لطالما سعى الأفراد على مرّ التاريخ للخوض في العديد من المجالات المختلفة في الحياة. فتعطّشهم المستمر في البحث عن المعرفة جعلهم في اتصالٍ وثيق مع الثقافات الأخرى، ووفّر لهم وسائل لنقل آرائهم إلى الثقافات والحضارات الأخرى التي تختلف عنهم أو التي تشابههم على حدٍ سواء. وأحد أهم هذه الوسائل الفعّالة لضمان هذا التبادل الثقافي هو الترجمة.
لقد كانت ترجمة النصوص الدينية والإسلامية عنصراً أساسياً في نشر الرسالة الإلهية على مر التاريخ. وتم استخدامها أيضاً لتدريس معتنقي الدين الجُدد أساسيات الدين ولعكس جمال الإيمان والأخلاق في جميع أنحاء العالم. وبوصفها أداةً قوية للأغراض التبشيرية، ينبغي أن تكون الترجمة صحيحة ودقيقة قدر الإمكان، ويجب أن تكون في توافق مع الإيمان والمعتقدات والفطرة السليمة.
وللقيام بذلك، يجب أن يكون المترجم قادراً على فهم النص المصدر الأصلي ونقله بأمانة ودقة وبشكلٍ متكامل إلى لغة الجمهور المتلقي دون إضافة أو حذف جزء واحد من المحتوى الأصلي. كما يجب أن تكون الترجمة نموذجية وطبيعية قدر الإمكان من أجل أن تعكس لهجة وأسلوب اللغة المصدر كما لو أن النص المترجم كان مكتوباً أصلاً بلغة الجمهور المتلقي نفسه.
إن نقل النصوص الإسلامية من لغة إلى أخرى ينطوي على الدراسة العلمية للغة، بما في ذلك علم الأصوات والصرف والنحو والدلالات والكثير غير ذلك. كما أن ترجمة النصوص الدينية ليست مهمة سهلة على الإطلاق لأن المترجم يتعرض في كل وقت إلى العديد من المشاكل مثل التكافؤ والبنية النحوية والصعوبات الأخرى التي ترتبط أساساً بعالم الخطاب. وبعبارة أخرى، ينبغي أن يكون المترجم على بينة من الاختلافات بين الثقافات و أن يبحث عن المعاني الأنسب في أي ثقافة معينة. وهذا يعني أنه على المترجم أن يكون وفياً للقارئ والنص على حد سواء.
وفي الختام، يجب أن يكون المترجم مبدعاً في لغته الأم من أجل أن يكون قادراً على نقل الرسالة الواردة في النص الأصلي في صيغة دقيقة ومفهومة ومبدعة قدر الإمكان. لذلك لا ينبغي للمترجم الموهوب أن يقوم بتضليل جمهوره المستهدف بنقل ترجمة خاطئة وأفكار ومعتقدات تنافي الفطرة.
خدمات الترجمة الدينية والاسلامية في مكتب الترجمة الاحترافية في مكة