ويحك يا عاشور .. لقد أفسدتم على فراجنا صيامه وقيامه .
وكأني في أبي زياد بعد أن ينصرف الإمام من صلاة العصر في هذا الشهر المبارك ، يلتفت ذات اليمين وذات الشمال فيرى جموع المصلين انصرفوا إلى قراءة القرآن الكريم مجتهدين في تلاوته .. ينظر إليهم وهو يردد في داخله :
يا عين هلي صافي الدمع هليه .. ولا قضى صافيه هاتي سريبه
أنا مندهش يا سااااده
معقووولة الفراج سوااااها ؟؟ !!
لست مندهشًا من السرقة .. دهشتي بالذي أتى بعدها !!
لست متسرعاً أو عجولاً .. لكن رأيت ما يكفي لأخجل من أبن مدينتي .
وشلووون سويتها يالفراج ؟؟!!
30 عامًا من الركض الإعلامي وهاذي النهاية ؟؟
عيب والله عيب !!
لا .. ويشتكي على عاشور بسرقته ، بالضبط ( ضربني وبكى وراح واشتكى )
لكن .. كيف كان سيناريووو السرقة ؟
أنا أشك أن الفراج يعلم أنها كانت المقالة لعاشور أو أنها نشرت من قبل في الصحيفة التي يكتب فيها ، لو كان يعلم لما أقدم على هذا .
ربما يكون السيناريوا كالتالي :
الفراج يشغل منصب في الجامعة ، والجامعة تعج بالأستاذة الأجانب .. يعني بحكم الثقة والزمالة والفلووووس ايضاً أوكل لأحدهم كتابة مقالة في تأبين مطر ، فتح هذا الأجير النت وكتب في سعادة العم قوقل ( أحمد مطر ) وحين ظهرت مقالة عاشور أضاف عليها الفتات والطفيف ثم قدمها للفراج وكأنه كاتبها .. يعني وهق الفراج الله لا يحلله زي ما فشلنا .. والفراج أرسلها طازجة .. أقوول ربما حدث هذا .
و بعد ظهور صاحب المقالة ( عاشور ) تفاجأ الفراج بهذا المستصرخ ، وأصبح بين أمرين أحلاهما مر أما أن ينطبح ويعترف ويعتذر من عاشور أو يلوذ بالصمت وينتظر انقشاع الغمامة على أي نتيجة ، لكن كبرياء الفراج ومكانته البلدية واسمه وسمعته رفضت كلا الأمرين ، واخذ يبحث عن مخرج مشرف يواكب ما يحمله الكثير عن شخصيته .. فلا السرقة تليق به ولا الصمت يرضاه لنفسة .. ماذا يفعل إذاً ؟؟
لو استشارني الفراج بعد أن زل به قلمه أو عصه لنصحته بأن يكتب تعقيبًا يبدي فيه الانبطاح السلمي مبديا موافقته أن الاقتباس كان كثيرًا ولكن هذا لفرط محبته وإعجابه بالكاتب عاشور .
( يعني كذا ممكن تترقع بنسبة وقدرها .. لكن أن يجعل عاشور هو السارق هاذي أصابتني بالصداع النصفي ) .
كانت النجدة الفراجية في ( صحيفة عاجل ) فهو يكتب فيها منذ أربع سنوات وتربطه علاقة وثيقة بأهلها ، بثهم أمره وأخبرهم عن ورطته وتم الاتفاق على دس المقال بين مقالاته ، وليدعي بعدها أنه الأسبق بكتابة المقال المطري ، وأن عاشور هو السارق ومن لا يصدقه فلينظر في تاريخ المقالتين ، فالمقالة الفراجية تسبق المقالة العاشورية بعدة أيام ... ومن أجل هذا السبق كان اهتمام الأمناء في صحيفة عاجل ونصب أعينهم أن يسبقوا في تاريخهم مقالة عاشور فقط ، ولم يتنبهوا إلى أنهم قد يسبقون أيضًا وفاة ( مطر ) المعني بالتأبين وهذا ما حدث بالضبط فالمقال المدسوس يسبق وفاة مطر بخمسة أيام .. فعلاً ورطة ، والمشكلة لا يمكن التعذر بأنه خطا توثيقي من الكاتب لأن الصحيفة توثقه الكترونيا ولا شأن لصاحب المقالة بتاريخ الإدراج ، أي لا يمكن أن يندرج تحت الخطأ المطبعي ، فالعبث واضح ومن الغباء إنكاره أو التبرير عنه ... ما الحل إذاً ؟
بلا شك صحيفة عاجل ورطت نفسها مع الفراج ودخلت في نفقه المظلم فالمصداقية الخبرية تهاوت بشكل كبير فهي من أفسحت صفحاتها للتزوير ونصب المذب بريئًا وصاحب الحق مذنبًا مع إدراكهم الكامل بدجلهم وخبث ما يفعلوون .. لكن الكذب حبله قصير وقصير جدًا ..
لو سألتموني .. ما هو المتوقع من عاجل أن تفعله مستقبلاً حيال هذا الغباء المشترك من أطراف القضية ..أعتقد أنها لن تخرج عن أحد أمرين :
الأول : الاعتراف بخطئهم وأسفهم وأن ما حدث كان تصرف فردي لا تقره الصحيفة ولا ترضاه لسياستها الشفافة والأمينة .. مع تقديم كبش فداء لا يهتم بالأمر ولا يعي شيًا مما يتحدثون به ... وهذا مرجح عندي بشكل كبير ويتأكد مع جود تحقيق من وزارة الإعلام والشكوى المرفوعة من أحمد عاشور .
الثاني : إهمال الحادثة والصمت عنها وعدم طرحها لا من قريب ولا من بعيد في صحيفة عاجل ... فالزمن كفيل بنسيانها ويتأكد هذا بوجود قراء لا يتصفحون كثيرًا ولم يعرفوا شيئًا عن ذلك التحريف .. وهذا بنظري حل ذكي ونافع .. لكن المشكلة في وزارة الإعلام ربما يجبرونهم على البوح في صفحتهم الأولى .
أمّا لو سألتموني ماذا سيفعل الفراج مستقبًلا بعد هذه القضية ، فأقول أنه ليس أمامه ما يفعله غير أن يعلن ذووه أن ابنهم عبدالرحمن قد وافته المنية في حادث سرقة أليم على طريق عاجل السريع وأنً فتاته تم التقاطها من قلوب محبيه وأصدقاءه وسوف يصلى عليه في مقبرة الأمانة والصدق .
دمتم بأمانة وتوشحتم بذكاء .