أعاني من ثلاثة والبديل مشكلة التعاون
رفض الاعتماد على لاعب معين وذكر أن النقص يصنع التحدي .. سليسيو
لقاء نايف الزمام
أبدى مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي التعاون البرازيلي (فرنانديز سليسيو) انزعاجه من النقص الذي يعاني منه فريق التعاون في خط الظهير الأيمن ورأس الحربة، إلا أنه أبدى ثقته في ذات الوقت بالمجموعة لديه.
(سليسيو) خلال لقائه مع "الرياضية" تحدث عن عقلية اللاعب العربي، والتي وصفها بالمتأخرة في جانب الاحتراف، كما اشتكى الحال لعدم وجود متكامل لنادي التعاون، مبديا انزعاجه من التدريب في ثلاثة ملاعب بشكل دائم.. كل ذلك وغيره من الأسرار يكشفها (سليسيو) خلا اللقاء التالي:
ـ في البداية نود معرفة تجارب المدرب فرنانديز والذي قضى أكثر من عشرين عاما في منطقة الخليج والوطن العربي.. حدثنا عنها؟
أنا قضيت (22) عاما منها خمس سنوات بالمغرب مع المنتخب الوطني الأولمبي وحققت نجاحات جيدة، ومن ثم قضيت أكثر من (17) عاما في قطر وحققت نتائج مبهرة.. أما هنا في السعودية فلم أمكث سوى شهرين فلا يمكن لي المقارنة بين التجارب الثلاث لعدم الكفاءة في المدة الزمنية.. وأتمنى أن أواصل نجاحاتي وأحقق نتائج جيدة مع نادي التعاون.
ـ بحكم خبرتك الكبيرة في المنطقة العربية.. ما رأيك في عقلية اللاعب العربي؟
عقلية اللاعب العربي ارتفعت في الآونة الأخيرة مما ساهم في ارتفاع مستوى اللاعب العربي والكرة العربية بشكل عام، كما أن الاهتمام من الجهات الرسمية والإعلام ساهم بشكل كبير في إثارة اهتمام الجماهير مما أدى إلى ارتقاء اللعبة في الوطن العربي.
ـ وما رأيك في ثقافة اللاعب السعودي الاحترافية بشكل خاص، وماذا ينقصه للاحتراف خارجيا؟
عندما تتحدث عن الاحتراف فانه يأتي بالذهن مباشرة الاحتراف في أوروبا، وهناك مسافة طويلة بين أوربا وهنا.. وهذا مرتبط باللاعب العربي الذي ظروفه لا تسمح له بتطبيق الاحتراف بشكل كامل نظرا لارتباطه بأشياء كثيرة، أما اللاعب في أوربا فمنذ نعومة أظفاره وهو يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم ويعمل على ذلك ويسخر كل إمكانياته لهذا الشيء وهو بمثابة الحلم له وما أن تأتيه الفرصة تجده يتمسك بها ويقدم كل ما عنده، وهذه أسباب كافية لعدم نجاح تجارب عديدة من اللاعبين العرب في أوربا، مع بعض الاستثناءات الناجحة.
ـ وهل عدم الاهتمام بالفئات السنية ساهم في عدم الارتقاء بمستوى اللاعب العربي من وجهة نظرك؟
الوطن العربي لم يبدأ الاهتمام بالبراعم وإنشاء الأكاديميات إلا في الفترة الأخيرة.. واللاعب العربي في الفئات السنية بشكل عام يفتقد إلى الروح التنافسية والتي تتواجد في اللاعب الأوربي والأمريكي الجنوبي بشكل خاص منذ الصغر.. كما أن الفقر له دور كبير في زرع الروح التنافسية وحرص اللاعب على الاستمرار والتطوير من مستواه الفني منذ الصغر.
ـ وهل تعاني من ضعف إمكانيات بنادي التعاون؟
في الحقيقة أتمنى أن تتحسن الظروف.. فالنادي لا يملك مقرا متكاملا والتدريبات تقام على ثلاثة ملاعب والنادي لا يملك عيادة طبية خاصة، ولكن هناك مجهودات من قبل الإدارة تغطي تلك النواقص فالنادي مرتبط مع عيادة خارجية وصالة رياضية تابعة لأحد أعضاء الشرف وهذا يعني مدى الاهتمام الذي توليه الإدارة لتغطية النواقص، كما أن اللاعبين متجاوبون معي في مسألة التدريبات على ثلاثة ملاعب مختلفة ولم يحصل هناك مشاكل من هذا القبيل، وعموما النقص يزرع التحدي.
ـ ما رأيك في دوري الدرجة الأولى بعد مرور خمس جولات؟
دوري ممتاز من ناحية تقارب المستوى والدليل على ذلك أن الفريق الذي يحتل المرتبة الأخيرة فريق العروبة لم يخسر بفارق أهداف كثيرة وهذا يدل على أنه دوري صعب ومتقارب المستوى ولا يمكن التنبؤ بمن سيصعد ومن سيهبط ولا يمكن توقع نتيجة مباراة.
