عالم المجلات الشعبية بين توهم النجاح وواقع القراء

[ريح الشمال]

عالم المجلات الشعبية بين توهم النجاح وواقع القراء
معلن: رفضنا الإعلان المجاني بمجلة شعبية لهذا السبب!!



* تحقيق: علي المفضي :
هل لدينا من الشعر ما يستدعي أن يفسح له هذا الكم الهائل من الورق والجهد والمال؟، وبالتالي هل القارئ العزيز لديه قناعة بما يطرح تحت مسمى (أدب شعبي) أم أنه الوهم الذي أغرى من لا يمتلك مقومات النجاح أن يخوض غمار التجربة؟. وهناك من وقفت شخصيا على قصص مغامراتهم، ونصحت ونهرت وحذرت، ولكن لا حياة لمن تنادي. وقد مُني الكثير ممن أقدموا على إصدار مجلاتهم الشعبية بالفشل الذريع والخسائر الطائلة، ومن يدقق النظر فيما طرح من مطبوعات وما توقف منها عن الصدور يدرك ما أقول. ويؤكد كثير ممن يعملون في بعض المطبوعات التي ما زالت تصدر أن ما يدفعها الآن للصدور ليس سوى حفظ ماء الوجه. وللحديث عن مآسي البعض وقت آخر علّ من لديه الرغبة في إصدار مجلة شعبية أن يجد منفذا لأمواله غير هذا المجال الخاسر حتى في حالات الكسب النادرة. ولأن المستهدف الوحيد هو القارئ فقد كان التوجه له مباشرة لاستطلاع رأيه حول تلك المجلات.
* توجهت مدارات أولا إلى إحدى نقاط بيع المجلات حيث قال البائع: بعض المجلات أكثر من يقرؤها مَنْ يكتب بها، والدليل بحث الكثير منهم عن صورته فإن وجدها أخذ المجلة وإلا تركها ممتعضا.
* حمد سعد القحطاني: أنا أحب الشعر وأحرص على قراءته وأكتفي بشراء مجلة فواصل علّني أظفر بقصيدة لخلف بن هذال أو ابن جذلان أو سعد علوش.
* سلمان علي السهلي: أحرص على قراءة مجلة فواصل وليلة خميس لأتابع أخبار خالد عبدالرحمن.
* راجح متعب المطيري: أقرأ مجلتي المختلف وفواصل بحثا عن فلاح بن مبرد وابن جذلان وسعد علوش وحامد زيد وعبدالله ذويبان.
* باسل خالد العصيمي: أقرأ مجلتي المختلف وفواصل؛ لأنهما أكثر ما يهتم بالشعر، وقد أجد فيهما قصائد خلف بن هذال.
* أبو عدنان: أحب الشعر وأقرأ بعض المجلات في الاستراحة فقط حيث أخشى أن تدخل الكثير من المجلات بيتي وتقرؤها ابنتي؛ فالكثير من مجلاتكم تنشر أشياء لا يجب أن يطلع عليها الناشئة.
* محرر سابق في إحدى المطبوعات: ربما لا يعلم القارئ أن الكثير من المجلات تسير كما يقال ب (البركة)؛ فبعضها لا يدفع أصحابها للعاملين بها إلا بشق الأنفس، وقد عملت في إحداها لمدة عام لم أتقاضَ سوى راتب شهر واحد. الكثير منها مفلسة حتى النخاع، ولكن صاحبها يستدين لحفظ ماء الوجه، حيث يعتبرها واجهة اجتماعية. وللعلم فأرقام التوزيع التي يتحدث عنها أصحاب المجلات ليست سوى ما يحلمون به، وإلا كيف تكون مجلة ما ناجحة والرجيع من التوزيع 75% مما طبع؟.
* معلن عندما توجهنا إليه بالسؤال عن المجلات قال: لديّ قناعة بأن مجلة مختصة بالشعر فقط غير مغرية للإعلان بها لضآلة قرائها..
وأنا أبحث عن قارئ حتى أن إحدى المطبوعات عرضت علينا إعلانا سنويا بالمجان ورفضنا لعلمنا أننا سوف نكون نحن المسوق لها بإعلاننا بها.
* فهد سالم: أحب الشعر جدا، ولكن أسعار المجلات مرتفع جدا مقابل مجلة أمرُّ على جميع محتوياتها خلال نصف ساعة فقط؛ لذا فأنا اكتفي بقراءتها أمام الرفوف إذا أَذِنَ لي البائع. ولأنني طالب ولا أستطيع شراءها اكتفي بذلك.