لاعب وطني مسجون
الكاتبه نورة المسلم
جريدة الجزيره عدد الخميس
اللاعب عبدالله سليمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
كلنا يدرك أن الرياضة هي هاجس معظم السعوديين، وأننا جماهيريا تفوقنا على الكثير من غيرنا، وهو ما يشير إلى تفاعل وطني، وانتماء قوي ومباشر للناس مع منتخبات بلادها.
هذا شيء جميل، وهو ما يجعل الاسماء التي تساهم في الإنجاز عالقة بالذاكرة لوقت طويل، لكن ماذا يحدث لنجم ساهم بشكل ما في إنجازات رياضية للوطن، كيف هي أحواله (إنسانيا) اذا جار عليه الزمن وتقلبت به الأحوال، وأصبحت قدماه التي كانت شبه طائرة مقيدة داخل السجن، وهو بالاحرى سجين؟
هذه ليست مقدمة خيالية، إنما حالة أحد لاعبي منتخبنا الوطني الذي يقبع في السجن، ليس لقضية اخلاقية، أو جريمة بشعة، أو خيانة وطنية، هو كما قرأت محمل بالديون التي تسببت بها مسائل الكفالة المالية (التي أتمنى زوالها) لأنها تقحم الناس فيما لا طاقة لهم به، تناغماً مع مبدأ (الفزعة) الذي يعتبر جزءا من ثقافتنا الاجتماعية الاصيلة, رغم ان النتائج عادة ما تؤدي إلى مثل هذه الانهيارات.
عبد الله سليمان، حالة مؤلمة لمسائل التكافل لدينا، وهي تكشف وجها بشعا لما يمكن أن يضيفه جور الزمن، وإن كنت أهيب بمسائل التكافل فهو ما يشير إلى نقص واضح في فهم هذه الأمور التي لا تليق نهايتها (كهذه الحالة) بمجتمع كالمجتمع السعودي الذي عرف عنه التلاحم والتعاطف حتى مع الحالات الإنسانية خارج الوطن!
مليونان ونصف، تقيد هذا الرجل الوطني الذي شارك في مناسبات وطنية مهمة أضيفت بلاشك للسجل الرياضي الوطني، وأشدد على وصف الوطني باعتبار ان كل من يساهم في إنجاز وطني هو مواطن بالدرجة الأولى سواء كان عسكرياً أو مدنيا أو خلافه، يجب أن يحظى بالرعاية، أو ان يتكفل الجهاز الذي ينتمي اليه بمساعدته الى جانب تبني فتح باب للتبرعات لفك أي ضيقة يمكن أن يواجه بها محدودي الدخل والامكانات في مواجهة طوارئ الزمن.
هل يا ترى تخلى الناس عن موصلاتهم الاخرى، وهل سيكون الأمر معقدا للغاية إذا تبرع كل رياضي في المملكة بمبلغ مائة ريال مثلاً، أو ساهمت الاتحادات الرياضية المختلفة هي الأخرى بما يليق بالقضية، خصوصاً ان هذا الاسم مازال في الذاكرة ولم يأت من زمن بعيد كما حدث لكثير من الرياضيين والفنانين الذين نسيهم الناس فماتوا في منازلهم بصمت وهم في امس الحاجة لعون أو مؤازرة؟
قضية عبد الله سليمان السجين الآن، هي في وجوهنا جميعاً، ويجب أن ينظر لها الاتحاد السعودي لكرة القدم كما هو غيره من الأجهزة الاخرى، خصوصاً ان قضية هذا الرجل ليست شائكة او مخلة بأي أمن أخلاقي او وطني حسب ما قرأت!
شراء السيارات بالتقسيط المريح والكفالة المالية للغير طقس اقتصادي سعودي مبالغ فيه، وهو ما يجب إعادة النظر في فعاليته، من حيث تورط الكثير بما لا يطيقون فيما بعد، الى جانب قضية هذا الرجل الذي يعتبر العائل الوحيد لأسرته ووالده المريض كما ذكر!
-------------------------
السؤال لماذا كل هذا التطنيش ضده وعدم الفزعه له
لانه التزم وسلك الطريق المستقيم
فدعوة للخير بنصرة هذا اللاعب