العودة   منتدى بريدة > بــــــــــــريدة > أرشيف المنتدى > مقتطفات من هنا وهناك

الملاحظات

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 18-08-11, 12:23 am   رقم المشاركة : 31
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس

مر فيما سبق بعض معاني هذاالسبب لكنني أبسطه هنا ليفهم أكثر وهو : أن عليك أن تقنع بما قسم لك من جسم ومالوولد وسكن وموهبة ، وهذا منطق القرآن ) فخذ ما إتيتك وكن من الشاكرين( إن غالبعلماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن لديهم أعطيات ولا مساكن بهية ،ولا مراكب ، ولا حشم، ومع ذلك أثروا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية ، لنهم وجهواما آتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم في أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم ،ويقابل هذا الصنف المبارك ملاء أعطوا من الأموال والأولاد والنعم ، فكانت سببشقاءهم وتعاستهم ، لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطععلى أن الأشياء ليست كل شيء أنظر إلى من حمل شهادات عالمية لكنه نكرة من النكرات فيعطاءه وفهمه وأثره ، بينما آخرون عندهم علم محدود ، وقد جعلوا منه نهراً دافقاًبالنفع والإصلاح والعمار .
إن كنت تريد السعادة فارض بصورتك التي ركبك اللهفيها ، وارض بوضعك الأسري ، وصوتك ، ومستوى فهمك ، ودخلك ، بل إن بعض المربينالزهاد يذهبون إلى أبعد من ذلك فيقولون لك : أرض بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنتعليه .
هاك قائمة رائعة مليئة باللامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيوية :
عطاء بن رباح عالم الدنيا في عهده ،مولى أسود أفطس أشل مفلفل الشعر .
الأحنف بن قيس ، حليم العرب قاطبة ، نحيف الجسم ، أحدب الظهر ، أحنى الساقين ،ضعيف البنية .
الأعمش محدث الدنيا ، من الموالي ، ضعيف البصر ، فقير ذات اليد ،ممزق الثياب، رث الهيئة والمنزل .
بل الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، كل منهم رعي الغنم ، وكان داود حداداً و زكريا نجاراً ، وإدريس خياطاً ، وهم صفوةالناس وخير البشر .
إذا فقيمتك مواهبك ، وعملك الصالح ، ونفعك ، وخلقك فلا تأسعلى ما فات من جمال أو مال أو عيال ، وارض بقسمة الله )نحن قسمنا بينهم معيشتهم فيالحياة الدنيا(






قديم 18-08-11, 12:24 am   رقم المشاركة : 32
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

ذكــر نـفـسـك بـجـنــة عــرضــهــا الســمــاوات والأرض

حقاً أوذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم ، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولتخسائرك إلى أرباح ، وبلاياك إلى عطاك إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنهاخير وأبقى ، وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفاتنة ، لا يتفكرون في غيرها ولا يعلمون لسواها ، فلايريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم ، ولو انهم خلعوا حجاب الران عنقلوبهم ، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها ،ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها ، إنها والله الدار التي تستحق الاهتماموالكد والجهد .
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولايموتون ،ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ، في غرف يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنهامن ظاهرها ، فيها ما لا عين رأت ن ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، يسير الراكبفي شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها ، طول الخيمة فيها ستون ميلاً ، أنهارهامطردة ، قصورها منيفة ، قطوفها دانية ن عيونها جارية ، سررها مرفوعة ، أكوابهاموضوعة ، نمارقها مصفوفة ، زرابيها مبثوثة ، ثم سرورها ، عظم حبورها ، فاح عرفها ،عظم وصفها ، منتهى الأماني فيها ، فأين عقولنا لا تفكر ؟! ما لنا لا نتدبر ؟!
إذا كان المصير إلى هذه الدار فلتخف المصائب على المصابين ولتقر عيون المنكوبينولتفرح قلوب المعدومين .
فيا أيها المسحوقون بالفقر ، المنهكون بالفاقةسلام)المبتلون بالمصائب ، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست أسماؤه(عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ..






قديم 18-08-11, 12:25 am   رقم المشاركة : 33
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

( وكذلك جعلنكم أمة وسطا (

العدل مطلب عقلي وشرعي ، لا غلو ولا جفاء ، لا إفراط ولا تفريط ، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفه ، واندفاعاته ، وليكن عادلاً في رضاه وغضبه وسروره وحزنه ، لأن الشطط والمبالغة في التعامل مع الأحداث ظلم للنفس ، وما أحسن الوسطية ، فإن الشرع نزل بالميزان ، والحياة قامت على القسط ، ومن أتعب الناس من طاوع هواه ، واستسلم لعواطفه وميولاته ، حينها تتضخم عنده الحوادث ، وتظلم لديه الزوايا ، وتقوم في قلبه معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن ، لأنه يعيش في أوهام وخيالات ، حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده ، وأن الآخرين يحبكون مؤامرة لإبادته ، وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد ، فلذلك يعيش في سحب من الخوف والهم والغم .
إن الإرجاف ممنوع شرعاً ، رخيص طبعاً ، ولا يمارسه إلا أناس مفلسون من القيم الحية والمبادئ الربانية

يحسبون كل صيحة عليهم
أجلس قلبك على كرسيه ، فأكثر ما يخاف لا يكون ولك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ الاحتمالات ، ثم وتوطن نفسك على تقبل هذا الأسوأ ، حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل أن يقع الحدث فيبقى .
فيا أيها العاقل النابه أعط كل شيء حجمه ، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا ، بل اقتصد واعدل ولا تجر ، ولا تذهب مع الوهم الزائف ، والسراب الخادع ، اسمع ميزان الحب والبغض في الحديث : " أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما "  عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير واله غفور رحيم
إن كثيراً من التخويفات والأرجيف لا حقيقة له .







قديم 18-08-11, 01:06 am   رقم المشاركة : 34
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

الحزن ليس مطلوباً شرعاً ، ولا مقصوداً أصلاً


فالحزن منهي عنه ، في قوله تعالى (ولا تحزن عليهم( وقوله: ) ولا تهنوا ولا تحزنوا ) في غير موضع و قوله )لا تحزن إن الله معنا (والمنفي كقوله : ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . فالحزن خمود لجذوة الطلب ، وهمود لروح الهمة ، وبرود في النفس ، وهو حمى تشل جسم الحياة
وسر ذلك : أن الحزن موقف غير مسير ، ولا مصلحة فيه للقلب ، وأحب شيء إلىالشيطان : أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ، ويوقفه عن سلوكه ، قال الله تعالى : الثلاثة : " انما النجوى من الشيطان ليحزن اللذين آمنوا ) ونهى النبي الثلاثه "أن يتناجى اثنان دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه " وحزن المؤمن غير مطلوب ولا مرغوب فيه ، لأنه منالأذى الذي يصيب النفس ، وقد طلب من المسلم طرده وعدم الاستسلام له ، ودحضه وردهومقاومته ومغالبته ، بالوسائل المشروعة .
فالحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ن ولافائدة فيه وقد استعاذ منه النبيفقال " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن " فهو قرين الهم ، والفرق بينهما : أن المكروه الذي يرد على القلب إن كان لما يستقبلأورثه الهم ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مفترللعزم .
والحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش ، وهو مصل سام للروح ، يورثها الفتوروالنكد والحيرة ، ويصيبها بوجوم قاتم متذبل أمام الجمال ، فتهوي عند الحسن ،وتنطفىء عند مباهج الحياة ، فتحتسي كأس الشؤم والحرة والألم .
ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع، ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها) الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن): فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن ، كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم فإذا حل الحزن وليس للنفس فيه حلية ، وليس لها فياستجلابه سبيل ، فهي مأجورة على ما أصابها ، لأنه نوع من المصائب ، فعلى العبد أنيدافعه إذا نزل بالأدعية والوسائل الحية الكفيلة بطرده .
وأما قوله تعالى) : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيضمن الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون( فلم يمدحوا على نفس الحزن ، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزنمن قوة إيمانهم حيث تخلفوا عن رسول الله
لعجزهم عن النفقة ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم ، بل غبطوا أنفسهم به .


فإن الحزن المحمود إن حمد بعد وقوعه - وهو ما كان سببه فوت طاعة ، أو وقوع معصية - فإن حزن العبد على تقصيره مع ربه وتفريطه في جنب مولاه : دليل على حياته وقبوله الهداية ، ونوره وهدايته .
أما قوله في الحديث الصحيح : " ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن ، إلا كفر الله به من خطاياه " فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد ، يكفر بها من سيئاته ، ولا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه فليس للعبد أن يطلب الحزن ويستدعيه ويظن أنه عبادة ، وأن الشارع حث عليه ، أو أمر به ، أو رضيه ، أو شرعه لعباده ، ولو كان هذا صحيحاً لقطع حياته بالأحزان ، وصرفها بالهموم كيف وصدره منشرح ووجه باسم ، وقلبه راض ، وهو متواصل السرور ؟‍
وأما حديث هند بن أبي هالة ، في صفة النبي" انه كان متواصل الأحزان " فحديث لا يثبت وفي إسناده من لا يعرف ، وهو خلاف واقعة وحالة صلى الله عليه وسلم .
وكيف يكون متواصل الأحزان ، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها ، ونهاه عن الحزن على الكفار ، وغفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ؟‍فمن أين يأتيه الحزن ؟ّ وكيف يصل إلى قلبه ؟‍ومن أي الطرق ينساب إلى فؤاده ، وهو معمور بالذكر ، ريان بالاستقامة ، فياض بالهداية الربانية ، مطمئن بوعد الله راض بأحكامه وأفعاله ؟‍بل كان دائم البشر ، ضحوك السن ، كما في صفته " الضحوك القتال " ، صلوات الله وسلامه عليه ومن عاض في أخباره ودقق في أعماق ودقق في أعماق حياته واستجلى أيامه ، عرف أنه جاء لإزهاق الباطل ودحض القلق والهم والغم والحزن ، وتحرير النفوس من استعمار الشبه والشكوك والشرك والحيرة والاضطراب ، وإنقاذها من مهاوي المهالك ، فلله كم له على البشر من منن .
وأما الخبر المروي :" إن لله يحب كل قلب حزين " ، فلا يعرف إسناده ، ولا من رواه ولا نعلم صحته وكيف يكون هذا صحيحاً ، وقد جاءت الملة بخلافة ، والشرع بنقضه ؟‍وعلى تقدير صحته : فالحزن مصيبة من المصائب التي يبتلي الله بها عبده ، فإذا ابتلي به العبد فصبر عليه ، أحب صبره على بلائه والذين مدحوا الحزن وأشادوا به ونسبوا إلى الشرع الأمر به وتحبيذه ، أخطئوا في ذلك ، بل ما ورد إلا النهي عنه ،والأمر بضده ، من الفرح برحمة الله تعالى وبفضله وبما أنزل على رسول الله والسرور بهداية الله والانشراح بهذا الخير المبارك الذي نزل من السماء على قلوب الأولياء .
وأما الأثر الآخر : " إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحة ، وإذا أبغض عبداً جعل في قلبه مزماراً " فأثر إسرائيلي ، قيل : إنه في التوارة . وله معنى صحيح ، فإن المؤمن حزين على ذنوبه ، والفاجر لاهٍ لاعب ، مترنم فرح . وإذا حصل كسر في قلوب الصالحين فإنما هو لما فاتهم من الخيرات ، وقصروا فيه من بلوغ الدرجات ، وارتكبوه من السيئات خلاف حزن العصاة ، فإنه على فوت الدنيا وشهواتها وملاذها ومكاسبها وأغراضها فهمهم وغمهم وحزنهم لها ، ومن أجلها وفي سبيلها .
وأما قوله تعالى عن نبيه اسرائيل: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده وحبيبه ، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه ومجرد الإخبار عن الشيء لا يدل عن استحسانه ولا على الأمر به و لا الحث عليه ، بل أمرنا أن نستعيذ بالله من الزن ، فإنه سحابة ثقيلة وليل جاثم طويل ، وعائق في طريق السائر إلى معالى الأمور .
وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود ، إلا أبا عثمان الجبري ، فإنه قال : الحزن بكل وجه فضيلة ، وزيادة للمؤمن ، ما لم يكن بسبب معصية قال : لأنه إن لم يوجب تخصيصاً ، فإنه يوجب تمحيصاً.
فيقال : لا ريب أنه محنة وبلاء من الله ، بمنزلة المرض والهم والغم وأما أنه من منازل الطريق، فلا .
فعليك بجلب السرور واستدعاء الانشراح ، وسؤال الله الحياة الطيبة والعيشة الرضية ، وصفاء الخاطر ، ورحابة البال ، فإنه نعم عاجلة ، حتى قال بعضهم : إن في الدنيا جنة ، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
والله المسؤول وحده أن يشرح صدورنا بنور اليقين ، ويهدي قلوبنا لصراطة المستقيم ، وأن ينقذنا من حياة الضنك والضيق .






