قصص التحرش الجنسي الوظيفي الخفي كثيرة ولكن الصمت والخوف من الفضائح والخجل يمنع الضحايا من الإفصاح عن مخاوفها وآلامها.
تقول "ندى": تعتقد الكثيرات من الزميلات أنني استغل الزملاء الرجال عاطفيا للاستفادة منهم بأداء خدمات لي داخل العمل وخارجه. وهذا غير صحيح.. مشكلتي كانت تكمن في أنني كنت أتعامل مع الزملاء إنسانيا بأسلوب لطيف، فانا لا استطيع الظن بأحد ولا ابدأ بالنوايا السيئة بتاتا كما لا أتوقعها من أحد، وقد دعا ذلك أحدهم، من ذوي النفوس المريضة من الزملاء، لمحاولة التواصل معي بناء على أوهام خاطئة، معتقدا أن لطافتي الطبيعية تلك أبديها له وحده. وحينما "تعب" ووجد إن إيحاءاته غير مجدية، عمد إلى تلويث سمعتي بين الزملاء والزميلات بالترويج عن علاقة بيني وبينه، وللأسف لم اسمع بتلك الإشاعات الا من زوجي والذي، بحمد الله، قد عرف الحقيقة، ولكني تلقيت نصيبي من التأنيب لحسن نيتي ولطيبتي في التعامل مع الآخرين، بما فيهم الرجال.
"ريم" ( موظفة قطاع خاص ) تقول: من واقع عملي الذي يفرض علي الاتصال الهاتفي المستمر مع موظفي الأقسام الرجالية، والتجربة اقتنعت أن الرجال، مهما بلغت درجة رصانتهم، يتحينون الفرصة للدخول بالعلاقة الوظيفية مع الزميلات لأجواء البساطة والتبسيط ليوحوا لهن بإمكانية مد العلاقة إلى مدى أكبر. مع أن تصرف الموظفات لا يتعدى اللطافة العادية لعدم الإحراج. لذلك تعمد كثير من الزميلات إلى التعامل بأسلوب "شرس" لكي لا يتعدى أي موظف متطفل الخطوط الحمراء.
الآنسة "سحر" ( موظفة قطاع خاص ) تقول: لي أكثر من أربع سنوات في هذا القطاع الذي يتطلب اتصالاً وعلاقات مستمرة مع الزملاء من الموظفين والعملاء أيضا، ومن خبرتي فإن الموظف الرجل أول ما يسأل عنه في اي علاقة وظيفية مع امرأة محاولة التعرف على "جمالها" من نبرة صوتها. وهذه "فهلوة" وهمية يعتقدها الموظفون الرجال الذين يظنون أنهم أذكياء، وبالطبع من أن يشاع أوساط الموظفين الرجال عن "الموظفة الجميلة" بسرعة فائقة حتى يبدأ كل موظف يعاملها على أساس أنها "الجميلة". كل واحد يود خدمتها وكأنها "معاقة".
"خلود" ( موظفة قطاع خاص ) تقول: مع بداية استلامي للوظيفة التي استلمتها مع معرفتي بالتواصل الوظيفي المستمر للقسم النسائي مع الرجل اجتمعنا نحن بالقسم النسائي مع المدير العام والذي كان يعطي صورة للمدير الصارم الصامت الذي لا يرغب أن تنطبق عليه أي من التصورات النسائية عن كيفية تواصله مع الموظفات، وكانت الفاجأة بدايته للحديث بقوله " إنا لست ككل الرجال الموظفين الذين لا يهمهم إلا معرفة من هي أجمل موظفة من الزميلات" ومن تلك الجملة جزمت ان هذا المدير الصامت ليس بأفضل من موظفيه. مما عنى لي سقوط آخر الموظفين المحترمين.
فسبحان الله الذي حرم الاختلاط وشرع المحرم للنساء