لي صاحبٌ
إن قسَا عيشي
بدا سَنَداً
وإن أسأتُ
أراني منهُ إحسانا
سألتُ ربي
بأن نَبقَى معاً أبداً
وأن نُجيبَ معاً
داعي مَنايانا
فواز اللعبون
............
عروس الدانة ج2
الفصل (11)
.....
(أعلم أني أثقلت عليك و أخذت من وقت و جهدك الكثير , صدقني فضلك علي و انتشالي من الماضي و مستنقعاته معروف برقبتي لن أننساه ما حييت و أتمنى سداده , الجميع يتحدث :
ما غير شيهانة .؟
كيف اكتسبت هذه القوة و الشجاعة ؟
سودويتها و تشاؤمها رحلا , عادت تلك الفراشة النشيطة ,..!
صدقني : كنت قديما مع قوتي , ابحث عن أمل يصاحبني طريقي , عن ارتواء لروحي العطشى , عن شاطئ لقارب ممزق الشراع , عن عهد لصداقة لا يخان و لا يباع .. ابحث عن روح تقاسمني الأحلام و الالم و الود ..
لم أجد من يوافقني الفكر و الاهتمام و الميول و الهدف , يئست ..!! أتصدق أنني يئست بل اختنقت روحي ..!!
بعد حديثي معك ..
تغيرت نظرتي كثيرا كثيرا ..
الصخور أرى فيها جمال لعيني , السماء أرى فيها اتساعا لقلبي , المطر ما أجمل المطر من أغلى نعم الله على قلبي
قد تتعجب إن حادثتك أني أرى قديما المطر بكاء السماء و الرعد نحيبها ..
كنت أجهل الخلل , و موطن الضعف , و مكان الآلم ..
الأن شيهانة عادت قوية , لا و الله بل أشد و أصلب ..
بعد فضل الله و رحمته كنت أنت أيها المستشار ..
والأخبار الجميلة تأتي تباعا :
وجدت مزرعة مناسبة لأبحاثي مسافة يوم عن المدينة ووافق الطبيب على تحمل أمي لجوها , أخي عبدالسلام وجد سكنا مناسبا إلا أن صاحب المزرعة .
صمم على استضافتنا في بيته ,
أهي ابتسامة الحياة لي , لكن أثق تماما أن ما يقدره الله لي هو الأنسب ,
أطلت عليك بثرثرتي , شكرا لك و لا تكفيك )
ارسلتها لسحائب نجد , وتوجهت لوالدتها .تكمل معها جمع ما يحتاجانه في مقرهما الجديد .
..
(ألم أقل لك كالارانب ..!)
شعور جميل تتلذذ به , شعور غريب , نست به حب شيطاني لا بل انعدم ذاك الحب الأن الصغار فقط الصغار ..
أدخلت يدها لحاضنة الاطفال الزجاجية تتحسس به أجساد هشة كالقطن و تتلمس أيدي و أقدام صغيرة ..
همست : ( يالله يارب لك الحمد )
أحست بذاك الوغز لصدرها ينبئ عن إفرازه للحليب ..
(سالم ) نادته و هي ما زالت تتحسس أحدهم .
ضمها لكتفه و قال : ( يا قلب سالم )
( أريد ارضاع الصغار ..)
...........
من يراهما من بعيد يظن أنهما أخوة بفارق سن كبير ووجه الشبه بينهما عرجة يشتركان بها
فهي كبر السن ظهر على مفاصلها , و أما هو فحادثة قديمة في سقوطه ببئر القرية نتجت عن تهشم القدم مما اضطر الطبيب في ذاك الوقت جهلا من بترها , ومع أنه زرع طرفا صناعيا إلا إنه يحتاج أن يغيره بين فترات متباعدة لتأثره بعمله في المزرعة .
لوحت عبلة مرحبة وهي تحمل القهوة و توابعها للجدة و أخيها وقد جهزت الجلسة بين أحواض الدانة ,
واستقبلت جدتها و اجلستها و قبلت رأس أخيها تقديرا , وبين لهثاتها قالت الجدة :
( الأن اطمئن على غرفة الضيوف , اكتملت تماما , و تبقى أن تربط كلاب المزرعة , لا أريد ضيوفنا أن ينزعجوا )
فلاحت في باله فكرة ابتسم لها و قال :
( أمي الدانة ما رأيك أن نربط أحدها هنا عند أحواضك , حتى لا تقترب منها الباحثة )
فتلقى ضربة خفيفة على يده صرخ مدعيا الألم ..!
.....................
( ما زال الوقت مبكرا , أمامنا أسبوعان على الرحيل , لم العجلة أم هذا طبع النساء جميعا .؟)
بهذا نطق عبدالسلام عندما دخل على أمه وأخته و بعض الحقائب مكدسة بغرفة و الدته .
فاجابته و الدته وهي ما زالت تعمل بدلاب ملابسها :
(الرحلة طويلة , و القرية تخلو من الأسواق , )
فالتفت الى شيهانة , و تأملها و قال :
( شيهانه لا تكثري من الملابس , ربما تحتاجي لشراء الجديد منها )
توقفت عن العمل , و اقامت ظهرها , و التفتت إليه و قالت :
( لما أشتري ..؟)
قال بابتسامة مع نبرة صرامة :
( تقدم إليك خاطب و وافقت عليه ..!!)
صمت .. صمت .. صمت
عيون جاحظة حد الانفجار .. مستفهمة , متعجبة , مستنكرة , مستغربة ..!!
قطع الصمت سؤال الأم :
( من ,,؟)
قال وهو ما زال ينظر لشيهانة :
( الاخصائي النفسي الذي قابلناه في المستشفى ..!)
...
لنا لقاء باذن الله