قديم 18-08-11, 01:07 am   رقم المشاركة : 35
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

وقــفــة

هيا نهتف نحن وإياك بهذا الدعاء الحار الصادق فإنه لكشف الكربوالهم والحزن :
"
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرشالعظيم ، لا إله غلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ، يا حي يا قيوملا إله إلا أنت برحمتك أستغيث "
"
اللهم رحمتك أرجو ،فلا تكلني إلى نفسي طرفةعين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت "
"
استغفر الله الذي لا إله إلا هوالحي القيوم وأتوب إليه "
"
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
"
اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك، أسألك بكم أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ،أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاءحزني ، وذهاب همي "
"
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال "
"
حسبنا الله ونعم والوكيل "






قديم 18-08-11, 01:10 am   رقم المشاركة : 36
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

ابـتــسم

الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهمللأحزان ، وله قوة عجيبة في فرح الروح ، وجذل القلب ، حتى قال أبو الدرداء : إنييضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه ،rلأنصحك حتى يكون إجماماً لقلبي وكان اكرم الناسوهذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودواءها .
والضحك ذروة الإنشراح وقمةالراحة ونهاية الانبساط ولكنه ضحك بلا إسراف : ط لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك(فتبسم ضاحكاً من قولها)تميت القلب " ولكن التوسط : وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، ومن نعيم(فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون)وليس ضحك الاستهزاء والسخرية : (فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون)أهل الجنة الضحك :
وكانت العرب تمدحضحوك السن ، وتجعله دليلاً على سعة النفس وجودة الكف ، وسخاوة الطبع ، وكرم السجايا، ونداوة الخاطر :
ضحوك السن يطرب للعطايا **** ويفرح إن تعرض بالسؤال
وقالزهير في "هرم" :
تراه إذا ما جئته متهللاً **** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
والحقيقة أن الإسلام بني على الوسطية والاعتدال في العقائد والعبادات والأخلاقوالسلوك ، فلا عبوس مخيف قاتم ، ولا قهقهة مستمرة عابثة ، لكنه جد وقور ، وخفة روحواثقة .
يقوم أبو تمام :
نفسي فداء أبي علي إنه **** صبح المؤمل كوكبالمتأمل
فكه يجم الجد أحياناً وقد **** ينضو ويهزل عيش من لم يهزل
إنثم)انقباض الوجه والعبوس علامة على تذمر النفس ، وغليان الخاطر ، وتعكر المزاج : (عبس وبسر
وجوهم من سواد الكبر عابسة **** كأنما أوردوا غصباً إلى النار
ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً **** مثل النجوم التي يسري بها الساري
"


