حكم سجود محمد صلاح بعد تسجيله هدف في مباراة
السؤال الأول: ما رأي الدين في سجود محمد صلاح وبعض اللاعبين بعد تسجيل هدف في مباراة، مع العلم بأن أحد الشيوخ قال: هذا حرام لأنه سجود لغير الله؟
==============================
أولاً: لا يطلع على القلوب إلا حضرة الله، رجلٌ مسلم يسجد سجدة شكر، وسجدة الشكر سنَّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا حدث للمرء شيء يريد أن يحمد الله ويشكره عليه.
إذا كان راكباً يسجد على دابته، أو يسجد في سيارته، وإذا كان واقفاً يسجد على الأرض، فلمن يسجد؟ يسجد لله سبحانه وتعالى شكراً على توفيقه ورعايته وعنايته.
ومحمد صلاح كما أعلم علم اليقين رجلٌ مسلم مستمسكٌ بدينه، ولا يلعب في رمضان نهاراً إلا وهو صائم، ولا يترك المصحف من يده في سفر أو حضر، فلمن يسجد هذا؟! لا نستطيع أن نقول أجمعين إلا أنه يسجد لله.
فمن يدَّعي أن السجودٌ لغير الله، من أين له بهذه البيِّنة؟! والقلوب لا يطلع عليها إلا حضرة الله تبارك وتعالى!!، وقد قال لنا أجمعين السابقين والمعاصرين واللاحقين سيد الأولين والآخرين: {أُمِرْتُ أَنْ أَحْكُمَ بِالظَّاهِرِ، وَاللَّهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ}{1}
يعني لا يُسمح لأي مسلم أياً كان أن يتحدث عما في السرائر، لأن هذا أمرٌ لا يعلمه إلا رب العباد سبحانه وتعالى.
وسجدة الشكر هي سجدة واحدة، يسجدها الإنسان شكراً لله بعد أي عمل عمله رأى فيه توفيق الله، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم عندما كان داخلاً مكة وفتحها الله عليه سجد على ظهر بغلته، فلم يصبر حتى ينزل ويسجد على الأرض، وإنما سجد على ظهر بغلته شكراً لله تبارك وتعالى على نعمة فتح مكة.
فسجدة الشكر سجدة مسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، وقد يقول قائل: إن هذا الرجل يظهر فخذيه، والعورة ما بين السُرَّة والرُكبة، فنقول له: عند الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه عورة الرجل سوأتيه فقط، أي قُبله ودُبره فقط، فعلى هذه الكيفية السجدة مقبوله، وهي لله، والله عز وجل أعلم بالنوايا.
{1} حكاه ابن كثير في أدلة التنبيه، وقال النسائي في سننه: باب الحكم بالظاهر، وقيل من كلام الشافعي
من فتاوى فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد برنامج ساعة صفا
لمشاهدة المزيد من الفتاوى أو إرسال فتوى فضلاً اضغط على الرابط
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%85%D...4%D9%84%D8%A7/
|