن يختفي ، وحدّثه قلبي : بالودّ أن أحمل ما بين أضلاعك وأزرعه في صدري .. حتى تهنأ وتسعَد .. ولا أظنك بعمرك هذا قد ذقت فرحة من تلكم الأفراح التي تتنزل على رؤوس الناس وتُطلع بساتينهم ، وتُبهج نفوسهم .. على حُزنِك وهمّك ! إلا أنك ما أسأت للقمةِ عيشِكَ وسقاء عروقك .. بل حفظتها وصنتها .. وقدّرت مكانتها .. بل وعلمتني درساً لن يُنسى ، كلي ثقة بربي وربك أيها الغَريب .. أن يُزيح عن صدرك ما يَكتمه .. وعن أضلاعك ما يَلويها .. فلا تيأس : إن مع العسر يسراً .. ورحَـل ..









التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

آخر تعديل د / ماسنجر يوم 22-08-10 في 09:33 am.
رد مع اقتباس
قديم 22-08-10, 09:16 am   رقم المشاركة : 8
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً

[align=center]أيها المُتابعين / جهراً وسراً ..
سأقوم بالتعقيب عليكم فرداً فرداً ، فكراً فكراً ..
بعد أن أنهيها ، ليست طويلة جداً ..
فلتتحملوا أخيكم ..


د / ماسنجر ..
صباح الخير[/align]







التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس
قديم 22-08-10, 09:59 am   رقم المشاركة : 9
ابو ريما الخالدي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ابو ريما الخالدي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابو ريما الخالدي غير متواجد حالياً

أستاذي الغالي ومحاوري الرائع في موضوع الستالايت د\ ماسنجر
أكمل فلقد ذكرتني بزيارتي وبتجوالي فيها قبل سنتين
وموضوعي عن تلك الزيارة والذي طرحت هنا
فكل مااشتقت للمدينة ذهبت للموضوع وقراءته من جديد
وسوف يكون لموضوعك الجزء الاخر للشتياق
فاأكمل ماذكرته فالامتع معك له مذاااق

دمت بود وتقدير






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 22-08-10, 11:42 am   رقم المشاركة : 10
اكــــورد
عضو مميز
 
الصورة الرمزية اكــــورد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : اكــــورد غير متواجد حالياً

ياحبيل المدينه.
اذن الله ابسكن بالمدينه







رد مع اقتباس
قديم 23-08-10, 04:20 am   رقم المشاركة : 11
جبل السكر
ورده مدينيه
عضوة قديرة
 
الصورة الرمزية جبل السكر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جبل السكر غير متواجد حالياً


ماأجمل حروفك وسطورك



متابعين






التوقيع

و إن طال شوق العالمين لبعضَهم ،،، فالشوق نحوك لا يُحاط مداهُ !

رد مع اقتباس
قديم 28-08-10, 03:54 am   رقم المشاركة : 12
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً




.
.

| المشهد الرابع ..

الحياة توحي للبشر أنها متعددة التعامل والتصرف والأنواع والأصناف .. والواقع يوحي لهم أن الحياة ما هي إلا أنانية وحب للنفس قد انتشر – في العقود الأخيرة – واستحواذ على أملاك الناس لتكون لهم جميعاً .. وتلك الأملاك هي أشياء موزعة على عقول البشر منها الاحترام والتقدير والوفاء والمساعدة وإلزام النفس البذل والجهد والمثابرة من أجلك وأجلهم .. على تعدد تلك المزايا التي يحتويها العقل البشري ونشاهدها من شرق ديارنا وغربها ! إلا أني وجدت تلك الأمور بدأت تقل ولا يرفعها إلا المال وتلك الأوراق ..

أما في المدينة المنورة ! .. فما رأيته كان عجيباً .. كنت في السابق أأتي إليها بالطائرة أو بمصاحبة الآخرين ولا نتجاوز الحرم النبوي .. تلك الرحلات القديمة هي روتين أشبه ما يكون بالممل فما كنا نذوق الحياة الحقيقية هناك ولا نرتشف صدق الحضور والتجول في ساحات الحَرم داخله وخارجه .. وبعد أن زرتها بسيارتي اختلف المشهد واختلفت النظرات وانقلب الروتين .. فما كان مملاً كان مبهجاً وما كان غريباً كان أليفاً وحقيقياً .. ولكم أن تتأملوا بهذا :

كنا نخرج أنا وصاحبي .. ويُشكِل علينا صعوبة الطُرق هناك لأننا نجهلها .. فكنا إذا سألنا عن طريق وجدنا أن المُجيب كأنه ينتظرنا .. الأول .. تبعناه حتى أشّر بيده إلى المكان وودعناه وذهبنا .. والثاني وقف بعد أن كنا نسير على أقدامنا قبل أن نستخدم السيارة في التجول قُبيل آذان الفجر بدقائق يسيرة واعتقدنا أننا سنقضي الطريق سيراً وهذا يُرهقنا .. فوقف وأخبرناه بجهتنا فوافق وركبنا وبدأ بالحديث عن أجواء الحرم النبوي والمدينة فكان الحوار رائعاً .. وانهمكت في التأمل برحابةِ صدره وسهولة تعامله وتقبله للآخرين .. فأجابتني نفسي وقالت :

هكذا هي الأرواح المتآلفة .. وهكذا هو النور يقذفه الله بتلك القلوب الوسيعة .. التي تنظر إليك لا إلى مالٍ ولا لمرامٍ بل لقلبكَ وللآخرة .. فيتعب ثغره في الحديث من أجل أن تأنس بمرافقته .. ويترك شُغله الشاغل في ذلك الوقت العَصيب من أجل أن يوصلك لشغلك وهدفك .. ولو كانت الدنيا تسير كما يُريد لرفعك فوق كفيهِ حتى آخر ثانيةٍ تكون بها على تلك الأرض ، وبعد أن أوصلنا مددنا له الدراهم فرفض وقال أنه لا يريد هذا لشيء إلا لوجه الله .. فأبهجني قوله وسرّني فعله .. والثالث بعد أن سألناه ضحك وقال أنه ليس من المدينة إنما من مدينة أخرى .. يا الله .. هل تأثر الزائرين بطيبة قلوب الطيبين بطَيبة ! هل انسكب الوفاء من قلوبهم وسقى قلوب القادمين ! ..

غير البائعين ، وموظفي الفنادق ، والمتجولين ، وفي المساجد ، وعند أبواب الحرم ، والأماكن كثيرة ..
وقلت بعد هذا : إن تلك المواقف يَندر أن نراها في البلاد الأخرى .. ولكن ما السبب في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ؟! ..

ووجدت الإجابة واضحة تماماً في ابتسامتهم ..










التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس
قديم 28-08-10, 05:26 am   رقم المشاركة : 13
جبل السكر
ورده مدينيه
عضوة قديرة
 
الصورة الرمزية جبل السكر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جبل السكر غير متواجد حالياً

لقد قيل (عندما يذكر الطيب يذكر اهل طيبه)

صدق من اطلقها


متابعين لمشاهداتك العبقه د/ماسنجر





تحيتي






التوقيع

و إن طال شوق العالمين لبعضَهم ،،، فالشوق نحوك لا يُحاط مداهُ !

رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 01:26 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة