الأخ الكريم : راشد الصليحان
باختصار أنت تطلب من أحدنا أن يتقدم إلى كرسي الإعتراف لكي يعترف بالنقص الذي في داخله,, !
ما أصعب طلبك ياعزيزي ... !
نحن ياسيدي الكريم نحمل في داخل عقلنا ( اللا واعي )شعورا مزيفا بالكمال يحرمنا ويحرم غيرنا من ممارسة النقد ,,
أبرز عيوبنا هو أننا نمارس النفاق ( بشكل لاواعي ) حتى ونحن نحاول أن نجلد ذواتنا بدعوى النقد من أجل
الإصلاح , هذا النفاق الذي يدفعنا أكثر باتجاه تعظيم ذواتنا الجوفاء دون وعي منا ..
سوف تجد الكثير الذين يتظاهرون لك بالصراحة وجلد الذات مثل الطيبة الزايدة وغيرها من الصفات التي تدفع باتجاه تعزيز الشعور بالذات ,, ! هذا النفاق الذي يملؤنا من رأس الهرم حتى قاعدته ,, أتذكر موقف الدولة عندما اعترفت بخطئها الفادح حيث كانت ترسل المعونات للدول الفقيرة دون أن تعزز هذا العمل بدعم إعلامي كافي ,, هههه ,, كما أتذكرك أنت شخصيا عندما طرحت موضوعا تقول في عنوانه : أنا مفتون فهل أنت مفتون مثلي ؟ وبينما تركزت أغلب المشاركات والردود لسؤالك عن ما أنت مفتون فيه تركزت إجاباتك لمحاولة التخلص من ذكر ما أنت مفتون فيه ,, هههههه الكل لايريد أن يعترف بالنقص ,, الكل يحاول أن يٌعلي ذاتا ناقصة لكي يعوض نقصه ! لا أحد يتحمل أن يواجه النقد ويضع نفسه على المحك ويحاول أن يطور نفسه ,, !
ما أبشع الغرور ... !
لن تجد أحدنا يحدثك عن تناقض سلوكياته مع قناعاته الشخصية ,,
سوف تجد الكثير ممن يمارس نفاقا اجتماعيا عندما يتحدث عن مثل ونظريات ينادي بها بينما يفتقدها واقعه الشخصي ,
سوف تجد الكثير ممن يعبرون لك عن اعتزازهم بما حولهم من أشخاص بينما يسقطون في أول اختبار يتطلب منهم تجسيد هذا الحب والاحترام سواء ناحية الطفل أو المرأة أو غيرهما !
سوف تجد الكثير ممن يدعي الرومانسية وأنه يفتقد لشخص يفهمه ويبادله هذا الشعور الحالم والسلوك النبيل بينما يفتقر سلوكه الشخصي لما يدعيه ,, سواءً كان رجلا أو امرأة ,,
سوف تجد الكثير ممن ينادي بالحوار الهادف وتقبله للنقد مهما كان قاسيا بينما يسقط في أوحال هذا الحوار عندما يكون على المحك !
وسوف تكون النتيجة : لم ولن ينجح أحد بسبب ثقافتنا التي ترفض النقد الحقيقي !
بالمناسبة وقبل أن أختم : أنا أول الراسبين ,,
تقبل تحياتي ..
العرض العادي
