عاجل(منصور الحربي]
كشف الدكتور محمد بن علي الهبدان استشاري الفيزياء الإشعاعية الطبية والمهندس النووي في تصريح خاص لـ(عاجل) العديد من الخفايا حول موضوع الإشعاع والنفايات المشعة التي تخلفها مرشحات رمال محطات التحلية وذلك على خلفية التقرير الذي نشرناه الأسبوع الماضي ولاقى تفاعلات وردودا واسعه من القراء والمتابعين ، وأكد الهبدان في معرض تصريحه أن النفايات المشعة يقصد بها أي مادة محتوية أو ملوثة بنويدات مشعة ذات تركيزات إشعاعية تفوق المستويات المسموح بها والمحددة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو أي جهة رقابية أخرى، كما أنه ليس لها استعمال متوقع .
تقسيم النفايات المشعة:
وبحسب الهبدان فأن للنفايات المشعة عدة تقسيمات تخدم الغرض الذي من أجله تم توريدها وفقاً لما يلي :
* حسب النوع : صلبة - سائلة - غازية
* حسب المستوى الإشعاعي : عالية ( جيجابيكريل أو أعلى ) ، متوســــــطة ( ميجابيكريل إلى أقل من جيجابيكريل ) ، ومنخفضة المستوى ( أقل من ميجابيكريل ) .
* حسب نوع الإشعاع : مشعات الفا - بيتا - جاما - أو مشعات بنوترونات .
ومن النفايات المشعة السائلة وتشمل :
بقايا المحاليل والسوائل التي تم استخدامها وحجمها عادة يقل عن 1 سم3 وكمية الإشعاع أقل من 1 ميكروكيورى .
إفرازات المريض المكونة من بول وبراز والتي يبلغ حجمها عادة لترين يوميا ويتخلص الجسم من خلال هذه الإفرازات البيولوجية من 50 % من الجرعة المشعة خلال الأيام الثلاثة الأولى .
محتويات المعدة الناتج من القئ الذي يحدث في اليوم الأول من تناول الجرعة المشعة ويبلغ حجم هذه المحتويات حوالي 100 سم3 وكمية الإشعاع حوالي بضعة ميكروكيورى .
كميات المياه التي استخدمت في نظافة الأجهزة والأدوات التي استخدمت وتبلغ فيها كمية الإشعاع جزء من الميكروكيورى .
مياه غسيل المفروشات والأغطية الملوثة بالمادة المشعة .
النفايات المشعه الصلبة وتشمل :
العبوات الفارغة للمواد المشعة واللفائف الملوثة وتحتوى على كمية إشعاعات لا تتجاوز بضعة ميكروكيورى .
الأدوات المستخدمة مثل المحاقن والأكواب والأطباق وتحتوى على قدر قليل من النويدات المشعة على سطحها الداخلي .
الأشياء المستخدمة في أعمال التنظيف مثل القطن والشاش والورق وقطع القماش تحتوى على إشعاعات لا تتجاوز جزء من الميكروكيورى .
القفازات والكمامات والمعاطف والأحذية الفوقية والمناشف والأغطية والمفروشات الخاصة بالمريض .
جثث حيوانات التجارب المستخدم فيها نظائر مشعة .
مولدات التكنشيوم المستنفذة وهذه تنتج بعد استحلاب التكنشيوم المشع وهو أشعة جاما المستخدمة في التشخيص وعمر نصفه الإشعاعي ستة ساعات . وقد أثبتت التحاليل أنه يحتوى على كميات متباينة لنويدات مختلفة تصل إلى عشرين نظيراّ ، لبعضها عمر نصف إشعاعي يصل إلى مئات الآلاف من السنين وبهذا نتعامل مع المولدات المستنفذة باعتبارها نفايات مشعة .
المصادر المغلقة المستخدمة في العلاج مثل كوبالت - 60 ، السيزيوم - 137 ، والأريـديوم والراديوم .
المصادر المشعة العالقة بالمرشحات الرملية لمحطات المياه مثل الراديوم 266 والرادون 222 .
الأخطار البيئية للمخلفات المشعة :
وحول الأخطار البيئية للمخلفات الإشعاعية قال الهبدان:
يؤدى التخلص غير المحكوم للنفايات المشعة إلى تلوث البيئة والموارد الطبيعية ويسبب الأخطار للإنسان والحيوان والنبات على حد سواء كما يلي :
1. تلوث المسطحات المائية :
أ - اخطار متعلقة بمياه الشرب :
استخدام مياه الشرب الملوثة يعرض الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان لجرعات مشعة وتنتقل المواد المشعة بواسطة الدم إلى أجهزة وأعضاء الجسم ، وتعرض الدم ومكوناته إلى الإشعاع . ويتجمع أو يتم تركيز النويدات المشعة في أعضاء الجسم الحساسة مثل الكبد والكلى والعظام والغدة الدرقية وكذا يعرض الأعضاء التناسلية لجرعات مشعة حسب نوع العناصر المشعة وخواصها الطبيعية والكيميائية. كذلك تلوث الأطعمة عند غسلها أو طهيها في مياه ملوثة بمواد مشعة . إضافة إلى ذلك التعرض لجرعات إشعاعية خارجية نتيجة لتواجد العناصر المشعة في مرشحات المياه أو أحواض الترسيب والترويق بمحطات تنقية المياه بالتبادل الأيونى وعند ترسيبها داخل الغلايات التي تستخدم مياه عسرة .
ب - أخطار متعلقة باستخدام المياه الملوثة في الري :
التعرض للمواد المشعة الموجودة بمياه الجداول والقنوات والنويدات المشعة المترسبة عند جفافها يمكن جذور النباتات من امتصاص العناصر المشعة ويصبح النبات نفسه مصدرا للإشعاع وخاصة عند استخدامه كطعام للإنسان أو الحيوان ويؤدى إلى تلوث المنتجات الحيوانية مثل الألبان واللحوم والبيض . كذلك انتشار النويدات المشعة عن طريق الطيور والحشرات والتي تمر على المياه الملوثة . إضافة إلى أن تلوث الهواء نتيجة لحرق النباتات أو المحاصيل الملوثة ربما يتسبب في تعميم التلوث وخطره .
ج - أخطار متعلقة بالسلسلة الغذائية :
تقوم الطحالب والكائنات المائية الدقيقة بتركيز العناصر المشعة ثم تنتقل إلى القواقع ويرقات الحشرات ثم الأسماك ثم الإنسان الذي يتناول في طعامه هذه الأسماك الملوثة . وتنتقل النويدات المشعة إلى النباتات المائية والحشرات والطيور ثم الإنسان الذي يستخدم الطيور الملوثة كطعام له .
2. تلوث التربة بالمخلفات المشعة :
أ - أخطار ناتجة عند موقع التخلص من المخلفات المشعة :
تلوث التربة والهواء المحيط بالموقع بالمواد المشعة وكذا المسطحات المائية إن وجدت بالقرب منه إضافة إلى التعرض المباشر للعناصر المشعة عند دفن المخلفات المشعة بالقرب من سطح الأرض دون اتخاذ الإحتياطات العلمية اللازمة ، وتسرب الغازات والأبخرة المشعة إلى سطح الأرض .
ب - أخطار ناتجة عن تسرب المخلفات المشعة إلى باطن الأرض :
تلوث المياه الجوفية ( الآبار) . التفاعلات الكيميائية بين المخلفات المشعة والمواد الأخرى غير المتوافقة معها كيميائيا .
وحول الطرق الصحيحة للتخلص من الرمال الملوثة إشعاعياً :
يضيف الهبدان أن المرشحات الرملية تستخدم في أغلب محطات تحلية المياه في العالم وذلك لإزالة العوالق من المياه الجوفية ، والتي يتركز فيها عنصري الحديد والمنجنيز والتي تتجمع لتكون طبقة رقيقة والتي بدورها تركز أكاسيد الحديد والمنجنيز لتكثف الراديوم من المياه الجوفية . وبعد تركز الراديوم تحت المرشحات الرملية لسنوات طويلة تتكون خلفية إشعاعية قليلة الشدية تزيد يوم بعد يوم مما يتطلب مراقبة جيدة لمثل هذه المحطات .
الموقــــع :
تقوم الجهة التنظيمية المختصة باختيار وتجهيز الموقع الملائم للتخلص من النفايات المشعة في المناطق الغير مستزرعة وغير قابلة للرعي كما يجب أن تصمم لهذا المواقع التصاميم اللآزمة لضمان السلامة للجمهور إضافة إلى تصميم المرادم اللآزمة لذلك مع ضرورة المراقبة الدائمة والموثقة لتلك المواقع .
ومن الشروط العامه الواجب توافرها لتلك المواقع :
أن يكون بعيداّ جداّ عن المناطق الآهلة بالسكان ولا يؤثر إنشاؤه على النمو السكاني ، ويوفرا لوقاية الكافية لأفراد الجمهور وعدم إمكانية وصول أفراد الجمهور إليه بسهوله ، وعدم حاجته إلى عمليات صيانة بعد الإغلاق .
يسهل دراسته ورقابته إشعاعيا بعد الإغلاق .
بعيدا عن المواد الطبيعية مثل البترول والمناطق الأثرية ، ومناطق الفيضان .
أن يكون بعيدا عن مصادر المياه السطحية وأن تكون المياه الجوفية على عمق كبير من أرضية الموقع .
محاط بسور يمنع دخول العامة أو الحيوانات إليه .
لاداعي للقلق..!!
وحول ما أثير حول موضوع تلوث مياه رمال مرشحات المياه الجوفيه في عدد من المناطق ومنها منطقة القصيم فإن نسبة الخلفية الإشعاعية حسب نظري الخاص ضمن نطاق المخلفات الصلبة قليلة الحدية الإشعاعية والتي يمكن التعامل معها بتقنيات مختلفة ومنها الطمر تحت طبقات الأرض في الأماكن الغير مستزرعه وغير قابلة للرعي ولا يوجد فيها مياه جوفيه قريبة من طبقات الأرض علما أن المختصين في مثل هذه المجالات يتعاملون مع بعض المصدر المشعة ألسائلة والغازية والصلبة بمعايير سلامة عالية في كثير من المستشفيات والمختبرات ومراكزالبحث العلمي في مملكتنا الغالية..
وفي ختام تصريحه لـ(عاجل) قال الهبدان :أتمنى بان يتم فهم الموضوع من كافة جوانبه ويسرني الرد على الاستفسارات العلمية بهذا الشأن على البريد الإلكتروني أدناه أو من خلال صحيفة بريدة الالكترونية(عاجل)
alhabdan14@yahoo.com
رابط الخبر
http://www.burnews.com/news.php?action=show&id=112