ولوأن تلقى أخاك بوجه طلق "
يقول أحمد أمين في " فيض الخاطر " : " ليس المبتسمونللحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط ، بل هو كذلك أقدر على العمل ، وأكثر احتمالاًللمسؤولية ، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمور إليتنفعهم وتنفع الناس .
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير ، وبين نفس راضيةباسمة ، لاخترت الثانية ، فما المال مع العبوس؟! وما المنصب مع انقباض النفس ؟! وماكل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب ؟! وما جمالالزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيماً ؟! لخير منها - ألف مرة - زوجة لم تبلغ مبلغهافي الجمال وجعلت بيتها جنة .
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة ممايعتري طبيعة الإنسان من شذوذ ، فالزهر باسم والغابات باسمة ، والبحار والأنهاروالسماء والنجوم والطيور كلها باسمة وكان الإنسان بطبعه باسماً في نغمات الطبيعةالمنسجمة ومن أجل هذا لا يرى الجمال من عبست نفسه ، ولا يرى الحقيقة من تدنس قلبه ،فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره وبواعثه فإذا كان العمل طيباً والفكرنظيفاً والبواعث طاهرة ، كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقياً فرأى الدنيا جميلةكما خلقت ، وإلا تغبش منظاره ، واسود زجاجه ، فرأى كل شيء أسود مغبشاً .
هناكنفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء ، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة ، هناكالمرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ ، فاليوم أسود ، لأن طبقاً كسر ، ولأننوعاً من الطعام زاد الطاهي في ملحه ، أو لأنها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة ،فتهيج وتسب ، ويتعدى السباب إلى كل من في البيت ، وإذا هو شعلة من نار ، وهناك رجلينغص على نفسه وعلى من حوله ، من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلاً سيئاً ، أو من عملتافه حدث له ، أو حدث منه ، أو من ربح خسره ، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث ، أونحو ذلك ، فإذا الدنيا كلها سوداء في نظره ، ثم هو يسودها على من حوله هؤلاء عندهمقدرة على المبالغة في الشر ، فيجعلون من الحبة قبة ، ومن البذرة شجرة ، وليس عندهمقدرة على الخير ، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً ، ولا ينعمون بما نالوا ولوعظيماً .
الحياة فن ، وفن يتعلم ، ولخير للإنسان أن يجد في وضع الأزهاروالرياحين والحب في حياته ، من أن يجد في تكديس المال في جيبه أو في مصرفه ماالحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال ، ولم يوجه أي جهد لترقية جانب الجمالوالرحمة والحب فيها ؟! .
أكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة ، وإنمايفتحونها للدرهم والدينار ، يمرون على الحديقة الغناء والأزهار الجميلة والماءالمتدفق والطيور المغردة ، فلا يأبهون لها ، وغنما يأبهون لدينار يأتي ودينار يخرجقد كان الدينار وسيلة للعيشة السعيدة ، فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة ،فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من أجل الدينار ، وقد ركبت فينا العيون لنظرالجمال ، فعودناها ألا تنظر إلا إلى الدينار .
ليس يعبس النفس والوجه كاليأس ،فإن أردت الابتسام فحارب اليأس إن الفرصة سانحة لك وللناس ، والنجاح مفتوح بابه لكوللناس ن فعود عقلك تفتح الأمل وتوقع الخير في المستقبل .
إذا اعتقدت أنك مخلوقللصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير ، وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائمالأمور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز ، وتنفذ منها إلى الساحة الفسيحة والغرضالأسمى ، ومصداق ذلك حادث في الحياة المادية ، فمن دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعبإذا هو قطعها ، ومن دخل مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب من المائة والمائتينفالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض ، حدد غرضك ، وليكن سامياً صعب المنال، ولكن لا عليك في ذلك ما دمت كل يومتخطو إليه خطواً جديداً إنما يصد النفسويعبسها ويجعلها في سجن مظلم : اليأس وفقدان الأمل ، والعيشة السيئة برؤية الشرور ،والبحث عن معايب الناس والتشدق بالحديث عن سيئات العالم لا غير .
وليس يوفقالإنسان في شيء كما يوفق إلى مرب ينمي ملكاته الطبيعية ، ويعادل بينها ويوسع أفقه ،ويعوده السماحة وسعة الصدر ، ويعلمه أن خير غرض يسعى إليه أن يكون مصدر خير للناسبقدر ما يستطيع ، وأن تكون نفسه شمساً مشعة للضوء والحب والخير ، وأن يكون قلبهمملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ، وحباً لإيصال الخير لكل من اتصل به .
النفسالباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها ، تنظرها فتبسم ، وتعالجها فتبسم ، وتتغلبعليها فتبسم ، والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلفها ، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرتهمتها وتعللت لو وإذا وإن وما الدهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته ، إنه يود النجاحفي الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه ، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتىتمطر السماء ذهباً أو تنشق الأرض عن كنز .
إن الصعاب في الحياة أمور نسبية ،فكل شيء صعب جداً عند النفس الصغيرة جداً ، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمةوبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماًبالفرار منها وإنما الصعاب كالكلب العقور ، إذا رءاك خفت منه وجريت ، نبحك وعداوراءك ، وإذا رءاك تهزأ به ولا تعيره اهتماماً وتبرق له عينيك أفسح الطريق لكوانكمش في جلده منك .
ثم لا شيء أقتل من شعورها بضعتها وصغر شأنها وقلة قيمتها، وأنها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم ، ولا ينتظر منها خير كبير . هذا الشعوربالضعة يفقد الإنسان الثقة بنفسه والإيمان بقوتها ، فإذا أقدم على عمل ارتاب فيمقدرته وفي إمكان نجاحه ، وعالجه بفتور ففشل فيه الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليهاعماد النجاح في الحياة ، وشتان بينها وبين الغرور الذي يعد رذيلة ، والفرق بينهماأن الغرور اعتماد النفس على الخيال وعلى الكبر الزائف ، والثقة بالنفس اعتمادها علىمقدرتها على تحمل المسؤولية وعلى تقوية ملكاتها وتحسين استعدادها .
يقول إيلياأبو ماضي :
قال : " السماء كئيبة !"وتجهما **** قلت : ابتسم يكفي التجهنم فيالسما!
قال : الصبا ولى ! فقلت له : ابتسم **** لن يرجع الأسف الصبا المنصرما!
قال : التي كانت سمائي في الهوى **** صارة لنفسي في الغرام جهنما
خانتعهودي بعدما ملكتها **** قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسما!
قلت : ابتسم و اطرب فلوقارنتها **** قضيت عمرك كله متألماً !
قال : التجارة في صراع هائل **** مثلالمسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسئلولة محتاجة **** لدم وتنفث كلما لهثت دما !
قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها **** وشفائها ، فإذا ابتسمت فربما
أيكونغيرك مجرماً ، وتبيت في **** وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال : العدى حولي علتصيحاتهم **** أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمهم **** لو لم تكن منهم أجل وأعظما !
قال : المواسم قد بدت أعلامها **** وتعرضت ليفي الملابس والدمي
وعلي للأحباب فرض لازم **** لكن كفى ليس تملك درهما
قلت : ابتسم : يكيفيك أنك لم تزل **** حياً ، ولست من الأحبة معدما!
قال : اللياليجرعتني علقماً **** قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنماً **** طرح الكآبة جانباً وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهماً **** أم أنت تخسربالبشاشة مغنما ؟
يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن **** تتثلما ، والوجه أن يتحطما
فاضحك فغن الشهب تضحك والدجى **** متلاطم ولذا نحب الأنجما !
قال : البشاشةليس تسعد كائناً **** يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت : ابتسم ما دام بينكوالردى **** شبر ، فإنك بعد لن تتبسما .
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه ،وانشراح الصدر وأريحية الخلق ، ولطف الروح ولين الجانب ، " إن الله أوحى إلي أنتواضعوا ، حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد "






