كلام خطير جداً ..
المجتمع السعودي والعفة؟!
د. عبد العزيزالصويغ
شبكة مصدر الإخبارية - الأثنين 1 نوفمبر 2010 - 24 ذو القعدة 1431
إذا كانتالتصريحات التي نُقلت عليلسان المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر الدكتور عبد المحسن بن عبد الرحمن القفاري، ونقلتها شبكةمصدر الإخبارية يومأمس الأحد 31 أكتوبر 2010 - 23 ذو القعدة 1431، التي قال فيها أنه لولا تشدد هيئةالأمر بالمعروف في التعامل مع الناس لتعب المجتمع السعودي مناللقطاء، إذا كانتتصريحاته صحيحة، فإن حالالمجتمع السعودي إذن يدعو بالفعل إليالرثاء! ولن أدخل هنا في جدلمع الدكتور القفاري حول إثبات صحةكلامه بالأدلةالعلمية أو الإحصائية لكنني أساله: كيف لم تفلح كل جهود الهيئةطوالالسنوات الطويلة الماضية، ولا كل ما يتلقاهأبناء المجتمع السعودي من علوم دينيةوثقافةإسلامية منذ نعومة أظفارهم، ولا ما تحفل به البلاد من شرقها إلي غربهامنهيئات الدعوة والإرشاد، ولا القنوات الفضائيةالإسلامية التي يتناوب فيها المشايخوالدعاةالحديث للناس وتقديم كل أنواع الفتاوي والنصائح، من حماية مجتمعناالسعوديمن الوقوع في الزلل .. بل وتفشي حالةالانفلات في المجتمع إلي درجة الوقوع في أكبرالموبقات وهو الزنا؟
وسأترك للمتحدث الرسمي باسم هيئةالأمربالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن بن عبد الرحمن القفاري حرية الرد إنشاءومتي شاء، لكن ...
- أمام تصريحاتالدكتور القفاري التي جاءت على هامشحلقة النقاشالتي نظمها "كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتهاالمعاصرة" بجامعة الملك سعود ، بحضور عدد من المسئولين في الرئاسةالعامة لهيئةالأمر بالمعروف والنهي عن المنكروبعض القيادات الصحفية وأساتذة الإعلام،
- وأمام عجز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلل جهودها وهي التينعتبرها "سفينة النجاة" للمجتمعالسعودي،-
- وأمام فشل جهود أعضاء الهيئة الذينهم "حراس الفضيلة" في إنقاذ المجتمع وأبناؤه منالوقوع في الذنوب والآثام،-
- أمام كل هذا لا بدمن البحث عن طريقة أخري لردع المجتمع السعودي عن إتيان الذنوبوارتكاب الفواحش ما صغر منها وما كبر.
وقد جال في ذهني أكثر من فكرةأتي علي رأسها "حزام العفة" الذي كان يستخدمه النبلاء الأوروبيينفي العصور الوسطىللتأكد من عفاف زوجاتهم فيغيابهم، ومنعهن من خيانتهم، إذ كانوا يربطون هذا الحزامعلي المنطقة المعنية ويحتفظون بمفتاحه لديهم. وقد رأيت الحاجة إليتصميم لباس خاصللسعوديين – إناثاً وذكور- يمكنأن نُطلق عليه "لباس العفة" وتكون مفاتيحه بأيديأعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حي أو شارعفلا يفتحونه إلاعند اقتضاءالحاجة.
وحتى لا يُصاب القراء الكرام بالدهشة أقولأنهليس هناك غرابة في اقتراحي هذا فقد نشرتصحيفة "الأهـرام" المصرية حادثة طريفةبطلها زوجأرجنتيني (وهو ليس عربي ولا سعودي ولا مُسلم) فرض على زوجته حزامالعفةلحمايتها من أي اعتداء جنسي أثناء عملها،كما أعتاد على تطويق فخذيها وخصرها بسلاسلغليظة، يغلقها بقفل يحتفظ بمفتاحه قبل أن يغادر المنزل، الأمرالذي كان يمنعها حتىمن الذهاب إلى المرحاض! الفرق هنا أن اللباس الذي أقترحه أنا سيكون أكثر ليونةويوفر سهولة الحركة وهو أمر أصبح من السهل تحقيقه حيث يمكن اليوم،ومع التقدمالتقني، أن يتم ابتكار لباس داخليمُشفر لا تفك رموزه إلا بإشارات عن بعد من خلالعضو الهيئة المختص عند الحاجة ! علماً أن أحدي الشركات التجاريةفي سنغافورة أعلنتمؤخرا عن تسويق نماذج منأحزمة العفة صناعة أمريكية بسعر 800 دولار. وصرحت مديرةالشركة أن المستهلك المستهدف هو الزوج الذي يشك في إخلاص زوجتهله، أو أولياء أمورالمراهقات؛ معلنة عن نجاحالمنتج بعد الإقبال الكبير عليه الذي تخطى حدود الولاياتالمتحدة الأمريكية وأوروبا، ووصل إلى العديد من بلدان آسياوالشرقالأوسط.
قد يأخذ البعض كلامي هنا علي محمل الهزل والطرافة .. لكنني،وأمام ما يثار في مجتمعنا هذه الأيام منأحداث لا يُصدقها عاقل، أجد أن حديثي هو فيمنتهي الجدية والانضباط. بل وأدعي أن كلامي أكثر انضباطا من كلامالمتحدث الرسميباسم هيئة الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر الدكتور عبد المحسن القفاري. فرغم أنالقفاري كان موفقاً في قوله: «نحن بحاجة إلى ترشيد النشروالاعتدال فيه، فليس كلشيء يمكن نشره». فقد كنانود لو أنه بدأ بنفسه، فلا يصدر عنه ما يدمغ المجتمعالسعودي كله بالانفلات وتدني الوازع الديني الذي يردعه من فعلفاحشة الزنى، وأنهلولا الهيئة لتحول الناس إلىلقطاء؟!
وأسألكم بالله: هل هذا كلاميصدر عن مسئول عن حماية الفضيلة وأحد ربابنة "سفينة النجاة" التيستقود مجتمعنا إليشاطئالأمان؟!
*كاتب وباحث سياسي
## ماخليتو شي ياكليب ##
العرض العادي
