على طاري البزران، فيه سؤال يسدح نفسه: هل نحن زينا زي بزران العالم؟ عشان أوضح لكم مقصدي: لو رجع بنا الزمن والعمر هل ممكن يدخلونا ضمن ذاك المشروع اللي كانوا يجيبونه في تلفزيون دبي يجمعون فيه بزارين من كل مكان في العالم واسمه «أطفال العالم»؟ ولا بيقولون لنا «اهابس» زي ما قالوها لنا أهلنا كثير؟
** يسألون بزر عن هوايته تلقاه يقول لك: جمع الطوابع، والغريب انك فعلا تلقا عنده طوابع يعني ما قالها يتميلح مثلنا! الله يرحم حالتي يوم أنا بزر مسكت معي تصير هوايتي جمع الطوابع.. رحت للمكتبة وقلت له عطني بعشرين ريال طوابع.. طبعا علمني الزول عصمان اللي كان يبيع في المكتبة اني «ما مفروض اشتري الطوابع لاكين داير أجمعها من الرسايل اللي تجيني من أنحاء العالم»، وأيضا استفدت من العم عصمان ان الطوابع عندنا ما يبيعونها في المكتبات زي ما كنا نشوف ونقرأ عند باقي العالم وان مكان وجودها هو البريد فقط.. صدق ماعندهم سالفة باقي العالم وش دخل المكتبة بالبريد؟!
** قلت أجل خلني مبدئيا تصير هوايتي التعارف عشان تجيني رسايل.. ورحت أرسلت لمجلة اقوى ما فيها صفحة التعارف (ثمان صفحات) وكتبت الهواية: التعارف.. ومستقبلا جمع الطوابع.
** جتني رسايل بالكوم ولما شفتها لقيت نصها من بنات في دول عربية من أول رسالة حبتني وفي ثاني رسالة تطلب مني فلوس لأن أمها تبي تسوي عملية.. طبعا الفلوس سلف! ولقيت النص الثاني موزع ما بين رسايل نصب (أرسل دولار يرجع لك عشر طعش دولار).. وبين رسايل مرسلينها شباب من دول عربية ويطلبون سلف أيضا! ولكن ليس من أول رسالة بل من رابع رسالة لانهم دارين انهم تماسيح بينما البنت تعتقد ان أنوثتها تشفع لها انها تمون بسرعة.. وعموما أغلبهم في الدول العربية ماخذين في بالهم ان الشاب السعودي مخابيه كلها فلوس.. وعقله كله هوا، البركة طبعا في بعض العينات اللي يسافرون هناك.
** ومن الهوايات اللي مسكت عليها ذات طفولة: الرسم، كان في بالي يوم تمسك معي هالمسكة صورة واحد معه لوحة ويلبس قبعة مايلة ويقعد عند بحيرة في غابة خضراء ومعه الخشبة حقة الالوان اللي شكلها غريب كنها جبن مثلثات واطيه بزر دب.. طبعا بدري على خشمي البحيرة والغابة الا كان بروح للحاير.. أما اللوحة والخشبة المعفوطة والقبعة المايلة فهذي مقدور عليهن، لكن.. طارت هواية الرسم بسرعة لأن أهلي يوم دروا بالسالفة بغوا يودوني لشيخ يقرأ علي (حتى يوم جبت عدة القهوة التركية وصرت أشربها في البيت بغوا يودوني له!) أيضا واحد من الشباب صار له نفس الشيء مع هواية عزف العود لكن الفكرة ماتت بمجرد ما صرح بها أمام والده، وما كان يحتاج يجيبون له شيخ يقرأ عليه.. أبوه قام بالمهمة على أكمل وجه.
** ما كان فيه إلا الهوايات الفعالة والواقعية نقدر نمارسها براحتنا فتلقى البعض يطارد سيارات الفليت إذا جت وينغمس في الفليت حتى الثمالة ويخرج من هالتجربة وهو «مرتفع» وكله حيوية ونشوة هذي مالها أي علاقة بنشوة الرويني، وتلقا البعض هوايتهم انهم يجمعون حصا ويرجمون القطاوة أو يطلعون يتمشون بسياكلهم ومعهم أكياس فيها بيض وطماط يفلقون فيه الهنود اللي يمشون على رجولهم.. وللأسف ان فيه بعض الشباب الكبار يسوونها.. تلقاه يمر بالددسن ويطلع مع الدريشة ما تدري إلا هو لاحط الهندي الضعيف بعقال ولا بسيم، اشوا ان هالظاهرة تلاشت تقريبا ولا كان جابوا صورة بزارينا وشبابنا في CNN وقالوا ان الارهاب متأصل فينا وفي أطفالنا!
** يمكن انها ما كانت هوايات بقدر ما كانت أحلام ولذلك أسأل: هل نحن وبزراننا مثل بزران العالم من حقنا نحلم أحلام سهلة - صعبة ونحققها؟.. ولا بيقال لنا «أها بس» ووقتها يصير ما لنار الا نتجه لأحلامنا السهلة - السهلة مثل استنشاق الفليت وتفقيش البيض على راس هندي وترجيم القطاوة؟
(منقول)
على طاري بزران العالم
العرض العادي
