هناك حجريتنفس في داخلي وأسميه وطني{سليمى}
حارة السالمية تلك البقعة من الأرض التي أحملها في مهجتي وأطوف بها في أعين الناس وأقول:
هاهنا كنت ومن هذا الطريق غادرت لكني قبل أن أخرج منها مددت يدي إليها وحملتها معي وخبأتها
في روحي...
على طول ليل الرحيل وحزن الرحيل وأرقه بقيت معي كأنني ألثم تربها وأشم هواءها ويلف روحي ليلها ونهارها أرغمت طريق الرحيل الطويل أن يحملها إلي وأراها تنسكب من خيوط الفجر
ومن هدأة الليل لتضع بعضا" منها على روحي فأطمأن وأنام
تغسل أحلامي بماءها الرقراق الذي ينسكب في باحة البيت القديم من الصنبور الأسفل الذي تتزاحم عليه العصافير مع انبثاق النور فأجزم أن لاشئ يشبهها سوى الفجر
وكان من المضحك المبكي أن المنزل الذي سكنته بعدرحيلي عنها قدعجن بترابها!!!
فحين يعصف بي الحنين في ليالي البعد المقيتة كنت أضع أذني على الجدار وأسمع صوتها
وصوت الريح الباردة وهي تهزأطراف الأشجار في {النفود} التي خلف بيتنا!!!
سامحكم الله ....بهذه الصور نكأتم جرح الرحيل المر وجعلتموه راعفا" كما كان قبل عقد من الزمن
عــــقد من الآه لاعـــقـــد من الصـــبر يامن تزاورني ليلا" بذي ســــــــحــر
وتملؤ الروح شجـــوا"ثم تتـــــركهــا ياليتها بقـــيت دهـــرا" ولم تســــري
من صورها في مخيلتي ألف صورة ولشمسها وطيور بردها ألف حكاية...
هي حارتي القديمة التي تحيط بها الرمال وتتدفأ بآوار نار قبيلتي حين يرهقها برد الحنين
كنت أظنها صرة الكون وأنني حين أغادرها أتزحلق من الكرة الأرضية إلى مكان مجهول أفتقد فيه
روحي..
كانت كل شئ ولايمكن أن يعوضني عنها أي شئ...
علمت حزني عليها كيف يكون {كبرياء الصمت} فانحنى قلبي معي على الأوراق وسكب إحساسه صادقا" وكتبنا معا" من أجلها أجمل القصائد والقصص والكلمات الأخيرة ...
أدري أنها حارة قديمة جدا" وأدري أنها تعاني من مشاكل عديدة وأنها ليست في عداد المدن الفارهة ولكنها أيها الناس وطني!!
خاصمت الشمس بعد شمسها أغلقت النوافذ بالستائرقرابة الأربع سنوات....ثم أرغمت نفسي على الخروج وان اشاهد الشمس الأخرى...ولكن تضاءل في عيني الظل اتسعت رقعة الخريف وأدركت أن الربيع لايليق بمكان في الأرض سواها وأنه علي أن امتص حزني كي أظل أشتاقها وأكتب لها...
وفوجئت بكم وأنتم تنشرون صورها وأرى شمسهاالتي لاتشبهها شمس وأحسها تخترق روحي وألمس رعش نبضها وأشم رائحة رملها ويداعب أحلامي هواء صبحها الجميل ...
سامحكم الله ...
إني لوحـــدي والمكــــان يلــفنــي صمت الدروب ووحشة الأنحاء
والحزن في دربي ويرقب عودتي وأناأكمـــم عــــبرتي وبكـــــائي
مدي يديكي في الوداع أضمــــها هذا الرحـيل يـــشدني لعنــــائي
لاتغضبي أن ســال دمعي فوقــها فأنا أحـــبك ياجنــون لـــقائـــي