قديم 18-08-11, 01:10 am   رقم المشاركة : 37
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

وقــفــه
لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئاً ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح ؟! مات ولدك فحزني فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحاً ؟!
لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكداً ،وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع .
لا تحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام، ولا أولاد نجباء .
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقماً ، والوردةحنظلة والحديقة الصحراء قاحلة ، والحياة سجناً لا يطاق .
لا تحزن : وأنت عندكعينان وأذنان وشفتان ، ويدان ورجلان ولسان ، وجنان و أمن وأمان ، وعافية في الأبدان(فبأى ألاء ربكما تكذبان):
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبزتأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن ؟!






قديم 18-08-11, 01:13 am   رقم المشاركة : 38
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

نعمة الألم

الألم ليس مذموماً دائماً ولا مكروهاً أبداً ، فقد يكون خيراً للعبد أن يتألم
إن الدعاء الحار يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالماً جهبذاً ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدباً مؤثراً خلاباً ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة ومعاناة الكاتب تخرج نتاجاً حياً جذاباً يمور بالعبر والصور والذكريات .
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولاً مترهلاً فاتراً .
وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص تبقى قصائده ركاماً من رخيص الحديث ، وكتلا ًمن زبد الفول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفظ بها فمه ولم يعشها قلبه وجوانحه .
وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانهم ، وأبر قلوباً ، وأصدق لهجة ، وأعمق علماً ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر التشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثلة المجتباة ، آيات في الطهر ، ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولاوأعلاماً في النبل ، ورموزاً في التضحية ، مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئاً يغيط الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين
وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياءً **** فليس تزور إلا في الظلام
والنابغة خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس :
فإنك شمس والملوك كواكب **** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثير أولئك الذين آثروا الحياة ، لأنهم تألموا .
إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعاً إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين النفس ،
ذكرت بهذا شاعراً عاش المعاناة والأسى وألم الفراق ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة ، بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى **** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا **** بني بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا **** برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة **** ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
و بأطراف الأسنة مضجعي **** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما **** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التي ثارت حمماً من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته .
إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف فعلم ما في قلوبهمالقلوب ، وتغوص في أعماق الروح ، لأنه يعيش الألم والمعاناة ، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً
لا تعذل المشتاق في أشواقه **** حتى يكون حشاك في أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح ، لأنهم قالوها بلا عناء ، نظموها في رخاء ، فجاءت قطعاً من الثلج وكتلا من الطين
ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السمع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، يقولون بأفواههم ما ليس فيلأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ولا ألم ولا معاناة قلوبهم
فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به ،) وذقه وتفاعل معه، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس
فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج)







قديم 18-08-11, 01:15 am   رقم المشاركة : 39
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

