يقول الله -تبارك وتعالى:
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
[سورة البقرة:155- 157]
وحينما يتأمل المؤمن مثل هذه الآية: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ البشرى هنا ما قال لأهل النعمة، ولأهل العطاء، ولأهل المِنح من المحاب، وإنما قال: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ فإذا استشعر المؤمن مثل هذا فإذا وقع له ما يوجب الصبر من الأمور المكروهة تذكر البشرى وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ خصهم بالبِشارة؛ وذلك للربط على قلوبهم وتثبيتها في حال المصائب والمكاره والآلام، وقد جُبلت هذه الحياة على ذلك.
جبلت على كدر وأنت تريدها ... صفوًا من الأقدار والأكدار
هذا لا يتحقق ولا يتأتى لأحد، فالدنيا لا تصفوا لا للأنبياء، ولا لغير الأنبياء، لا تصفوا للكبراء، ولا للصعاليك، فالكل يُكابد فيها والكل سيرحل، ولن يبقى إلا وجه الله جل جلاله فإذا أيقن المؤمن بمثل هذا وهذه البُشرى؛ فإنه يتفاءل، ويحسن ظنه بربه.