(8)
استمر الاجتماع .. و مضى الركب يتحاثّون الخطى أيّهم أشدّ نكايةٍ وأعظم جناية .. وبعد ساعاتٍ من النقاشِ الجادّ والحوار الساخن والذي أظهر كل واحد منهم موهبته الفئرانية الفذّة وبرزت فيها إمكاناته الجرذية الوغدة .. انبثق عن هذا الاجتماع التوصيات والقرارت التالية :
1-تصعيد هذا الحدث - أي تهديد الفأر الوهمي - على المستويين المحلي والعالمي ..
2-يتم التواصل مع المزابل الأجنبية والتكاتُفُ معها لتحقيقِ بعض المكاسب الماديّة (وهو الاهم ) والمكاسب الاجتماعية والسياسية .. ولتصفية الحسابات القديمة مع التيارات البشرية ..
3-تهييج السلطات وزرع حبائل الفتنة وتحريض العامة على التيارات المخالفة .
4-استغلال المساحات الممنوحة للفئران الصحفية المستأجرة لتحقيق ما سبق .. بدلاً من استثمارِها في مناقشةِ القضايا الاجتماعيةِ والمخالفات الدينية والنوازل الاقتصادية والثغرات السياسية ..
5-استثمار كافة المنابر الاعلامية والمنتديات النتّية في تحقيق هذه الأهداف حتى لو أدى – لا سمح الله – إلى ارتفاع أسهُمِ الشيخ البشري الذي هدّد حياة فأرنا الوهمي وإلى تكريس شعبيته وظهور ماخفي من سيرته ونشاطه ومجهوده . ولو أدى أيضا – لا سمح الله – إلى انكشاف سذاجة الفئران وبساطة تفكيرها وتفاهة أهدافها ..
6-تأجيل مسألة "الوطن أولا" والوطنية وتقديس المواطنة - التي طالما امتحنّا بها عباد الله - كتكتيك مرحلي .. ولعن "سنسفيل" الوطن بتأليب المزابل الأجنبية عليه كفرصة استثمارية لا تعوّض لتصفية الحسابات القديمة وإحراج الحكومة البشرية ..
7- الضرب على وتر العنصرية .. وتعيير المخالفين ببلدانهم وأصولهم .. حتى لو كان منا معاشر الفئران الأحرار عديمي الأصل مشردي الوطن ..
8- استجحاش بعض أعضاء المنتديات النتّية الحرة والمستكتبين المرتزقة .. وسوقهم كالماشية إلى عنصريات مقيته و وأفكار ترفضها الأخلاق والمروءة .. في استفتاءات تمتحن فيها الولاءات ..
انفضّ الاجتماع .. وكلٌّ اخذ مسْرباً لتحقيقِ هدفه .. ويأبْى القدر .. إلا أن تخيب مساعي الفساد ..
يا فئراننا الأعزاء .. لن أقول لكم أكثر مما قاله الأديب اليمني في رسالته إليكم :
يا فار ..أيامك الطوال عار ..
وعهدك القصير عار ..
أكبر منك نملة ..
أشهر منك ريشة في جدار..
يا أمسنا الذبيح ..
يا فأرنا القبيح ..
تعبث في مصائر العباد ..
فخانك الظن وخانك الرشاد ..
أصبحت كومة من الرماد ..
تنام في انفراد ..
تصحو على انفراد ..
تسألك الريح ويسألك الجماد ..
ماذا صنعت قل ..
ماذا صنعت للبلاد ..
لا شئ يا صغير ..
يا فأرنا الحقير ..
وأنا بدوري أسألكم .. ماذا صنعتم للبلاد .. ؟؟ .. لا شئ يا صغار ..
زملائي الغالين .. تحياتي لكم .. ولا يمكن بحال أن أخفي امتناني لمتابعتكم ..
وأترقب بشوق لرؤاكم ومؤزارتكم ..
وطبتم وطاب مرآكم ..