ـ هل لتأخر التعاقد معك تأثير على عدم معرفتك بالفريق؟
حقيقة احتجت فترة طويلة للتعرف على إمكانيات اللاعبين وبعد مرور ثلاثة أسابيع استطعت التعرف على الإمكانيات حتى خارج الملعب استطعت التعرف على اللاعب من خلال حياته العادية (في الفندق – بعد نهاية التدريب – في المعسكر- تعامله مع زملائه) اختصرت مسافات طويلة للتعرف على اللاعب داخل وخارج الملعب.
ـ على الرغم من إصرارك على الثبات بتشكيلة واحدة إلا أن هناك مشاكل كثيرة في الفريق.. ماذا أعددت لذلك؟
أتفق معك أن هناك عيوبا بالفريق لكن ليست بالكثيرة.
ـ ولكن الجماهير التعاونية تشتكي من ضعف خط الدفاع.. أليست هذه مشكلة؟
على العكس تماما.. إذا ما قارناه بدفاعات الفرق الأخرى فأنا أعتقد أن دفاعنا من أفضل الدفاعات في الدوري.
ـ هل كونت فكرة عن مستويات الفرق في الدوري بشكل عام؟
الفرق التي لعبت معها استطعت تكوين فكرة عنها، أما الفرق الأخرى فأنا أعتمد حاليا على أشرطة الفيديو فقط.
ـ يلاحظ عليك الاعتماد على تكتيك (1-5-4).. هل ترى أنها الأنسب للفريق أم هي طريقة عامة تعتمد عليها مع كل فريق تدربه؟
على العكس تماما.. أنا لعبت أمام فريق الفيصلي في بداية الدوري بطريقة (2-4-4) ورأيت أن هذه الطريقة لا تناسب الفريق ومن ثم غيرت الطريقة إلى (1-5-4) ورأيت أنها الأنسب ونجحت مع الفريق.
ـ ماذا ينقص الفريق حاليا؟
الفريق ممتاز بشكل عام ولكن هناك بعض النواقص كلاعب بديل، فمركز الظهير الأيمن ورأس الحربة الذي يشغله اللاعب وليد معلا ومحمد الراشد ليس هناك أي بديل، وهذا ما يشغلني حاليا، فلو لا سمح الله خسرت أيا منهم لأي ظرف ما سأقع في مشكلة كبيرة.
ـ يلاحظ كثرة اللاعبين المصابين.. هل ساهم ذلك في إرباك جدول العمل؟
ليس تماما، فعند حضوري لم يتدربوا معي أساسا وكانوا مصابين وأنا اعتمدت على مجموعة معينة جيدة جدا.
ـ من أهم لاعب على خارطتك؟
- كرة القدم لعبة جماعية وقوتنا تكمن في المجموعة ككل ولا يمكن لأي مدرب أن يعتمد على لاعب أو لاعبين.
ـ ماذا تهدف له من عدم التغيير في التشكيلة؟
كي أكون فريقا ولكي أخلق انسجاما وحتى أضبط مجموعة يستوعبون تكتيكي الخاص.
ـ ما مدى استيعاب اللاعبين لطريقتك ولتعليماتك؟
يختلف من مباراة إلى أخرى حسب الظروف، ففي مباراة القادسية طبق اللاعبون تعليماتي بشكل كامل وأنا سعيد بذلك وفي لقاءات أخرى لم يطبق اللاعبون التعليمات إما بسبب نقص أو ظروف أخرى داخل الملعب، وأنا ألتمس العذر لهم في بعض اللقاءات.
ـ ماذا أعددت لفترة التوقف الإجبارية وهل أنت خائف من هذا التوقف أن يعود سلبا على الفريق؟
هي ليست فترة توقف بالشكل الكامل لأننا نلعب تصفيات مسابقة كأس ولي العهد وهي فرصة لأن نعالج أخطاءنا ونعطي فرصة لبعض الوجوه الشابة التي تنتظر الفرصة لكي تثبت وجودها في التشكيلة.
ـ هل تعد الجماهير التعاونية بالمنافسة على المراكز الأولى؟
عندي إحساس بأن هذه المجموعة ستحقق شيئا وستنافس بقوة.
ـ هل طالبت الإدارة بجلب لاعبين في مراكز معينة؟
نعم أخبرتهم بالمراكز التي أحتاجها وهي التي ذكرتها سابقا (الظهير الأيمن – رأس الحربة) ولم أطالب بأسماء، لعدم معرفتي باللاعبين في السعودية.
ـ بحكم عملك كمدير فني لناد جماهيري.. هل تنزعج من مناقشة الجماهير لك وهل ثقافة الجماهير السعودية تسمح لها بأن تناقش المدرب؟
أنا برازيلي والبرازيل لا تختلف عن السعودية في شيء في هذه الناحية،
جماهير البرازيل كلها تعتقد أنها أفضل من المدرب وهنا أيضا أعلم بأن جميع جماهير نادي التعاون مدربون.. وأنا مستعد لذلك.
ـ هل هناك سؤال تمنيت أن يوجه لك في هذا اللقاء ؟
لا، لكن هناك طلب للجماهير التعاونية، أتمنى منها أن تساند الفريق حتى نحقق المطلوب، وأنا أسعى إلى تكوين فريق لا يقهر وأن نحقق النقاط الثلاث في كل مباراة مع المتعة، فكرة القدم لعبة متعة في الأساس وعلى هذا الأساس جلبت المشجعين لها وسحرتهم بجمالها.