[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

هل يدرك هذا الدار
بأن الزمن قد دار؟
*
هل تذكر الجدران
ظهور من استندوا إليها
وانطبعت تجاعيدهم عليها
واستنشقت كفوفهم رائحة الطين
حتى انتعشت أرواحهم بعبق البساطة
*
هل يذكر
ليالي السمر
وضحكات القلوب
وحكايات المساء
وقرع الخطى
*
هل يدرك بأنه أصبح بلا قنديل ؟
وان الحضارة ابتلعت زيت العفوية ؟[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]* * *[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
فتحت الباب الخشبي لمنزل جدي الطيني
فــ أبتسمت أبتسامة قد حسبتها أنقرضت منذ أن كان عمري لا يتجاوز الثامنهـ .
في ذاكـ السن الذي كنت أجهل فيه ألوان الابتسامات أبتداء من الصفراء ونهاية بــ سوداء .
لم أستطعم بتلكـ الأبتسامهـ كثيراً حتى أصفها لكم بدقهـ لأن الذكريات ( شهقت ) عندما شاهدتني وتجاوزت خطوة الترحيب وأمسكت بــ يدي راكضة ً بي نحو ( القبه )
هناك ...
حيث كُنا نجتمع أنا وأخوتي وبنات وأولاد خالاتي وخوالي مع خوالي الذين لا تستطيع أن تعرف عددهم إلا بــ أستخدام اله حاسبهـ
كنا نتناثر حول تلفاز أحمر اللون مزود بــ علاقة ملابس كـــ بديل للــ أنتل .
ونفز نحن البنات أستجابة لنداء الواجب الذي تطلقهـ جدتي من أجل صعودنا
الى ( الطايه ) بعد تناول العشاء
وهناكـ في ( الطايه ) كانت كُل واحدة منا ( تفرش فرش أهلها ) مبتدئة بفراش
الأم ثم براعمها من بعدها
وكنا بعد الأنتهاء تتقمص كل واحدة منا شخصيهـ ويصبح فراش كل أسرة
بمثابة منزل لتلك الشخصيهـ ويمضي الوقت علينا ونحن غارقات في لعبة ( الدوور )
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]* * *[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
وفي الصباح كنا نستيقظ على صوت جدي وهو يؤذن للفجر فـــ نسارع بــ نهوض حتى وان كانت أحلامنا تغرينا بــ البقاء لأن ( الكعك ) الذي يوزعها جدي مع كأساً من الحليب كان أكثر أغراء من أي شيء في الدنيا
وعندما تسطع الشمس وتنتشر خيوطها في كل زاويا البيت نتسابق ( ونترزز ) أمام جدي في ( القهوه ) ذات الجدران الطينيهـ التي تكحلت بــ دخان الحطب .
وامام جدي كنا نهلل ونصيح انا .. انا .. انا
إلى أن يوكل مهمة إيقاظ خالي لواحداً منا ...
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]* * *[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
وهنا ضحكت الذكريات التي تمسك بيدي وقالت
تذكرين ذاكـ الصبح
يوم يقوم خالكـ وهو مغمض من النوم
ويشغل السيارهـ ويصقع التلفزيون الأحمر بــ الجدار
تذكرين .. !
في هذهـ اللحظه قد غبت عن الوعي من الضحكـ
لاني تذكرت المساءات التي ( أتنسبل فيها ) من فراشي وأنزل الى ( القبه ) معتمدة
على ضؤ القمر بعد أن يقوم جدي بإغلاق الكهرباء في الساعه التاسعهـ
حتى ينام الجميع
ولأن الحاجهـ أم الأختراع
خرق خوالي ( جدار القبه ) وقانون جدي
وأصبح التلفاز يعمل على بطارية السيارهـ
وفي أحدى الصباحات
أنكسر التلفاز الأحمر بعد أن أصطدم بــ الجدار وسط ذهول جدي وأكتشافهـ
لخدعة خوالي
فـــ أصبح التلفاز الأحمر هو الأول و الأخير ...
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]* * *[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
تعبت أيتها الذكريات ...
تعبت من أسترجاع تلكـ اللحظات الجميلهـ
لحظات عفويهـ
والأنفس كانت أكثر عفويهـ وفسيحه على الرغم من صغر مساحة منزل جدي
على عكس الحاضر
الأنفس أصبحت ضيقهـ والمساحات أصبحت كبيرهـ ولكنها تعجز على أن تستوعب
ماكان يستوعبه ويحتضنه منزل جدي
حتى الطفولهـ لم تعد كما كانت
* خضاب على كعب المتصفح *
تلكـ ورقهـ من ذكرياتي ومن الممكن أن تتشابك أياديها مع أيدي ذكرياتكم