بين دهاليز الحزن وعثرات الكلمات
ووجوه البائسين وأفواه من الآهات
كلها تنادي .. مات أبوك؟!
لست أفهم ما تعنونه
ولما هذه النظرات نحوي
أي نوع من البشر أنتم؟!
لطالما تفننتم في رسم البؤس
وعلت صرخاتكم فقتلتم كل نفس
وزادت طعناتكم حتى سالت العبرات دماً
ونشف الحلق وتجمد اللسان
وصار كل شيء أمامي أسودا
بالله عليكم ماذا تريدون أكثر من ذلك؟!!!!
أنا طفل .. فارحموني
لم يمت أبي .. فارحلوا عنا
هو موجود بين أحضاني وذكرياتي
رائحته إلى الآن تعبق البيت روحا وريحانا
لا أريدكم أيها المتطفلون
ولا أريد أن تنشروا رائحة العزاء في بيتنا
شكرا لحضوركم .. فانصرفوا
آآآه منكم
ألا يكفي العنــــاء ؟!
ألا يكفي هذا العــــذاب؟!
ربما لن تكفي هذه الدموع لسحق نظراتكم القاسية
فرجاء ارحلوا بعيدا عنا
سألقي كل التوسلات عليكم
لكن ارحلوا خارج نطاق حدودنا
واتركونا نعاني لوحدنا
فقد مات أبي حقا
ورحل عنا
وبدأت مسيرة الشقاء ...