نعمة المعرفة
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ .
الجهلُ موتٌ للضميرِ وذَبْحٌ للحياةِ ، ومَحْقٌ للعمرِ ﴿ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ .
والعلمُ نورٌ البصيرة ، وحياةٌ للروحِ ، ووَقُودٌ للطبعِ ، ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ﴾ .
إنَّ السرورَ والانشراحَ يأتي معَ العلم ، لأنّ العلمَ عثورٌ على الغامضِ ، وحصولٌ على الضَّالَّة ، واكتشافٌ للمستورِ ، والنفسُ مُولَعةٌ بمعرفةِ الجديدِ والاطلاعِ على المُسْتَطْرَفِ .
أمَّا الجهلُ فهوَ مَلَلٌ وحُزْنٌ ، لأنه حياةٌ لا جديدَ فيها ولا طريفَ ، و لا مستعذَباً ، أمسِ كاليومِ ، واليومَ كالغدِ .
فإنْ كنتَ تريدُ السعادةَ فاطلبِ العلمَ وابحثْ عن المعرفةِ وحصِّل الفوائدَ ، لتذهبَ عنكَ الغمومُ والهمومُ والأحزانُ ، ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ ، ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ . ((من يردِ اللهُ به خيراً يفقِّههُ في الدينِ )). ولا يفخرْ أحدٌ بمالِهِ أو بجاهِهِ ، وهو جاهلٌ صفْرٌ من المعرفةِ ، فإنَّ حياتَه ليستْ تامَّةً وعمرُه ليس كاملاً : ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ﴾ .
قال الزمخشريُّ :
سهري لتنقيحِ العلومِ ألذُّ لي
مِنَ وَصْلِ غانيةٍ وطيِبِ عنِاقِ
وتمايُلي طرَباً لحلِّ عويصةٍ
أشهى وأحلى من مُدامةِ ساقي
وصريرُ أقلامي على أوراقها
أحلى من الدَّوْكاءِ والعشَّاقِ
وألذُّ من نقرِ الفتاةِ لدُفِّها
نقري لأُلقي الرملَ عن أوراقي
يا مَنْ يحاول بالأماني رُتْبتي
كمْ بين مُسْتَغْلٍ وآخرَ راقي
أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ
نوماً وتبغي بعدَ ذاكَ لحِاقي
ما أشرفَ المعرفة ، وما أفرحَ النفسَ بها ، وما أثلجَ الصدرَ ببرْدها ، وما أرحبَ الخاطرَ بنزولها ، ﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ﴾ .






قديم 18-08-11, 01:50 am   رقم المشاركة : 40
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

فن السرور

من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن فيسروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا : إن السرور فن يدرس ، فمنعرف كيف يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعمالتي من بين يديه ومن خلفه .
والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلايهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ، ولا ينزعج للتوافه وبحسب قوة القلب وصفائهتشرق النفس .
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموموالحزان ، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات .
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا **** فأهون ما تمر به الوحول
ومن أعداء السرورضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب ، ونسيان العالم وما فيه ،والله قد وصف أعداءه بأنهم (أهمتهم أنفسهم( فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين إن عليوعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحياناً ، ونبتعد عن ذواتنا أزماناً لننسي جراحناوغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين .
من الأصولفي فن السرور : أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش ن فإنك إنتركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان ، وقرأ عليك المآسي منذ ولدتكأمك . إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل وهز كيانك)وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد (وتوكل على الحى الذي لا يموت( .




ومن الأصول أيضاً في دراسة السرور : أن تعطي الحياةقيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود ،لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث ، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها ،ويحزن على ما فات منها صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودهامفقود ، سيدها محسود ، ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها . أبني أبينا نحنأهل منازل **** أبداً غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر **** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى **** كنزوا الكنوز فلابقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه **** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرسإذا نودوا كأن لم يعلموا **** أن الكلام لهم حلال مطلق
وفي الحديث : " إنماالعلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم "
وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعهواجتلاب بسمته ، واقتناص أسبابه ، وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعاً .
إن الحياةالدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم
حكم المنية في البرية جاري **** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبراً **** ألفيته خبراًمن الأخبار
طبعت على كدر ، وأنت تريدها **** صفواً من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها **** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيلفإنما **** تبني الرجاء على شفير هار
والعيش نوم والمنية يقظة **** والمرءبينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما **** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا **** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصتمسالماً **** طبع الزمان عداوة الأحرار
والحقيقة التي لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خلقت هكذا (لقد خلقنا الانسان في كبد ) ,(نا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه),(ليبلوكم ايكم احسن عملا ) ولكن المقصود ان تخفف من حزنك وهمك وغمك اما قطع الحزن بالكليه فهذا في جنات النعيم ولذلك يقول المنعمون في الجنة (الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن )وهذا دليل على انه لم يذهب عنه الا هناك كما ان كل الغل لا يذهب الا بالجنه(ونزعنا ما في صدورهم من غل ), فمن عرف حالة

الدنيا وصفتها ، عذرها على صدودها وجفائها وغدرهاوعلم أن هذا طبعها وخلقها ووصفها .
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا **** فكأنهاحلفت لنا أن لا تفي
فإذا كان الحال ما وصفنا والأمر كما ذكرنا ، فحري بالأريبالنابه أن لا يعينها على نفسه ، بالاستسلام للكدر والهم والغم والحزن ، بل يدافع هذه المنغصات بكل ما اوتي من قوه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ,(فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ).






قديم 18-08-11, 01:51 am   رقم المشاركة : 41
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

وقفــة

لا تحزن : إن كنت فقيراًفغيرك محبوس في دين ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل ، فسواك مبتور القدمين ، وإن كنتتشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ومن سنوات ، وإن فقدت ولداً فسواكفقد عدداً من الأولاد في حادث واحد .
لا تحزن : لأنك مسلم آمنت بالله وبرسلهوملائكته واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره ، وأولئك كفروا بالرب وكذبوا الرسلواختلفوا في الكتاب ، وجحدوا اليوم الآخر ، وألحدوا في القضاء والقدر .
لا تحزن : إن أذنبت فتب ، وإن أسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والبابمفتوح ، والغفران جم ، والتوبة مقبولة .
لا تحزن : لأنك تقلق أعصابك ، وتهزكيانك وتتعب قلبك ، وتقض مضجعك ، وتسهر ليلك .
قال الشاعر :
ولرب نازلةيضيق بها الفتى **** ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها **** فرجت وكان يظنها لا تفرج






