نقاء وبياض ناصع من الجميع !!
بالقدر الذي تزداد فيه الثياب بياضاً تكون القلوب أكثر بياضاً وجمالاً !!
يوم تشرق فيه ابتسامة الأخوة والمحبة !!
يوم تحمل فيه النفس عبق أحلامها وسوسن وفل صفائها !!
أزهار السلام تهدي رحيقها بكل الود والحب !!
نفوس يجمعها الألفة وحب الخير !!
أصوات تتعالى ، وقلوب تتآلف !!
ما أجمل شمس يوم عيد الفطر !!
شذى النرجس والياسمين يعطّر سماء المسلمين !!
افرحوا فاليوم لكم فرحتان !!
تقبّل الله من الجميع الأعمال والنيات !!
صورة ذلك الشاب وقد اختطت على وجهه السعادة كلمة : عيدكم مبارك !!
يجتمع الجيران بعد صلاة العيد !!
هيّا ، كل يأتي بـ ( عيديته ) !!
تفرش ( السمط ) وتوزّع المياه !!
هذا يحمل ( عيديته ) وهي ( مفطّح نعيمي ) !!
وذاك يحمل ( مندي ) !!
وهذا ( جريش بالسمن ) !!
وذاك ( رز بالدجاج ) !!
والكل مبتسم وراضٍ بما يقدّم !!
نجعل فطورنا في العيد رزاً ولحماً !!
وفي غير العيد نضحك ونستغرب من يفطر بالرز !!
هي عادة متوارثة وهي جميلة على كل حال !!
وهناك مجموعات الشباب !!
أحدهم اشترى ساعةً !!
وبعد كل لحظة يسأل من بجواره وهو رافعاً ساعته وأحياناً مشيراً إليها : متى نأكل العيد ؟!!
وذاك الشاب لبس ثوباً اشتراه من السوق ويقول : ثوب الدفة ارخص من غيره !!
لأنه بالطبع قد اشتراه ويريد التنبيه لهذا الجديد !!
وذاك يرفع ( كندرته ) ويسأل من بجواره : ما رأيك باللون البني ؟!!
وحديث الأشمغة ذو شجون !!
فكل يرى الجمال في شماغه !!
ولمن تكون الغلبة ؟!!
ينتهي العيد ويأتي العيد الآخر وهم في نقاشٍ دائم وأحياناً يكون عقيماً !!
وهناك مجموعة من الكبار يسألون عن الغائب من الجيران !!
أين فلان ؟!!
يبحثون عن ابنه ويجيبهم : سيأتي !!
فتتعالى الأصوات بالضحك : أو أن أمك حبسته بالبيت !!
ينزّل الشاب رأسه ويجيبهم : وقد يكون !!
الكل في سعادةٍ ملموسةٍ ومحسوسةٍ !!
في يوم العيد الكل يشعر بأنه يومه السعيد والذي لا يمكن التفريط فيه !!
يحسون بصدق المشاعر وأهميتها !!
وهم جيران إلا إن الانشغال بالدنيا يفرّقهم !!
في العيد يجتمعون !!
وهذا ما لا يقدر عليه غير العيد !!
هذا عيدكم يا أهل بريدة !!
فافرحوا وابتهجوا !!
فاليوم عيد وغداً يوم آخر !!
تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وعساكم من عوّاد شهر رمضان الفضيل
التاج في 29/9/1424هـ