أقوام راقدون صامتون وجيران لا يتزاورون منهم من هو في نعيم وغيره
في عذاب وشقاء .
عــواد ... الــعـــواد
الـحـمـد لـلـه الـذي قـصـم بـالـمـوت رقـاب الـمـلـوك الـجـبـابـرة ، وكـسـر بــه
ظـهـور الأوغـاد الأكـاسـرة ، وقـصـر بـه آمــال الأمـراء والـقـيـاصــرة ،
الـذ يـن قـلـوبـهـم عـن ذكــر الـمـوت غـافـلــة ونــافـرة , حـتـى جـاءهـم أمــر
الـلــه الـوعـد الـحـق ( الــمــوت ) فــأرداهــم فـي الـحـافــرة ,
فـنـقـلــوا مـن عـيـش الـقـصــور الـى ظـلـمـة الـقـبــور ، ومـن ضـيـاء
الـفـرش والـمـهــود الـى ظـلـمــة الـلــحــود ، ومـن قـصـور فـيـهـا
الـجـواري والـخـدم والـغـلـمـان الـى مـعـانـاة الـهــوام والــديــدان
ومـن أنــواع الـطـعـام والـشـراب الـى الـتـمـرغ فـي الـتـراب
ومـن أنـس الـعـشـرة الـى وحـشـة الـوحـدة .
اخــوتــي حـذثــت نـفـســي وأنــاء عـلى شـفـيـر الـقـبــر وقـلـت :
هـل وجـدتــم مـن الـمــوت حــصــنــا وعــزا ؟
فـسـبـحـان مـن انــفــرد عـلـى الـبـشـر بــالـفـنـاء ، ثــم جــعــل
الـمـوت مـخـلـصـا لـلأتــقــيــاء مـن الــجــبــابــرة ثـم الـقـبــر سـجـنـا
ضـيـقـا عـلـيـهــم الـى يــوم الـفـصــل والـقـضــاء .
تــفــكــروا وتــأمــلــوا اخــوتــي فــالــمــوت سـوف يــصــرعــنــا
والــتــراب مـضـجـعـنـا والــدود أنــيــســنا ومـنـكــر ونــكــيــر جـلـيـسـنــا
فــهــل تــســتــحــق هــذه الــدنــيــاء مــنــا كــل هــذا الاهــتــمــام ؟