الجردة (الوسعة) قبة رشيد وغيرها من الأماكن التجارية الواقعة بقلب مدينة بريدة بدأت الحركة البشرية تغادرها لمواقع تجارية افضل لظهور تجاعيد الشيخوخة بهذه المواقع.
"الرياض" قامت بجولة ميدانية بهذه المواقع لمعرفة ماضي وحاضر ومستقبل هذه المواقع وكيفية اعادة الحياة التجارية والعمرانية اليها.
مركز تجاري قديم
عبدالعزيز بن سفاح السعدون احد رواد سوق الجردة ببريدة يقول: في هذا المكان نجد رائحة التاريخ تروي كيف كان يعيش الأجداد والآباء في هذا السوق صورة من صور أيام خوالٍ لا تصدق كان يعيشها اجدادنا بأدواتهم، طبهم، أطعمتهم، تجارهم، علاقاتهم الاجتماعية، مواشيهم وحينما تقود الخطى رجلاً تجاوز الاربعين من عمره الى هذا المكان سيتذكر الماضي فيلتزم الصمت ويشغله التفكير حينما يسترجع صورا من الماضي بحلوه ومره حينما كان هذا السوق "الجردة" هو السوق التجاري الوحيد لمدينة بريدة بل لمنطقة القصيم عموماً.
حمد بن عبدالله بن سليمان الخضير احد تجار السوق يلتقط الحديث قائلاً: عمري الآن قرابة السبعين عاما قضيت منها ما يزيد عن الثلاثين سنة هنا تاجرا اتعامل بتجارة الابل والاغنام والمواد الغذائية والادوات المنزلية القديمة والجديدة والملابس والخضار والفواكه وسوق الجردة او ما يسمى حالياً بسوق الربيع من الاسواق الموسمية فخلال السنوات الماضية كان الناس يتعاملون فيه بتجارة الجراد والضبان والأبل والحمير والبغل والسمن البري وغيرها من البضائع التي يحضرها البدو من البادية لبيعها على مرتادي هذا السوق.
ويأخذ محمد الفهيد الرشيدي طرفاً من الحديث الجماعي قائلاً انظر الى منزلنا يبعد عن سوق الجردة عدة امتار منزل شعبي كنا نسكن فيه قبل عشرات السنوات ولكنه تقادم عهده، واصبح معرضاً للسقوط وقد قامت البلدية بازالته قبل ايام لخطورته على المارة، ولم نستفد منه لأن المنطقة اصبحت مهجورة خالية موحشة ليلاً ونهاراً.
ويضيف الرشيدي ان قلب بريدة سوق الجردة أو المباني الواقعة الى الشرق منها أو الغرب ايضاً اصبح اوكار خطيرة وقد تكون بؤر فساد او مستودعات لمواد غير صالحة ان لم يتم تدارك الوضع وتسلم هذه المنطقة لمطور عقاري او مستثمر يعيد الحياة اليها.
ويشترك محمد بن عبدالله الصنات بلقاءات "الرياض" مع تجار ورواد سوق الجردة قائلاً: الجميع ببريدة يدرك عراقة سوق الجردة وماضيه التجاري الموغل بالتاريخ وانا هنا ادعو بلدية مدينة بريدة الى المسارعة بإعادة تطوير هذا السوق مباني وشوارع ومواقف وانشطة تجارية والذي نرجو معالجته حالياً هو ازالة الاشجار الواقعة جنوب وشمال مجسم الساعة والواقع بقلب الجردة ونقل مجسم الساعة لموقع آخر وإيجاد تصميم مواقف سيارات الأجرة قديماً.
عماش محمد العماش احد رواد السوق قال: الأسواق الداخلية كما تسمى بمرشية بريدة اسواق شاخت وهي بحاجة الى اعادة شبابها فسوق الجردة والذي نتحدث فيه الآن سوق بحاجة الى اعادة تنظيم وتخطيط ومنع وقوف السيارات فيه فالملاحظ ان الحركة المرورية تتداخل مع الحركة البشرية وهناك وقوف خاطئ واغلاق طرق والمفروض ان تنشأ مظلات للباعة تحميهم من الحر والمطر اضافة الى ان اصحاب المحلات التجارية يتركون بضائعهم في عرض الطريق في مناظر تسيء لجمال المدينة.
وطالب بلدية بريدة بسرعة الاستفادة من مواقف سيارات الأجرة القديمة والحديقة المجاورة لها من الشرق وهذه بحد ذاتها ستخدم رواد السوق كمواقف لسياراتهم اضافة الى اعادة تنظيم الحركة المرورية دخولا وخروجا من السوق.
محمد عبدالله المبارك يضيف لحديث العماش قائلاً تصور ان رواد السوق يعانون حرارة الشمس وخاصة في مثل هذه الأيام فالكثير من رواد سوق الجردة يتحاشون الذهاب اليه عند ارتفاع حرارة الشمس ولو كانت هنا مظلات تقي رؤوس المتسوقين لهيب الشمس لاستمرت ساعات عمل السوق اطول من ساعات العمل الحالية صباحاً وعصراً.
جملة ملاحظات
محمد بن عبدالله الحفيتي رجل أعمال وصاحب مكتب عقاري بالمنطقة المركزية ببريدة قال إن الحركة التجارية اقل من السابق وبدأ بعض مستأجري المحلات يتذمرون ويطالبون بتخفيض الإيجارات مدعين قلة الدخل.
وتساءل الحفيتي قائلا قد يقول قائل إن هذا عائد لتوسع مدينة بريدة ولكن اقول ان مركز البلدة في جميع دول العالم يأتي اليه المتسوقون من قريب وبعيد والسلعة تجدها في مركز البلد لتعدد المحلات التجارية.
ويضيف الحفيتي ان قلب مدينة بريدة يحتاج لتطوير شامل عن طريق شركة استثمار ولكن يجب سرعة معالجة المنطقة المركزية عن طريق الاهتمام باللوحات الارشادية الدالة عليه منعاً لارباك الحركة المرورية واعادة برمجة الاشارات الضوئية بتقاطعات المنطقة اضافة لمعاقبة اصحاب المحلات التجارية التي تعرض بضائعها خارج المحل وتنفيذ سلالم عبور للمشاة في المناطق المزدحمة وخاصة شارع الملك فيصل وشارع الملك عبدالعزيز.
وقارن الحفيتي الخطة المرورية التي نفذتها ادارة مرور القصيم قبل قرابة العام مع الخطة المرورية السابقة قائلاً إن الخطة المرورية الجديدة سببت ارباكاً لحركة السير وتم تطبيقها بعد ان لاحظ المعنيون ازدحام السيارات في مواسم الأعياد نظراً لكثرة المتسوقين واعتبر الازدحام في مثل هذه الايام ضرورياً جدا حيث يرتاد هذه الاسواق أعداد كبيرة من المتسوقين من مدينة بريدة والمحافظات والمراكز والقرى المجاورة وفي غير المواسم تظل الحركة المرورية عادية جدا.
وطالب ادارة مرور القصيم سحب السيارات الكبيرة المتوقفة داخل مواقف السيارات الصغيرة لكي تستوعب اعدادا اكبر من السيارات.
جريدة الرياض
العرض العادي