قديم 18-08-11, 02:02 am   رقم المشاركة : 42
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

ضــبــط الـعــواطــف

تتأجج العواطفوتعصف المشاعر عند سببين : عند الفرحة الغامرة ، والمصيبة الداهمة ، وفي الحديث:"اني نهيت عن صوتين احمقين فاجرين :صوت عند نعمه وصوت عند مصيبه ".(إنما الصبر عند الصدمة الاولى )
فمن ملك مشاعره عند الحدث الجاثم وعند الفرح الغامر ، استحق مرتبة الثبات ومنزلةالرسوخ ، ونال سعادة الراحة ، ولذة الانتصار على النفس ، والله جل في علاه وصفالإنسان بأنه فرح فخور ، وإذا مسه الشر جزوعاً ، وإذا مسه الخير منوعاً ، إلاالمصلين فهم على وسطية في الفرح والجزع ، يشكرون في الرخاء ويصبرون في البلاء .
إن العواطف الهائجة تتعب صاحبها أيما تعب ، وتعنيه وتؤلمه وتؤرقه ، فإذا غضباحتد وأزبد وأرعد وتوعد وثارت مكامن نفسه ، والتهبت حشاشته ، فيتجاوز العدل ، وإنفرح طرب وطاش ، ونسي محاسنه وطمس فضائله ، وإذا أحب آخر خلع عليه أوسمة التبجيلوأوصله إلى ذروة الكمال وفي الأثر : " أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضكيوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما ، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما " وفي الحديث : " وأسالك العدل في الغضب والرضا "
فمن ملك عاطفته وحكم عقله ، ووزن الأشياء وجعل لكل شئ قدرا أبصر الحق وعرف الرشد ووقع على الحقيقة ،(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ). إن الاسلام جاء بميزان القيم والأخلاق والسلوك مثلما جاء بالنهج السوي والشرع الرضي والملة المقدسة(وكذلك جعلناكم أمة وسطا ). فالعدل مطلب ملح في المثل مثلما هو مطلوب في الأحكام فإن الدين بني على الصدق والعدل ,الصدق في الأخبار ، والعدل في الأحكام والأقوال والأفعال والأخلاق )وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً(






قديم 18-08-11, 02:22 am   رقم المشاركة : 43
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

سعادة الـصـحابةِ بمحمد صلى الله عليه وسلم


لقد جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالدعوة الربانية، ولم يكن له دعاية من دنيا ، فلم يلق إليه كنز ، وما كانت له جنة يأكل منها ، ولميسكن قصراً ، فأقبل المحبون يبايعون على شظف من العيش ، وذروة من المشقة ، يومكانوا قليلاً مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس من حولهم ، ومع ذلك أحبهأتباعه كل الحب .
حوصروا في الشعب ، وضيق عليهم في الرزق ، وابتلوا في السمعةوحوربوا من القرابة ، وأوذوا من الناس ، ومع هذا أحبوه كل الحب .
سحب بعضهم علىالرمضاء ، وحبس آخرون في العراء ، ومنهم من تفنن الكفار في تعذيبه وتأنقوا فيالنكال به ، ومع هذا أحبوه كل الحب .
سلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم ،طردوا من مراتع صباهم وملاعب شبابهم ومغاني أهلهم ، ومع هذا أحبوه كل الحب .
ابتلي المؤمنون بسبب دعوته ، وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وبلغت منهم القلوبالحناجر وظنوا بالله الظنونا ومع هذا أحبوه كل الحب .
عرض صفوة شبابهم للسيوفالمصلتة فكانت على رؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة.
وكأن ظل السيف ظل حديقة **** خضراء تنبت حولنا الأزهارا
وقد رجالهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم فينزهة ، أو في ليلة عيد ، لأنهم أحبوه كل الحب .
يرسل أحدهم برسالة ويعلم أنه لنيعود بعدها إلى الدنيا فيؤدي رسالته ويبعث الواحد منهم في مهمة ويعلم أنها النهايةفيذهب راضياً لأنهم أحبوه كل الحب .
ولكن لماذا أحبوه وسعدوا برسالته ،واطمأنوا لمنهجه واستبشروا بقدومه ، ونسوا كل ألم وكل مشقة وجهد ومعاناة من أجلاتباعه ؟
إنهم رأوا فيه كل معاني الخير والفرح وكل علامات البر والحق ، لقد كانآية للسائلين في معالي الأمور . لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه ، وأثلج صدورهم بحديثه، وأفعم أرواحهم برسالته .
لقد سكب في قلوبهم الرضا ، فما حسبوا للآلام في سبيلدعوته حساباً وأفاض على نفوسهم من اليقين ما أنساهم كل جرح وكدر وتنغيص .
صقلضمائرهم بهداه ، وأنار بصائرهم بسناه ، ألقى عن كواهلهم آصار الجاهلية ، وحط عنظهورهم أوزار الوثنية ، وخلع من رقابهم تبعات الشرك والضلال ن وأطفأ من أرواحهم نارالحقد والعداوة ، وصب على المشاعر ماء اليقين ، فهدأت نفوسهم وسكنت أبدانهم ،واطمأنت قلوبهم وبردت أعصابهم .
وجدوا لذة العيش معه ، والأنس في قربه ، والرضافي رحابه ، والأمن في اتباعه ، والنجاة في امتثال أمره ، والغنى في الاقتداء به.
(وما ارسلناك الا رحمه للعالمين ),(وانك لتهدي الى صراط مستقيم ),(ويخرحهم من الظلمات الى النور ),(هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ),(ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم ),(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ).(وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ).
لقد كانوا سعداء حقاًمع إمامهم وقدوتهم وحق لهم أن يسعدوا ويبتهجوا .

