[align=center]في أحد أيام الإختبارات الماضية وحتى نطرد الرتابة من قلوبنا والروتين العابس التي فرضته علينا الإختبارات دون رغبة منا
قررنا أنا وبعض الرفقة الذهاب إلى أحد المطاعم لنطلب وجبة العشاء ,اتجهنا مباشرة وطلبنا مايحلو لنا ,
وانتظرنا دقائق معدودة حتى جهز طلبنا , بعدها انطلقنا نبحث عن مكان نلوذ به ونأكل مايسد جوعنا , بينما نحن نسير أشحت ببصري فجأة إلى يميني ولمحت لوحة بقالة
وأشرت لصاحبي بالوقوف كي نشتري مانرتشفه مع العشاء , أوكلوني المهمة , ووافقت على الفور , وترجلت من السيارة ودلفت إلى داخل البقالة
يبدو عليها بعض آثار الفوضى حيث في كل زاوية من البقالة يوجد مجموعة كراتين متراكمة فوق بعضها ويكسوها بعض الأتربة
وقطع الحلوا مرمية على طاولة المحاسب دون اكتراث ولاترتيب .
وجدت طفل يعبث ببعض قطع الحلوا , كان طفلاً جميلاً سبحان من اصاغه بهذا الحسن والجمال .
سحناته تبدو نجدية لفت نظري نظافته وترتيب ملابسه , لكن الغريب بالأمر كيف بأهله أن يودعو طفل في مثل سنه بالشارع من غير مسؤول ولا رقيب ؟؟
تأملت ملامحه قليلاً فاكتشفت أن لو العالم بأسره اجتمعوا ليجعلوا منه مجرماً لما استطاعوا بسبب براءته اللامتناهية ونظراته وحركاته وسكناته كلها توحي بذلك .
مسحت بيدي على خصلات شعره الناعمة كالحرير وتعلو وجهي ابتسامة ليست كالإبتسامات التي دائماً مانفتعلها في كثير مواقف ,
فهذه المره ليست مصطنعة . رفع رأسه ليشاهدني وابتسم ,
سألته ما أسمك ؟
- أسمي أسامة
فسألني مباشرة وببراءة
- انت تحب الكيكاو . اجبته بنعم . وأنت قال : أنا احب الكيكاو , والعسكريم , والحلاو ...
ابتسمت لبساطة كلماته ورقتها قلت له : حسناً إذن اشتر بعض قطع الحلوا ومايحلو لك وعلى حسابي الخاص ولكن بشرط !
وأقتربت إلى أذنه وهمست بها!! أن لاتخرج لوحدك مرة اخرى !!
هز برأسه وطفرت منه ضحكة من فرط فرحته . قبل أن أذهب قال : ميخالف اشري فشار فأجبته بالموافقة .
بإعتقاده انه بموافقتي له تحققت له جميع امنياته بل تحققت له الدنيا بأكملها ولايدرك ماذا ينتظره من مصير وإلا لغير مسار امنياته للأبد ..
ودعته ورجعت إلى السيارة وأنا مشغول البال بهذا الطفل البريء ورجوت الله أن يصلحه ويحفظه لأهله .
قطع علي حبل افكاري كلام صاحبي حين أبدا امتعاضه مني ووصفني بالبرود وقال هذا أنت دائماً تتأخر ليتنا لم نرسلك والعشاء سيبرد إذا لم نأكله الآن,
قلت حسناً ادلف إلى داخل الحي وقف عند اقرب رصيف . لم يبتعد كثيراً صاحبي عن البقالة ووقفنا .
كل واحد منا اخذ جلسة مناسبة له لكي يرتاح في أكله , تناولنا قطع البيتزاء ورقائق الخبز ولايخلوا أحدنا من التعليق على الآخر , وبينما نحن في نشوة ذلك مر بجانبنا أحد المراهقين
الذين يملكون سيارة بغير وجه حق وصوت الموسيقى منبعثة من السيارة مغتصبةً الزجاج بالخروج بغير إذن إلى خارج محيط سيارته.
في الحقيقة كانت صاخبة ومزعجة بعض الشيء . لا أعلم كيف يطيق أن يسمع موسيقى بهذه الطريقة العنجهية المزعجة ؟
مر بجانبنا وأطلق علينا بعض العبارات ولم نفهم مراده وحمدنا الله على نعمة العقل .
لم تكن هناك ردة فعل من تجاهنا فرجع وابا إلا ان يعيد الكرّة مرةً أخرى وبطريقة أخرى أكثر إزعاجاً فأطلق علينا صوت صرير الإيطارات المزعج ومع ذلك لم يحرك فينا ساكنا
لم نعره اي اهتمام . قلت لصاحبي لنبتعد قليلاً عن هذا المتطفل !! فرفض وقال لأنك ملأت معدتك تطلب مني ذلك ؟؟ انتظر قليلاً حتى أملأ معدتي مثلك ,
ضحكنا بعدها خيم السكون على المكان
وأنا أراقب تصرفات هذا العابث الذي طرد الأمان من قلوبنا .
لمحت أسامة يخرج من البقالة وازدتت تشبثاً بالسماء ودعوت الله أن يصرفه عن هذا الشارع وأن لايلحقه ضرر من تصرفات الشاب الطائش حتى لايكون ضحية لإهوائه
اقترب اسامة إلى الشارع كثيراً وشعرت بوخزة في قلبي .
0
0
0
يتبع ..[/align]