سوق الفقع: غاب الكويتي والخليجي وحضر الجزائري والمغربي
الفقع نبتة برية موسمية احبها اهل الخليج وتغنوا بها في اشعارهم وألفوا عنها الكتب واحبها اهل الجزيرة لطعمها اللذيذ، ومنذ سنوات ليست ببعيدة كانت هذه السلعة بمتناول الجميع ولكن بعد التوسع العمراني وقلة الامطار والاراضي التي كانت تنبت بها هذه الثمرة الطيبة قلت وداستها الاقدام البشرية والسيارات والآليات العسكرية واصبحت شبه مفقودة بالكويت بل حتى في الدول المجاورة.
وارتبط الفقع بالكويتيين في كل موسم وكان متوافرا في جميع صحارى الكويت الجنوبية والشمالية وبعدها اقتصر جلبه على بعض الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية التي تتمتع بصحراء واسعة والقليل منه يأتي من العراق وكان سعره في متناول الجميع حتى ان اشهرها «الزبيدي» الحجم الكبير كان سعره لا يتعدى دينارا ونصف الدينار للكيلو، وحاليا وصل الى اسعار فلكية حتى ان ميسور الحال قد لا يستطيع ان يشتريه. «الأنباء» جالت في سوق الفقع في الكويت الكائن في منطقة الري ووجدت رواجا في السوق ويوجد فيه نوعان من الفقع المستورد وما كان اهل الكويت يتوقعون ان يصلا الى الكويت وهما الفقع المغربي والفقع الجزائري، أي فقع افريقي، ويوجد منه نوعان الصغير يبدأ سعره من ثلاثة دنانير والكبير يصل سعره الى ثمانية دنانير. مبارك العتيبي مواطن كويتي اتى الى السوق لشراء الفقع وقال: سعره زين ولكن طعمه لم اجربه ولكن المثل يقول اللي بالجدر يطلعه الملاس والتجربة خير برهان خلنا نجرب والله كريم.
اما البائع عبدالصاحب احد تجار الفقع فقال: هذا الفقع يأتي للكويت بطائرة ويعمل عليه حراج ونبيعه بأسعار معقولة ليكون في متناول الجميع وربحنا فيه متواضع وننتظر الفقع الخليجي مثل السعودي والاماراتي اما الكويتي فاعتقد انه لا يوجد.
واضاف ان السوق زين لان سعره زين واحسن ايامه ايام الخميس والجمعة والسبت اشتري ما يقارب مائة كيلو الى نهاية الموسم ولكن البسطات قليلة لان تجار الفقع بدأوا بالعزوف عنه لانه متوافر في جميع الاماكن في الجمعيات وحتى في البقالات وبعض الزبائن يأتون للسؤال عن الفقع السعودي فقط ولو انهم يعلمون انه غير متوافر لما جاءوا للسؤال عنه.
ام محمد الشطي اتت لشراء الفقع فقالت: يا وليدي الحمد لله نحن عندنا عائلة كبيرة ومخيمنا في جنوب الكويت ونحب هذه الثمرة الطيبة واليوم السعر زين، اخذت عشرة كيلوات من الحجم المتوسط بسعر الكيلو خمسة دنانير، يعني انها ارخص من سعر العام الماضي الذي كان بسعر الكيلو فيه بـ 25 دينارا وانا جربت هذا الفقع العام الماضي ولكن لا نستغني عن الفقع الكويتي او السعودي.
ولاحظت «الأنباء» في جولتها ان رواد السوق في كثرة والكل راض عن السعر ولكن التذمر والخوف من نوع الفقع الجزائري والمغربي فهو شبه غريب عن السوق الكويتي، فالرواد دائما يبحثون عن الفقع الخليجي لانهم يعرفونه اما الفقع الافريقي فمنهم من يجربه لاول مرة.
يسرني أن أقدم لكم بعض الصور التي تم إلتقاطها في سوق الفقع بالكويت قبل يومين وأتمنى لكم حسن المشاهدة واعذرونا على أي قصور أو زلل