اللهم صل وسلم على محرر العقول من أغلال الانحراف ، ومنقذالنفوس من ويلات الغواية ، وارض عن الأصحاب والأمجاد ، جزاء ما بذلوا وقدموا .






قديم 23-08-11, 07:09 am   رقم المشاركة : 44
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً
Lightbulb اطرد الملـل من حياتك



اطرد الملـل من حياتك

إن من يعش عمره على وتيرة واحدة جدير إن يصيبه الملل, لان النفس ملولة, فان الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة, ولذلك غاير سبحانه وتعالى بين الأزمنة والأمكنة, والمطعومات والمشروبات, والمخلوقات, ليل ونهار, وسهل وجبل, وابيض وأسود, وحار وبارد, وظل وحرور, وحلو وحامض, وقد ذكر الله هذا التنوع والاختلاف في كتابه: {{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه }} , {{ متشابه وغير متشابه}} ,{{ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها}}.
وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام, لأنهم أداموا أكله : {{ لن تصبر على طعام واحد}}.
وكان المأمون يقرأ مرة جالساً, ومرة قائما ً, ومرة وهو يمشي, ثم قال: النفس ملولة{ الذين يذكرون الله قيما ً وقعودا ً وعلى جنوبهم}}.
ومن يتأمل العبادات, يجد التنوع والجدة, فأعمال قلبية وقولية وعملية ومالية, صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد, والصلاة قيام وركوع وسجود وجلوس, فمن أراد الارتياح والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع في عمله, واطلاعه وحياته اليومية, فعند القراءة مثلاً ينوع الفنون, مابين قرآن وتفسير وسيرة وحديث وفقه وتاريخ وأدب وثقافة عامة, وهكذا, يوزع وقته مابين عبادة وتناول مباح, وزيارة واستقبال ضيوف, ورياضة ونزهة, فسوف يجد نفسه متوثبة مشرقة, لأنها تحب التنويع وتستملح الجديد.






قديم 23-08-11, 07:10 am   رقم المشاركة : 45
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً
Lightbulb دعِ القَلَقَ


دعِ القَلَقَ

لا تحزنْ ، فإنَّ ربك يقولُ :
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾:
وهذا عامٌّ لكلِّ من حمَلَ الحقَّ وأبصرَ النورَ ، وسلَكَ الهُدَى .

﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
إذاً فهناك حقٌّ يشرحُ الصدور ، وباطلٌ يقسِّيها .

﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾
فهذا الدينُ غايةٌ لا يصلُ إليها إلا المسدَّد .

﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾
يقولُها كلُّ منْ يتيقَّنَ رعاية اللهِ ، وولايته ولطفه ونصرَه.

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
كفايتُه تكفيك ، وولايتُه تحميك .

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
وكلُّ منْ سلك هذهِ الجادَّة حصل على هذا الفوزِ .

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾
وما سواهُ فميِّتٌ غَيْرُ حيٍّ ، زائلٌ غَيْرُ باقٍ ، ذليلٌ وليس بعزيزٍ .

﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ{127} إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾
فهذهِ معيتهُ الخاصةُ لأوليائِهِ بالحفظِ والرعايةِ والتأييدِ والولايةِ ، بحسبِ تقواهمْ وجهادِهمْ .

﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
علوّاً في العبوديةِ والمكانةِ .

﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾.
﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾.
وهذا عهدٌ لنْ يخْلَفَ ، ووعدٌ لنْ يتأخَّرَ .
﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44}فَوَ قَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾.
﴿ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾.
لا تحزنْ وقدِّرْ أنكَ لا تعيشُ إلا يوماً واحداً فَحَسْبُ ، فلماذا تحزنُ في هذا اليومِ ، وتغضبُ وتثورُ ؟!
في الأثرِ :
" إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ " .

والمعنى : أن تعيشَ في حدودِ يومِك فَحَسْبُ ، فلا تذكرِ الماضي ، ولا تقلقْ من المستقبلِ .
إنَّ الاشتغالَ بالماضي ، وتذكُّرَ الماضي ، واجترار المصائبِ التي حدثتْ ومضتْ ، والكوارثَ التي انتهتْ ، إنما هو ضَرْبٌ من الحُمْقِ والجنونِ .

يقول المَثَلُ الصينيُّ :
لا تعبرْ جِسْراً حتى تأتيَه .

ومعنى ذلك : لا تستعجلِ الحوادثَ وهمومَها وغمومَها حتى تعيشَها وتدركَها .
يقولُ أَحَدُ السلفِ : يا ابن آدمَ ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ :
أمسُكَ وقدْ ولَّى
وغدُكَ ولمْ يأتِ
ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه .

كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ ؟!
كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى ؟!
فيعيدهُ على ذاكرتِهِ ، ويتألمُ لهُ ، وألمُه لا ينفعُه ! .

ومعنى :
(( إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ ))
أيْ : أن تكونُ قصيرَ الأملِ ، تنتظرُ الأجَلَ ، وتُحْسِنُ العَمَلَ ، فلا تطمحْ بهمومك لغيرِ هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه ، فتركّزَ جهودكَ عليه ، وتُرتِّبَ أعمالَكَ ، وتصبَّ اهتمامَك فيهِ ، محسِّناً خُلقَكَ مهتمّاً بصحتِك ، مصلحاً أخلاقَكَ مع الآخرين






موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 08:04 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة