خالد العويد -صحيفة الرياض - اليوم الجمعه:
وصل الإحباط إلى ذروته خلال الأيام الماضية، مع عودة مؤشر الأسهم إلى تسجيل قاع جديد يبلغ 6861نقطة، وأصبح التشاؤم سيد الموقف، وتعالت صيحات البعض بالخروج من السوق، فلم يعد بالإمكان تحمل أكثر مما كان.
خلال الأشهر الماضية، اتفقت جميع التقارير والتوصيات من البنوك، والمؤسسات الاستثمارية، على ان السوق السعودي أصبح مجالا خصبا للاستثمار، وفي الاتجاه المقابل تعالت الأصوات المشككة في هذه التقارير، وأنها ليست سوى جزء من نظرية المؤامرة، بهدف اصطياد مزيد من الضحايا، وتصريف بقية الأسهم عليهم.
ورغم وصول مؤشرات السوق إلى أرقام تاريخية مغرية، فلا نزال نسمع عبارات مثل التصريف، وقاع الأربعة والخمسة ألاف نقطة، ووصل الأمر إلى التشكيك في جدوى الاستثمار في هذا السوق، لدرجة أن من يتحدث بهذه المفاهيم حاليا يقابل بلهجة الاستهجان، ويوصف بالعيش في كوكب آخر وغير مدرك لحقيقة التغيرات في الأسواق المالية على حد زعمهم.
خلال رحلة الصعود الماضية ارتكبت العديد من الأخطاء من قبل الهيئة والمتعاملين، فتأخير إدراج الشركات احد ابرز أخطاء الهيئة التي لا تغتفر، أما المتداولون فكان خطأهم الكبير ،التعامل مع السوق بالعاطفة، والنظرة الأحادية الصعودية، وليس بالمنطق الاستثماري ولغة الأرقام، ففي ذروة الصعود شاهدنا من يبيع عقاره بثمن بخس، ليلحق على أسهما بمكررات فلكية، رغم تحذير مؤسسات الاستثمار العريقة، من تطورات الوضع وقرب الانفجار. إلا انه مثلما ضخمت دورة الارتفاع السابقة بفعل المضاربات يحدث الوضع نفسه وتضخم دورة الهبوط بنفس المستوى والقوة.
حاليا تتكرر الصورة بالمقلوب، فالجهات والمؤسسات الاستثمارية تحث على الشراء والتمسك بالأسهم ذات الأصول القوية، والأرباح المتنامية. في الوقت الذي نجد فيه من يبيع أسهمه بالأسعار الحالية، ليلحق بقطاع العقار رافضا الاعتراف بشيء اسمه الاستثمار في سوق الأسهم .
لقد أثبتت التجارب سوق الأسهم - الذي لن تطول أحزانه بمشيئة الله - أن المستثمرين في السوق هم الذين يسلكون الطريق الأكثر سلامة وضمانا لتنمية رؤوس أموالهم، ولإثبات ذلك نسوق المثالين التاليين :
من استثمر في أسهم مصرف الراجحي في 1989م بمائة ألف ريال، أي ألف سهم فان قيمة أسهمه حاليا، رغم الهبوط تبلغ 13مليون ريال، ومن استثمر في البنك السعودي للاستثمار في نفس العام وبنفس المبلغ على سبيل المثال، فان قيمة أسهمه تبلغ حاليا 17.2مليون ريال، وهي صورة تنطبق على الكثير من الشركات الاستثمارية في السوق، علما أن الإحصائية لا تشمل الأرباح الموزعة على مدى السنوات الماضية والتي تزيد عن مليونين وثلاثمائة ألف ريال تقريبا للكمية السابقة.
وللتوضيح أكثر فان الألف سهم من الراجحي في 1989م ارتفعت إلى ألفي سهم بعد زيادة رأس المال، من 750مليون ريال، إلى 1.5مليار ريال، ثم ارتفعت إلى أربعة آلاف سهم، مع تخفيض القيمة الاسمية من مائة ريال إلى 50ريالاً. وفي السنوات اللاحقة ارتفعت إلى 6آلاف سهم مع زيادة رأس المال إلى 2.2مليارريال،وتضاعفت إلى 12ألف سهم مع رفع رأس المال إلى 4.5مليار ريال، ثم زادت إلى 18ألف سهم مع رفع رأس المال إلى 6.7مليار ريال، وبعد تخفيض القيمة الاسمية إلى عشرة ريالات، ارتفعت الكمية إلى 90ألف سهم، وبعد زيادة رأس المال مؤخرا إلى 15مليار ريال، تضاعفت الكمية إلى 180ألف سهم تعادل قيمتها 13مليون ريال بالسعر الحالي.