فضل سقى الماء
روى أبو داوود أن سعداً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أي الصدقة أعجب إليك ؟
قال “ الماء ” وفي رواية فحفر بئراً فقال : “ هذه لأم سعد ” .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال سعد: "يا رسول الله، إن أم سعد كانت تحب الصدقة،
أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه
وسلم أمر سعد بن عبادة أن يسقي عنها الماء".
فدل على أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى .
وقد قال بعض التابعين : من كثرة ذنوبه فعليه بسقي الماء .
وقد غفر الله ذنوب الذي سقي الكلب ، فكيف بمن سقي رجلاً مؤمناً موحداً وأحياه .
وفي الحديث : “ أي الصدقة أعجب إليك ؟ قال : ” الماء “ وليس أدل من حديث الذي سقى كلباً عطشان فشكر الله له فغفر له .
وقد سئل ابن عباس : أي الصدقة أفضل ؟ قال : الماء ، ألم تروا إلى أهل النار حين
استغاثوا بأهل الجنة ” أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله “ ؟
أخبرنا أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ومحمد بن أيوب قالا : ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن قتادة عن سعيد : أن سعداً رضي الله عنه : أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أي الصدقة أعجب إليك ؟ قال : الماء ، وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وهو أعم من أن يعطيه للشرب ، أو لسقي دوابه ، أو التوضؤ ، أو نحو ذلك من الوجوه .
فضل سقي الماء :
يعني: أن سقيه من خير أنواع الإحسان؛ وذلك لشدة حاجة الناس إلى الماء، وعدم استغنائهم عنه، فالإحسان في بذل الماء لمن يحتاج إلى شربه، وتمكينه منه فعل عظيم، وله ثواب جزيل، وهذا الحديث يدل على عظم شأن إنفاق الماء لمن يحتاجه، وبذله في سبيل الله، وتسبيله للناس حتى يستفيدوا منه، فهو مادة الحياة، وبه حياة المخلوقات، وقد جعل الله تعالى من الماء كل شيء حي، والمراد بذلك من لا يعيش إلا بالماء، وكان الماء من ضرورياته، فلا تحصل حياته إلا به. وأورد أبو داود حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أي الصدقة أعجب إليك يا رسول الله؟! قال: الماء. أي: تصدقوا بالماء؛ لأن به حياة الناس، والناس مضطرون إليه، ولا يستغني عنه أحد، فكون الإنسان يبذل الماء، ويمكن الناس من الاستفادة
منه هذا من أفضل الأعمال، ومن أفضل الصدقات.
وفي فضيلة سقي الماء ، وفضيلة الصدقة عن الميت ، وأن ثواب الصدقة المالية يصل للميت وهو أمر مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عند أهل السنة .
وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مسلم (ما زائدة وأي مرفوع على الإبتداء) كسا أي لبس مسلما ثوبا على عري بضم فسكون أي حالة عري أو لأجل عري أو لدفع عري وهو يشمل عرى العورة وسائر الأعضاء كساه الله من خضر الجنة أي من ثيابها الخضر جمع أخضر من باب إقامة الصفة مقام الموصوف وفيه إيماء إلى قوله تعالى يلبسون ثيابا خضرا . الكهف . وفي رواية الترمذي من حلل الجنة ذكره
المنذري ولا منافاة وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع فأطعمه الله من ثمار الجنة فيه إشاره إلى أن ثمارها أفضل أطعمتها وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ (بفتحتين مقصورا وقد يمد أي عطش) سقاه الله من الرحيق المختوم أي من خمر الجنة أو شرابها والرحيق صفوة الخمر والشراب الخالص الذي لا غش فيه والمختوم هو المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه ولم يصل إليه غير أصحابه وهو عبارة عن نفاسته وقيل الذي يختم المسك مكان الطين والشمع ونحوه وقال عن سعيد أن سعداً أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أي الصدقة أعجب إليك ؟ قال : الماء . تحقيق الألباني . حســن .