بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت أنتشار موضوع خرافي في المنتديات من مدة ليست بالقصيرة
ولوحظ هذا الأيام عودة تداوله بين المنتديات الا وهو :
وهذا الكلام باطل وغير صحيح بعض الملحدين والعلمانيين والكفار عموما
يخترعون بعض الأشياء التافهة ثم ينشرونها في أوساط المسلمين استخفافا
بعقولهم ثم يقوم المغفلون بنشرها بدون تريث ولا تعقل وقد سبقني الكثير
من الذين وضحوا بطلان ذلك الموضوع وإليكم اسباب عدم كتابتها :
هذه الكلمات محجوزة من قبل النظام ولا يمكن استخدامها كاسم ملف
ومن امثلة تلك الكلمات :
CON, PRN, AUX,COM1, COM2, COM3, COM4, COM5
وكلمة con من ضمن الكلمات وهي مجرد اختصار لكلمة console اي لوحة المفاتيح
وهي كلمة محجوزة للنظام لأوامر التحكم لايستطيع الجهاز اعطائك الأذن بذلك
مثل ماتعمل ملفين بنفس الأسم في موقع واحد كذلك لايقبل
وطريقة كسر الأحتكار هي كالتالي :
وطلبت من اخي الدكتور ابو سليمان توضيح ذلك من الناحية الشرعية واللغوية فعلق قائلاً :
هذا ردي الذي وعدتُكَ به أبا صالح , وقد بذلتُ جهدي وطاقتي , فإن أصبتُ فمن الله , وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان , وأستغفر الله تعالى :
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد ,,
أولاً : لدينا – نحن المسلمين – وللأسف عقدة التآمر من الغرب , فكل ما يحدث من مخترعات أو اكتشافات نفسره على أنه تخطيط مدبر من الغرب للقضاء على المسلمين , أو شن الحروب عليهم , وهذه شنشنة يرددها الضعيف الذي لا يصل إلى مستوى الأقوياء , فيُخيَّلُ إليه أنَّ كل عمل يقوم به القوي إنما هو من أجله , ولمحاربته .
علماً أنني لا أنكر أن الغرب يخطط ليل نهار ضد الإسلام والمسلمين , ولكن هناك حدج للمعقول الذي يمكن نسبته للتخطيط , أو غير التخطيط .
ثانياً : ما ذكره أبو صالح من استخدام لفظ ( con ) في الحاسوب , وعدم قبوله إياه لهو كلام باطل , ومضحك في الوقت نفسه .
باطلٌ من حيث إنه غير صحيح تقنياً , وقد شرح أبو صالح هذا الأمر بارك الله فيه بما فيه الكفاية .
وباطلٌ أيضاً من حيثُ إنه غير صحيح لغة وشرعاً .
فاللغة : أن الفعل ( كان ) فعل ماضٍ , يدل على الكَوْن , وهو الحدوث , ويستعمل في كلام العرب بلا تحفُّظ , ولا شروط , فتقول : كان زيد مسافراً أمس , أي حدثَ منه سفر .
ونحو هذا الكلام .
وحين تقول : كن يا محمد رجلاً صالحاً , معناه : ليحدث منك الصلاح والرجولة .
والفعل ( كان ) يأتي بوجهين :
1. فعل ناقص , وهو الاستعمال الأكثر , ومعناه احتياجه للاسم والخبر , نحو : كان محمدٌ حاضراً , كنْ أيها الرجل جديراً بالثقة .
2. فعل تام : أي أنه يكتفي بفاعله , ويكون بمعنى الفعل : حدث . كما تقول : اترك المكان أفضل مما كان . أي أفضل مما حدثَ قبلاً . وهذا النوع هو الذي يقصده أصحاب هذا القول المرجف المُضحِك .
أما من حيث الشرع , فقد ورد استعمال الفعل ( كان ) التامة لغير الله تعالى في النص الشرعي , كقوله تعالى : {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى } (280) سورة البقرة , أي : وإن وُجِدَ ذو عسرة أو حصل .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك : "كُنْ أبا خيثمة" أخرجه مسلم .
فقوله " كن " يناقض قول هؤلاء المغفلين .
نرجع إلى الآية الكريمة التي ذكرها هؤلاء , وهي قوله تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (117) سورة البقرة
معنى هذه الآية : أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق شيئاً أو يأمر به , فإن هذا الأمر لا يعجزه جلَّ جلاله , بل يقول له : كنْ , وحينئذ , يحدث الشيء وفق ما أمره الله تعالى , وهذا معنى قوله : فيكون .
قال ابن كثير شارحاً هذه الآية : " يبيّنُ بذلك تعالى كمالَ قُدرتِه , وعظيم سلطانه , وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونَه , فإنما يقول له ( كُنْ ) , أي مرة واحدة فيكون , أي : فيوجد على وفق ما أراده سبحانه كما قال تعالى : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (82) سورة يــس , وقال تعالى : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (40) سورة النحل , وقوله تعالى : {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} (50) سورة القمر , وقال الشاعر :
إذا ما أراد أمراً فإنما ,,, يقول له كُن قوله فيكونُ " انتهى كلام ابن كثير .
إذن فليس هناك علاقة بين أن تضع ملفاً وتسميه ( كن ) وبين قول الله تعالى للشيء ( كن ) فيكون . فقليلاً من الفهم والفقه في دين الله أيها المسلمون .
وعلينا أحبتي أن نكون أكثر فقهاً في ديننا , ومعرفة بكلام ربنا , وأنْ نترفَّعَ أن نقارن كلام ربنا بما يقوله البشر , أو ما يفعلونه , قال الله تعالى : " { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى , وقال تعالى : {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (74) سورة النحل
هذا والله تعالى أعلم , وصلى الله على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم .