يا للخسارة ! , بالأمسِ كان للتعاون صوتاً لايبارى ويداً طولى لاتنثني واليوم بات التعاون مسكيناً مستكيناً فسبحان مغير الأحوال وسبحان من ويجعل ضعفاً بعد قوة .
إن التعاون يمر في الآونة الأخيرة من السنوات الفارطة بأسوأ سنوات اليأس وضعف الحيلة بعدما كان الابن المدلل بجانب الهلال في ردهات ودهاليز الاتحاد السعودي , علاقات متينة وتأثيراتٌ عظيمة وقرارات محالة أو مثنية والتاريخ التعاوني حافلٌ بشكلٍ لايحتاج إلى توضيح لمواقف جمة ساهمت في خدمته أو نزع الضرر منه أو انتشاله قبل وقوعه أما الآن فظلم صارخٌ يودي بهِ وانتهاكٌ فاضحٍ لايُتَوارى عنه , ولما كان هذا التحول المحزن مشاهداً وبايناً للعيان كان لابد للتعاونين البحث عن السبب والمسبب ومن يشمر عن ساعديه ويجول ويستتبع التاريخ والتحولات بشكل دقيق فإنه سيضع أصبعه على مكمن الخلل وأسباب التراجع والتأخر وأظن أن الأمر هو في تنحي رجالات التعاون وموت عزيمتهم وتراجع ولائهم وحبهم وبدأ ذلك مع وفاة القلب النابض والعاشق حد الثمالة حمد التويجري ذلك الرجل الذي هو آية ونبراساً في خدمة الكيان وتأكد ذلك الأمر فيما بعد عام 1420 ومنذ ذلك التاريخ والتعاون صريع لكل ظالم دون هوادة ودون حسيب وحقٌ ضائع لامنصف له , لنعود إلى المسببات والسبب الحقيقي هو في تراجع أعضاء الشرف البارزين ومن ذوي الوجاهة والأسماء المؤثرة التي لها ثقلٌ وهمةٌ عالية فلم يعد التعاون كما كان في القلب يجري مجرى الدم من العروق وركنوا إلى ديوانتيهم التي أسسوها في غابر الزمن وكانت مطبخاً للقرارات ولشحذ الهمم والآن أصبحت ركوناً بروداً تجاهلاً لامبالاةً تجاه الكيان وأسمه فأين الغيرة والعزة والأنفة عنهم من هذا اليوم وأكبرُ علامة وأوضح مؤشرات على غياب التأثير والمساهمة الفعالة أن لانزل نرى علاقاتهم في تلك الرموز السابقة التي تبوأت مناصب في الاتحاد السعودي كنواف بن محمد أو عبدالرحمن الدهام وغيرهم وهؤلاء لم يعدون في تلك القوة التأثيرية التي لطالما ساهمت في خدمتنا أو لجأت إلى إنقاذنا بل كدنا لانرى لهم وجود أو بصمة في حاضر الأيام فما عاد تغني تلك العلاقات اليوم بعد أن فرغ محتواها , ولم يكن ذلك مؤشراً وحيداً للتراجع التأثيري بل ساهم ذلك غياب الاستقرار الإداري فلم يعاني التعاون معناة أدارية كما في السنوات الأخيرة وما أن يتولى رئيسٌ من الرؤساء إدارته حتى يهم بالاستقالة بداية بالسكاكر ومرواً بالدهش نهاية بالزميع وأبا الخيل وعدم الثبات الإداري لأكبر سنوات ممكنة ساهمت في غياب تأسيس علاقة ميتنة مع مختلف القطاعات الرياضية فما أن يرحل أحدهم حتى يأتي الأخر ليعيد بعض الحسابات والتأسيسات وحين يتقدم خطوة فإذا به يستقيل بالإضافة إلى ذلك لاننسى أن الشخصية العامة أو الكريزما المتطلبة التي يفترض أن تكون في تلك الشخصية التي تتولى الرئاسة لم يكن لها ذلك الثقل والمكانة المعتبرة والقدرة على الاختراق داخل الاتحادات الرياضية فالشخصيات الرئاسية في الثمانيات والتسعينات ليس كأخواتها في بداية القرن الحادي والعشرون ! , ولم نشهد استقراراً رئاسياً سوى في فترة المهندس محمد السراح وإن كانت بداية متعثرة جداً وفيها الكثير من الثغرات والأخطاء ومع ذلك فإننا نشاهد أن ذلك الاستقرار أصبح له تاثيراً ملموساً في هذه السنة وهي الثالثة لرئيسنا الذي نختلف معه أحياناً ومحسوباً له تلك الخطوة التي خطاها في عودة ألق التعاون ولمعانه وعودته مجدداً إلى التأثير الذي يحتاج إلى بضع سنوات كي يكون أمراً مشاهداً شريطة الاستمرار على تلك الوتيرة ولن أسهب في الحديث عن المنجزات والمكاسب التي أصبحنا نشاهدها كنتيجة للاستقرار الإداري سواء من ناحية التوغل في الاتحاد السعودي أو استثمار العلاقات للشخصيات الرياضة وهانحن نلمس أثرها خلال الأيام الجارية ولكي يتضح الأثر فإني أعود وأكرر أن الأثر الكبير يحتج إلى سنوات قليلة قادمة مع الثبات في الخطوات .
إن الانتكاسة التي حصلت للتعاون على صعيد القوة التأثيرية داخل الاتحاد السعودي في السنوات الأخيرة كان لها نتائج بادية للعيان وهانحن نتجرع مراراته فالعلاقات مع الأندية الأخرى تضاءلت بشكل لامثيل له بينما الآخرون استفادوا منهم بشكل كبير وكانت الطعنة التي ستبقى جرحاً نزفاً وسيبقى ألمها حاداً لايندمل هو أن تجاهل نادينا من أنشاء مقرٌ له في الوقت الذي تم اعتماد منشئة لمنافسنا التقليدي نادي الرائد وهذا هو نتاج التضاؤل والتراجع والانحسار للتعاون .
تعاونوا