[الأسرة: ثقافة الفشل وفشل الثقافة]
دور الأسرة مهم جدآ في صنع البارزين من المجتمع، والحاصل للأسف أن كثيرا من أسرنا هذا الوقت تنمي في أبنائها ثقافة الفشل منذ نعومة أظفارهم..
فالتربية على تحمل المسؤولية حالة نادرة , كما أن مفردات الإبن اليومية: ياغبي ،، ياحقير .. يافاشل وخذ من هذه المصطلحات السوقية، والتي يظل الطفل يسمعها حتى يقتنع بأنه غبي ولن يستطيع إنجاز شيء، أو على الأقل تكسر من شوكة تحديه للحياة..
إن النظر إلى الأخطاء بعين التهويل والتعظيم، وصبغ شخصية الطفل العامة بها ، وغض النظر عن الإيجابيات التي يمتلكها الطفل، تجعل الطفل يتخلى مع الوقت عن الأشياء الحسنة التي اكتسبها، لأنه لم يرها أعجبت والداه , إذ المشرع الرئيس للطفل هو والديه, فما أعجب به والداه فهو حسن , ويجب عليه الإهتـمـام به, وتنميته!, وما سكتا عنه, و لم يتحمسا له فليس من المهم أن يطور نفسه فيه, لأنه غير مهم.
هذا لمجرد الإعجاب ! فكيف لو صـاحبه تشجيع وتحفيز من الصـغر, وتحمـل لأخطاءه ,وتوفـير مايحتـاجـه لتنمـية مهـاراتـه؟!
لا شك أن الطفل سيبـذل أقصـى مـا لديـه لتـحقـيـق ما يتمناه والداه منه.
ومن السيء تخويف الإبن من الإقدام على أمر لا يعلمه وليس ثمت ضرر على الابن فيـه.
[ وأعتقد أن الأسرة تختصر كثيرا من الجهد والوقت في سبيل تنمية الطفل إذا ربته على حب القراءة!]
الأم ..
قديمآ قيل:<الأم .. إدارة تعليم .. بأكملها.. ! >
والأب ..
والأب بلا شك مرآة يرى فيها الأبناء مستقبلهم_غالبآ_ ,فاحرص على أن تكون واضحا - لا مثـاليـاً - حتى يرى أبناؤك الحياة بشكل صحيح - بحلوها ومـرهـا - .
كمـا أن الأب الذي يرى في أولاده مشروعه الأول في الحيــاة سيكـون مستعـداً للصبر على أولاده و بذل الغالي والنفيس في سبيل بزوغ فجر أولاده ..
و الـزوجـة ..
أما الزوجة فقد قيل: وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة، والحق أن الحكمة خاطئة والصحيح: (أمام) كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فحينما تولي الزوجة زوجها ما يحتاجه من مؤازرة ومساعدة وتشجيع، وتهبه بعض وقتها، وتتنازل عن بعض وقتها لبحوثه ومطالعاته، وتفتخر بأي نجاح له_ ولو جزئي_، وتقف معه وقت الإخفاق والأزمات فإنها بذلك تكون وفرت له أرضآ خصبة للإبداع والتميز.
<ولن ينسى التاريخ أمنا خديجة رضي الله عنها>
والحق أيضآ أنه لا يلزم أن تكون تلك المرأة زوجآ، فقد تكون أمآ_ كثير من العلماء تخرجوا على أيدي أمهاتهم_ بل قد تكون أختآ تنهض بأخيها إلى درجات المجد.
والـزوج ..
وما قيل عن الزوج ينطبق على الزوجة<ولهن مثل الذي عليهن>، فالزوجة التي تجد من زوجها التشجيع والمؤازرة، والصبر على الأخطاء، والإستعداد لأن يهبها بعض وقته ستبدع في تخصصها وتنفع مجتمعها وأمتها.
أما الأبناء:
فلهم دور في توفير بيئة النجاح لوالدهم، وغالبآ ما يلعبون دور الدعم النفسي واللوجستـي لوالدهم، وتوفير المناخ الملائم.
< يتبع بإذن الله >
أخـوكـم / الاستاذ.د