تكملة القصه...
وأما ما كان من فيروز*: فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه , فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره , فوجد نعلَ الملكِ في الدار ,*فطاش َعقلُه وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما ,*وأخذ الكتابَ وسارَ إلى حاجةِ الملك ِ, فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه*بمائة دينار*فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته , فسلم عليها ,
وقال لها :*قومي إلى زيارة بيت أبيك ..
قالت*: وما ذاك*
قال*: إنّ الملكَ أنعمَ علينا وأريد أن تظهري لأهلكِ ذلك ..
قالت*: حبّا وكرامة , ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر , فلم يذكرها زوجها ولا ألمّ بها ,*فأتى إليه أخوها...
وقال له*: يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك*!!
فقال*: إن شئتم الحكم فافعلوا ’ فما تركت لها علي حقا فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه...
فقال أخو الصبية*: أيد الله مولانا قاضي القضاة إني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه , وأخرب بئره فالتفت القاضي إلى فيروز..
وقال له*: ما تقول يا غلام فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان*!!!
فقال القاضي*: هل سلم إليك البستان كما كان*؟؟
قال:*نعم ,ولكن أريد منه السبب لرده!!
قال القاضي: ما قولك*؟؟!!
قال*:والله يا مولاي ما رددتُ البستان َكراهة ًفيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ..
قال*: وكان الملك متكئا فاستوى*جالسا ..........
وقال*: يا فيروز*!!
ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا*فوالله إن الأسد*دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة , وخرج من غير بأس ..
ووالله ما رأيت مثل*بستانك*ولا أشد احترازاً منحيطانه*على شجره ..
قال*: فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك ..