بدون مقدمات حيث انني لا اجيدها
المكان : صالات المغادرة الدولية في احد مطارات الدول الاجنبية.
الزمان : الساعة التاسعة صباحاً.
يتوجه لقطع بطاقات صعود الطائرة فهد الذي كان قد صحب زوجته نوره وابنته جوري ذات الثلاث سنوات للسياحة في هذه الدوله التي قضوا فيها فترة لا تنسى من ايام العمر كان ملؤها المتعة والحميمية والجو الاسري المتصل على مدار اليوم كماهي الرحلات العائلية دائما..... واليوم هو يوم العودة الى ارض الوطن الذي تحن اليه القلوب رغم مافيه من حرارة الجو ولهيب الصحراء وغلاء الاسعار وسعار التجار....
تفاجأ حسن بالموظفة المختصة وهي تقول له عفواً يؤسفني ابلاغك عن تأجيل هذه الرحلة من الحادية عشرصباحا الى الرابعة عصرا وبالطبع لم يفهم بسرعه لركاكة لغته الانجليزية وعندما استوعب العبارة كانت المفاجأة قاسية جدا على فهد لأنه بالتأكيد سيقضي كل هذه الساعات في اروقة المطار نعم سيتجول مع زوجته وابنتهما في السوق الحرة لساعة او ساعتين وسيتناول وجبة او مشروبا من احد المطاعم او المقاهي المتفرقة في صالات وممرات المطار ولكن ماذا عن بقية الوقت عاد الى زوجته التي كانت تجلس مع ابنتها على مقاعد الانتظار وزف اليها الخبر المؤلم وجلسا على مقاعد الانتظار يندبان هذا الحظ العاثر ويفكران كيف سيقضيان الساعات القادمة.
يحدق فهد بنظره بعيداً من هذا؟ كأنني اعرفه أوه هذا صديقي خالد لحظه... من الذي معه لا أعرفه... ولكن على كل حال سأناديه لاسلم عليه واضيع معه بعض الوقت .
خالد...خالد ...يلتفت خالد وصديقه عبدالرحمن الى الصوت وينطلق خالد بعد ان ارتسمت ملامح المفاجأة على وجهه هلا والله ابو جوري وش هالمفجأة الحلوه سلامة الاسفار وش اخبارك بشر عساك انبسطت بهالسفرة ماشاء الله هذي جوري الله يخليها لك ويبدأ الحوار
خالد :- أعرفك على صديقي ورفيق اسفاري الدائم عبدالرحمن.
فهد:- هلا عبدالرحمن فرصه سعيده.
عبدالرحمن :- هلا فيك الله يسعد ايامك.بشر كيف سفرك عساك انبسطت انت والأهل .
خالد مقاطعا وبصوت منخفض :- أي انبسط ياحبيبي احد ينبسط في سفرة عوائل..؟
عبدالرحمن :- والله انك صادق الله يكون في عونه ويعوضه.
فهد:- لا ابشركم انبسطت وعيالي انبسطوا.
خالد:- يارجال لا تقول انبسطت لو جربت السفر وانت عزابي كان تدري انك في وادي والوناسه والبسط في وادي.
فهد :- بصراحه انا فعلا كنت احس ببعض القيود لكني عشت مع الاهل لحظات حلوه وشفت السعاده في عيون زوجتي وبنتي وهذا يكفيني.
خالد بخبث:- عبدالرحمن يافهد ماهو غريب. تذكر يوم كنا نشرب في السعوديه شربت هنا؟
فهد:- لا طبعا.
خالد:- جلست مع اللي بالي بالك وتبادلت معاهم الغرام كل يوم مع وحده احلا من الثانيه.
فهد:- اعوذبالله ياخي انا متزوج ومغنيني الله عن هالسوالف الحمد لله .
خالد:- ايه لأنك ماتدري ولاجربت ... ماعلينا تعال أوريك وش في هالكيس .
فهد:- وش عندك الله يستر...أوف ماشبعت طول السفره متى بتشرب هذي؟
خالد:- ليش انت مادريت ان الرحله تأخرت؟.. وش باسوي كل هالساعات. باقعد
اوسع صدري على (هالبطل ) واقرقع من هالكاسات قم قم للكفي ناخذثلج وكاسات.
فهد :- بس ترى مانيب شارب معكم.
خالد:- انت تعال ونتفاهم.
فهد:- طيب بس ابحط خبر عند عيالي واجيكم .
خالد يقول لعبدالرحمن :- ماقلت لك وين ينبسط معه وهو مع العائله.
جلس الثلاثة في المقهى وطلب خالد ثلاثة كؤوس ومكعبات الثلج وبدأ بفتح قارورة الويسكي
وبعد مفاوضات طويله واغراءات متعدده استطاع خالد وعبدالرحمن اقناع فهد بمشاركتهم المتعة المزعومه متناسيا وجود زوجته وابنته في مطار اجنبي لا يعرف فيه الا هؤلاء الأصدقاء أو ان صح التعبير الاعداء.
لأن فهد لم يشرب منذ فترة طويله فقد نسي نفسه واستمر بالشرب (وزود العيار حبتين ) وطال به الوقت على هذه الحال ومرت به الساعات دون ان يشعر..
على مقاعد الانتظار تلتفت نوره يمينا وشمالا وهي تسمع الإذاعة الداخليه بالمطار تعلن عن فتح بوابة السفر على الرحلة المتجهة الى الرياض وتنتظر عودة زوجها ولكن دون جدوى ...
بعد دقائق ثقيله من الانتظار الممل والقلق نهظت نورة من مقعدها واخذت ابنتها وما معها من حقائب يدويه ومشت في الاتجاه الذي ذهب منه زوجها واصدقائه.
كانت الصدمة قوية جدا على نوره عندما رأت زوجها السكران مع اصدقائه ولأنها ليست المرة الاولى حاولت تجاوز الازمه واقناع فهد بالتحرك الى صالة المغادرة .
في صالة المغادرة التي تزدحم بالمسافرين والذين غالبيتهم من العائلات السعوديه ورجال الاعمال وقله قليله من الشباب تمشي نوره مع زوجها الذي تبدو على مشيته علامات الترنح الخفيف مع محاولاته اليائسه للسيطرة على نفسه وفجأة تسحب نوره يده الى مقعدين خاليين لحجزهما والجلوس فيهما .
جلس الزوجان وابنتهما في انتظارفتح ممرصعود الطائره ونوره تراقب زوجها بوجل شديد خوفا من المزيد من المفاجآت.وكأنها كانت تعلم بأن شيئا ما سيحدث.
فجأةً وبدون مقدمات انتابت فهد نوبه من الغثيان وارتمى على الارض واخذ
يستفرغ بطريقة مقززة ومفزعه من النادر حدوثها أخذجسمه ينضح العرق لدرجة
تبللت منها ملابسه وجميع اعضائه ترتجف بشكل مخيف.اجتمع الناس حول فهد
بعضهم دفعه الفضول والقليل منهم يريد تقديم المساعده حسب استطاعته وكان من ضمنهم خالد وعبدالرحمن اللذان كانا يجلسان في المقاعد المقابلة واللذان لم يصدقا ما حدث لفهد لأنهما لم يشعرا بالكميه التي تعاطاها معهما.تعاونا في اخذه الى دورة المياه وغسل وجهه وصب الماء البارد فوق رأسه واعطائه الكثير من المشروبات البارده والساخنة.
زوجته التي لم تصدق مارأت وأحست بأن هذه نهاية زوجها وأنه لن يعيش.... اخذت الأفكار تدور في رأسها وتتخيل نفسها ارمله وأبنتها يتيمه ماذا سيحدث لها في هذا الدوله وكيف ستصل الى السعودية احست انها لوحدها في صحراء قاحله مظلمه. خوف شديد, قلق ,غربه, فضيحه. كل هذا واجهته نوره المسكينه بسبب هذا الزوج الذي اثبت انه ليس كفأً لتحمل المسؤلية .
