كما يدور في مدارس أبنائنا من حب شخص لشخص آخر - وهذا موضوع طويل مرجعه إلى عوامل كثيرةٍ ليس هذا مجال ذكرها
وإن كانت التربية هي العامل الأول وراءه .وهذا ليس حديثي الآن.!
فأنا هنا أسطر لكم شيء من واقع بناتنا اللاتي افتقدنا كل معاني الأبوة والحنان من قبل الوالدين فلم يحضين بسيل من الحب
والتقدير وتلمس حاجاتهن وإشباع الفراغ العاطفي الذي لا يستطيع أحد تعويضه سواهما.
فذهب أكثر أبنائنا وبناتنا ضحية لغيرهم لعدم إشباع الأبوين لهدا الجانب.
تجد البنت تنساق خلف أخرى معجبةً بها فإن كانت الأخيرة صاحبة أدب وتربية فإنها تتماشى معها وتراعي مشاعرها لعلمها
بأن لديها شي ناقص حتى تستطيع أن تحتويها بالتي هي أحسن وترشدها إلى الطريق الصحيح.
وإن كانت غير ذلك( من الفتيات صاحبات الخلق السيئ والمكالمات الهاتفية ) فإنها وإن كانت نزيهة نظيفة سوف تقودها تلك المحبوبة
إلى طريق الغواية.
ما دعاني للكتابة هنا هو مصارحة أحد قريباتي في هذه الأيام حيث طلبت مني أن نجلس سوياً وشكت بل تذمرت لي حال إحدى زميلاتها
في الكلية وأنها –أي تلك البنت –معجبةً بها وأنها تضايقها كثيراً بملازمتها لها.
فطلبتُ من قريبتي بأن أسمع لها من أول لقاء حتى أخره ولن أقاطعها الحديث.
وبعد سرد كل ما تم بينهما خلال مدة تقل عن الشهر عرفت من تصرفات وكلام تلك البنت بأن ليس من ورائها أي مشاكل -
إنما هي تفتقد كثيراً وكثيراً لعاطفة والديها وأنه ليس ثمة أحدٌ يهتم بها حتى من إخوانها - فلجأت إلى هذه البنت " قريبتي "
والحمد لله أنها لجأت إلى بنت تخاف الله وتربيتها على أكمل وجهٍ ولله الحمد ولا أزكي على الله أحد.
مع أنها لم تذكر شيئاً من ذلك فقد يكون تحفظاً منها وقد تكون مدة العلاقة لا تسمح لها بأن تشكي حالها في المنزل.
تقول أنا غير مؤمنة بهذا الشيء – الإعجاب – ولكن والله أنني متعاطفة جداً معها فأنا أحس إن تركتها فأنا مخطئة - لأن ليس لها أحد تمون عليه -.
نصحتها بأن تستمر معها وأن تقف معها بكل ما تملك لأنها إن تخلت عنها فسوف تلجأ إلى فتاةٍ أخرى قد تكون – غير سـويه – فتستغلها وتجرها إلى أشياء لا تحمد عقباها.
غير هذا وذاك ألا تكون مع الزمن ضدها.
طرحت لكم مقالي هذا وأنا أتسائل دائما..
إلى متى تضل بناتنا ضحية تفريطنا ثم ما نلبث أن نعض أصابع الندم بعد أن يقع الفأس بالرأس ؟
حينها لا نستطيع فعل أي شيء سـوا تجرع المرارة على تفريطنا.!!
متى تسلك البنت هذا الطريق ؟
إذا لم تحضا بوافرٍ من الحب والحنان والتقدير والاهتمام من والديها.
إذا فقدت أحد والديها أو انفصل أحدهما عن الآخر.
إذا كان البيت يعج بالمشاكل.
إذا لم تتزوج مع توفر ما سلف ذكره.. فإذا ما تزوجت نسفت بتلك العلاقة حتى لو كان لها عشرات السنين – لأنها وجدت ضالتها –.
وهناك - القليل منهن - من تسلك هذا الطريق وهي تعيش مع والديها وإخوانها وقد توفر لها ما سلف ذكره.
بعد كل هذا نقول :
وهل يصلح العطار ما أفسده البيتُ..!!
دمــتم بــود ،،،
فهـــد
الأحد، 21 تشرين الثاني، 2010