لاحظ موظفوا المطارماحدث وعرفوا سببه بواقع خبرتهم في مثل هذه الحالات لكثرة مرورها عليهم رفضوا اركاب فهد على متن الرحله لخوفهم من أي تصرف غير مسئول يصدرمنه قد يعرض الطائره اواحد ركابها للخطراو على الاقل خوفا من ان يثير المشاكل مع طاقم الطائرة او احد المسافرين .وقالوا انه في حاله صحيه لا تسمح له بركوب الطائره وسنطلب له الاسعاف وسيتم تحويله للمستشفى.
طبعا نوره التي لم تعد تحتمل اكثرمما حدث هي الشخص الأكثر تضررا من هذا القرار.. اخذت تبكي بصوت مسموع وتتوسل للمسؤلين بالمطار ولطاقم الطائره وتخبرهم انها وحيده في هذه الدوله ولا تعرف احدا ولا تعرف كيف ستتدبر امورها اين ستسكن . ماذا ستفعل لو تدهورت حالة زوجها.ولكن لم تجد توسلاتها شيئا ولم تأت بنتيجه.
ابو ناصر وابو متعب وابو يزيد ثلاثه من رجال الاعمال السعوديون وابوبدر ضابط ذورتبه عاليه بالقوات المسلحة السعوديه كانوا من ضمن المسافرين على متن هذه الرحله عاشوا احداث القصه وكانوا يراقبون من بعيد ما يحدث لم يرغبو في التدخل لشعورهم بالعار الذي الحقه هذا الحمق بنفسه وبزوجته الا انه استحث مشاعرهم وحرك فيهم شهامة الرجل السعودي وأخوة المسلم للمسلم بكاء هذه المرأة الضعيفة المسكينة فأقتربو من المسئولين وحاولوا اقناعهم بالعدول عن منع فهد من صعود الطائرة مراعاةً لظروف زوجته وابنته. قائد الطائره السعودي الذي اكتسى وجهه بلحية غلب عليها البياض وارتسمت على وجهه ملامح التقوى والصلاح كان يريد المساعده لكن التعليمات والنظم تحمله كامل ماقد يحدث على الطائرة طلب من ابو ناصر وابو يزيد وابو بدرالتوقيع على تحمل مسؤلية ما قد يحدث من فهد حتى مغادرته الطائره ونزوله في مطار الرياض واخبرهم بأنه سوف يتحفظ على جوازات سفرهم حتى انتهاء الرحله .كان موقفهم مشرفاً عندما وافقوا بدون تردد وكان لسان حال كل منهم يقول لو كانت هذه المسكينة بنتي او اختي لما رضيت لها هذا الذل ولا أقل منه.
صعد الجميع الى الطائرة واخذوا مقاعدهم انتهت عملية الاقلاع واستقرت الطائرة في الجو ولم تنته القصة بعد.ولكننا انتهينا منها واخذنا ما يهمنا ويعنينا.
دارت احداث هذه القصة في صيف عام 1429هـ ونقلت لكم احداثها الرئيسيه كماهي دون تغيير واضفت عليها بعض الاحداث الجانبية من مخيلتي لإكمال القصة بشكلها الذي قرأتموه .
اتمنى ان يرقى اسلوبي الى ذوائقكم العاليه وان تحقق الهدف الرئيسي الذي سقتها من اجله وهو اخذ العضة والعبرة ومعرفة مدى خطورة ام الخبائث على الدين والاسرة والمجتمع.
بانتظار تعليقاتكم واتقبل نقدكم بكل سرور واعتذر عن كل خطأ تعبيري أو إملائي بسبب العجلة وعدم المراجعة لعدم توفرالوقت
اخوكم /نديم الندى
منقول
العرض العادي
